5 أعوام على ارتقاء الشهيد مصباح أبو صبيح

"والحج مصباح علمنا نفدي الأقصى بدمنا".

تاريخ الإضافة السبت 9 تشرين الأول 2021 - 5:32 م    عدد الزيارات 1432    التعليقات 0    القسم حكايات الصمود ، شهداء ، أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق

        


 

موقع مدينة القدس | توافق اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد المجاهد المقدسي مصباح أبو صبيح بعد أن نفّذ عملية مزدوجة في مدينة القدس المحتلة، يوم التاسع من تشرين أول/أكتوبر 2016، والتي أسفرت في حينها عن مقتل مستوطنيْن وإصابة آخرين.

 

 

أسد الأقصى في سطور

 

ولد الشهيد مصباح أبو صبيح في بلدة سلوان، وسط القدس، في العام 1975، وعُرف في محيطه وبلدته بتدينه وتحليه بصفات الرجولة والإقدام وإقدامه وشجاعته في كل ما يتعلّق بالدفاع عن المسجد الأقصى، والتصدي لاعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي في العاصمة المُقدّسة.

 

وتعرض مصباح أبو صبيح خلال سنوات عمره للعديد من الاعتقالات والإبعادات عن المسجد الأقصى المبارك، وبرز خلال فترة تصاعد الاقتحامات والاعتداءات "الإسرائيلية" تجاه الأقصى، منذ العام 2013، خلال دفاعه عن المرابطات، وعرف باسم (الحج مصباح)، كما حظي بشعبية طيبة في أوساط الشباب المقدسي من مختلف المناطق والتوجهات.

 

في اليوم ذاته، الذي شهد تنفيذ العملية، كان من المقرر أن يُسلّم الشهيد أبو صبيح نفسه لقوات الاحتلال لقضاء حكم بالسجن 4 أشهر في معتقل الرملة الاسرائيلي، على خلفية اتهامه بالاعتداء على جندي اسرائيلي في البلدة القديمة.

 

وكان للحج مصباح أبو صبيح تواجدٍ عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنها Facebook، والذي كان يستخدمه باسم (أسد الأقصى)، وكان يوثق من خلاله ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، وكان نص آخر منشورٍ له فيه قبل استشهاده بيومين: "الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدًا".

 

ومن أبرز منشوراته عبر الفيسبوك، والذي عبّر عن مدى حبه للأقصى: "كم أشتاق لعشقي لحبي كم أشتاق وكنت أتمنى لو كنتَ آخر ما أراه وأقبله وأسجد على ثراه، أقبل ترابك وأصلي فيك ولكن هو الظلم وهم الظالمين، لن أشتاق لأحدٍ كاشتياقي إليكَ، لن أحب أحدًا كحبي إياك، رغم سجونهم وحقدهم وجبروتهم وطغيانهم، حبي لك يزداد.. قالوا 4 أشهر سجن، قلت والله قليلٌ، فعمري وحياتي وكل مالي فداه".

 

 

تفاصيل العملية

 

في صبيحة التاسع من تشرين أول/أكتوبر عام 2016 خرج الشهيد مصباح بمركبته، متسلحاً ببندقيته من نوع (m-16) وبدأ بإطلاق النار تجاه الجنود والمستوطنين في المنطقة الواقعة ما بين التلة الفرنسية وحتى محطة (شمعون هتسوديك) في القدس المحتلة القريبة من منطقة الشيخ جراح، والتي لا تبعد سوى أمتارٍ قليلة من مقر قيادة شرطة لواء القدس "الإسرائيلية"، ثم تبع إطلاق النار بعملية الدهس مستخدما سيارته للتأكد من إيقاع المزيد من القتلى والجرحى.

 

وقد شكلت العملية صدمة لدى الاحتلال بكل مؤسساته الأمنية، حيث أجمع محللون حينها أنّ العملية أسست لمرحلة جديدة في العمل المسلح خلال انتفاضة الأقصى، كما أكدوا على أن مواصفاتها لا تشبه مثيلاتها السابقة، إذ نجح الشهيد في تضليل الشاباك حتى اللحظة الأخيرة.

 

وكان الإعلام الإسرائيلي حينها أولى اهتماماً كبيراً بالعملية، وأفرد لها كماً كبيراً من التحليل، إذ رأى في العملية أنها جاءت لتعطي دفعة جديدة للموجة المتواصلة من العمليات التي دخلت عامها الثاني، كما اعتبرتها نقطة تحول لباقي المنفذين المفترضين بذات القوة التي منحتها عملية (إيتمار) بداية أكتوبر من العام 2015.

 

وقد رأى محللون أن طريقة التنفيذ دلت على مستوى عالي وقدرة على استخدام السلاح، مضيفين أن الشاباك عمل كل ما بوسعه لضمان اعتقال أبو صبيح، وكان سيبدأ بقضاء محكوميته صبيحة يوم العملية، إلا أن أنه كان ذكياً حتى آخر لحظة، وأجرى مقابلات مع وسائل إعلامية فلسطينية، وأعرب عن استعداده لدخول السجن دون أي إشارة أو حتى شك بخصوص نواياه الحقيقية.

 

ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد أبو صبيح، وترفض الإفراج عنه ودفنه بمدينته المقدسة حسب الأصول والشريعة الإسلامية بحجة، "استخدام ملف جثامين الشهداء كورقة تفاوض في أي صفقات تبادل أسرى مستقبلية".

 

 

الشهيد مصباح حيٌ في هبّات المقدسيين

 

على الرغم من مرور 5 سنوات على استشهاد مصباح أبو صبيح، إلّا أنّ ذكراه وسيرته لا تزالان حاضرتين في وجدان المقدسيين، إذ ترتفع صورته في أزقه سلوان والعيساوية، والبلدة القديمة، وفي مختلف الهبات التي تلت استشهاده، كهبة باب الأسباط، وهبة باب الرحمة، وهبة باب العامود، وخلال صد اقتحام 28 رمضان، كانت الهتافات التي تذكره حاضرةً، ومن أبرزها هتاف: "والحج مصباح علمنا نفدي الأقصى بدمنا".

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »