البيئة السياسية الإسرائيلية وأثرها في تصاعد العدوان على الأقصى

تاريخ الإضافة الإثنين 30 آب 2021 - 3:29 م    عدد الزيارات 1040    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيقالكلمات المتعلقة عين على الأقصى

        


موقع مدينة القدس | يحظى العدوان على الأقصى بالدعم من مختلف المستويات السياسية والأمنية والقانونية والدينية، وقد ساهم هذه الدعم في تصعيد العدوان الذي يتخطى الاقتحامات إلى محاولات حثيثة لتغيير الوضع القائم التاريخي وفرض واقع جديد يتماشى مع مزاعم السيادة الإسرائيلية على المسجد.

 

ويلعب المستوى السياسي دورًا بارزًا في تصاعد وتيرة العدوان، وذلك بعد تنامي فكرة المعبد في الوسط السياسي، حتى باتت "جماعات المعبد" تحظى بكتلة نيابية داعمة بدءًا من عام 2002، ثمّ أصبح لها حضور حكومي منذ عام 2013، وصولًا إلى عام 2021 عندما صدّرت، نفتالي بينت، شريكها المباشر على مدى سنوات، إلى رئاسة الحكومة.

 

ووفق تقرير عين على الأقصى السنوي الـ15 الصادر مؤخرًا عن مؤسسة القدس الدولية بالتزامن مع الذكرى 52 لجريمة إحراق المسجد، يحمل الحضور السياسي لـ "جماعات المعبد" حاليًا ميزات استثنائية تتجلّى في كونها باتت وللمرة الأولى في تاريخ صعودها، موزعة بين أربعة أحزاب هي الليكود (13 مقعدًا)، والصهيونية الدينية (6 مقاعد)، ويمينا (3 مقاعد) وأمل جديد (مقعد واحد).

 

كذلك، فقد باتت، ولأول مرة في تاريخ نفوذها السياسي موزّعة بين الحكم والمعارضة، إذ لها 19 مقعدًا في المعارضة وأربعة مقاعد في أحزاب الائتلاف، بالإضافة إلى أربعة من الوزراء الذين استقالوا مؤقتًا من الكنيست لإفساح المجال لزملائهم في أحزابهم بموجب ما يعرف بـ "القانون النرويجي". ومن شأن هذا التوزيع أن يعطي هذه الجماعات مرونة وتكاملاً في التأثير بين استخدام النفوذ الحكومي، ورفع الصوت في معارضته لرفع سقفه.

 

أما الميزة الثالثة، وفق التقرير، فهي أنّ هذه الجماعات أصبحت تبلغ ذروة نفوذها عبر رئيس وزراء واقع تحت تأثيرها في حكومة تعتمد على أحزاب المركز، ويشكل الحضور اليميني فيها غطاءً محدودًا لكنه ضروري لمواجهة نتنياهو؛ الأمر الذي قد يجعل هذه الحكومة متأرجحة بين علو سقفها ضد الأقصى ومحدودية الدعم لهذه الأجندة.

 

 

مشاركة السياسيين الإسرائيليين في اقتحام الأقصى والتصريح ضدّه

 

شهدت السنوات الماضية مشاركة أعضاء في "الكنيست" وحكومة الاحتلال في اقتحامات الأقصى، وكانت هذه الاقتحامات من الأسباب التي أجّجت انتفاضة القدس عام 2015، الأمر الذي دفع بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال حينذاك، إلى منع السياسيين من اقتحام المسجد.

 

ووفق تقرير عين على الأقصى، تشكّل الاقتحامات السياسية واحدةً من الصور التي تستجيب الطبقة السياسية الإسرائيلية عبرها لمطالب "منظمات المعبد"، إذ تعطي مشاركة أعضاء "الكنيست" في الاقتحامات صورةً لتبنّي خطاب المجموعات المتطرّفة.

 

ومنذ بداية عام 2021، شارك في اقتحام الأقصى كلّ من يوم توف خلفون وعميحاي شيكلي (حزب يمينا)، وقد اقتحما الأقصى في 2021/7/18، بالتزامن مع "ذكرى خراب المعبد"، وشاركا في أداء النشيد الوطني الإسرائيلي؛ وقد صرح شيكلي أن الأقصى هو "أهم رمز قومي لدى شعب إسرائيل".

 

اقتحم الأقصى عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير (الصهيونية الدينية)، الذي كتب على حسابه على تويتر بعد اقتحامه الأقصى في 021/6/27: "مطلبنا هو السيادة الكاملة، ورفع العلم الإسرائيلي وإزالة جميع سلطات الوقف التي تسعى لإيذاء اليهود". 

 

كذلك، شارك في اقتحام الأقصى داني أيالون، نائب وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، وذلك في 2021/8/15.

 

ومن أعضاء "الكنيست" السابقين الذي شاركوا في الاقتحامات أرييه إلداد عراب مشروع التقسيم الزماني، في 2021/3/29، ومايكل بن آري في 2021/8/12، وكلّ من يهودا غليك وأوري أريئيل وموشيه فيجلن الذين تكررت اقتحاماتهم غير مرّة.

 

وفي 2021/8/12، شارك في اقتحام المسجد الوزير السابق إيلي كوهين (ليكود)، الذي صرّح قائلاً: "سنحافظ على السيادة اليهودية في القدس، وعلى حقّ اليهود في زيارة كل مكان مقدس بالنسبة إلى الشعب اليهودي".

 

التبني السياسي لمطالب "جماعات المعبد" وتصديرها

 

على مدى السنوات السابقة، عمل أعضاء "الكنيست" المؤيدون لفكرة المعبد على تحويل الفكرة إلى تشريع، عبر طرح مشاريع قوانين تضمّنت اقتراحات بتقسيم الأقصى زمانيًا، وفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد. كذلك، عقد في "الكنيست" مؤتمرات وندوات للترويج لفكرة المعبد ومطالب الجماعات التي تنادي بها، ومن بينها الدعوة إلى السماح لليهود بحرية الصلاة في الأقصى.

 

وفي 2021/8/13، عقد في "الكنيست" مؤتمر، بمبادرة من بن جفير، لتشجيع الاقتحامات وجرى نقاش حول جسر باب المغاربة حيث اقترح المشاركون حلولاً وأفكارًا حول ترميم الجسر بعد تقرير هندسي قال إنّه مهدد بالانهيار. وتناول المشاركون في المؤتمر "التمييز" الذي تمارسه شرطة الاحتلال ضد المستوطنين وسياسة حصر الاقتحامات بساعات محدّدة.

 

وفي نيسان/أبريل2021، وقع عضوا "الكنيست" ماي غولان (ليكود) وسيمشا روثمان (الصهيونية الدينية) التماسًا يطالب حكومة الاحتلال بالسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في يوم "توحيد القدس"، أو استكمال احتلال القدس وفق التقويم العبري، وقد صادف يوم 2021/5/10 الموافق لـ 28 رمضان. وقالت غولان إنّ "[الأقصى] هو المكان الأكثر أهمية بالنسبة إلى اليهود، والمحافظة على سيادتنا على المكان وحق الصلاة لكل يهودي أمر مهم بالنسبة إلينا كشعب ودولة". أما روثمان فقال إنّ "فرض القيود على اليهود الذين يرغبون في [اقتحام الأقصى] غير مقبول، ومنع صعود اليهود يعني الاستسلام للإرهاب، وهو أمر لا يمكن القبول به".

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »