ما واقع الاستيطان في القدس في ظلّ حكومة بينيت؟
الإثنين 18 تشرين الأول 2021 - 10:37 م 1109 0 أبرز الأخبار، استيطان، تقرير وتحقيق |
موقع مدينة القدس l لا يتوقف الاحتلال عن تعزيز الاستيطان في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، لزيادة عدد المستوطنين وتحقيق أغلبية ديموغرافية لمصلحتهم من جهة، ولمنع التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية في شرق القدس وقطع التواصل الجغرافي بين القدس والضفة الغربية من جهة أخرى.
ولا تختلف سياسة حكومة بينيت حيال الاستيطان عن سياسة سلفه نتنياهو، وقد صرّح بينيت في 2021/10/11، أنّ "تنمية الاستيطان في الجولان يصب في المصلحة الإسرائيلية، ويعزز من سيادة إسرائيل على الهضبة، والهدف مضاعفة الاستيطان والوصول إلى 100 ألف مستوطن"، وكان قال في حزيران 2021 إنّ حكومته لن توقف البناء الاستيطاني.
وفيما نقل موقع "والا" العبري عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ إدارة بايدن بعثت رسالة هادئة إلى مكتب بينيت تطالب بوقف البناء الجديد في مستوطنات الضفة الغربية فقد قالت صحيفة "هآرتس" إنّه في الوقت الذي تروج فيه حكومة بينت لبناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس، فإنّ إدارة بايدن تلتزم الصمت ولا تطالب علنًا بتجميد البناء على الأقل، مشيرةً إلى أنه في هذه المرحلة إدارة بايدن لم تمارس أي ضغوط على دولة الاحتلال، وقد يكون لبيد وزير خارجية الاحتلال سمع احتجاجات أمريكية ضعيفة في أثناء زيارته واشنطن، لكن الاحتمال السائد هو أنّ الأخيرة لم تفهم بعد أن "إسرائيل" على وشك إجراء تغيير مهمّ في الخريطة الجيوسياسية للقدس.
مجمع استيطاني ضخم في "السهل الأحمر"
كشف الباحث المختص بشؤون القدس فخري أبو دياب عن تفاصيل مجمع استيطاني اقتصادي ترفيهي ضخم أقامته سلطات الاحتلال في منطقة "السهل الأحمر" شرقي القدس المحتلة، بعدما جرى مصادرة آلاف الدونمات الفلسطينية، لخدمة آلاف المستوطنين.
والمخطط قائم على مساحة 100 ألف متر مربع على أراضٍ مقدسية خاصة تعود ملكيتها لأهالي بلدة سلوان، الذين يمتلكون كلّ الأوراق الثبوتية الرسمية لذلك، وقد استولت سلطات الاحتلال على هذه الأراضي قبل سنوات لإقامة مناورات وتدريبات عسكرية، وتم تسجيلها "أراضي دولة".
وبيّن أبو دياب أن المجمع الاستيطاني يقع بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس، وتبلغ تكلفة بنائه 730 مليون شيكل بدعم من حكومة الاحتلال، ومؤسسات إسرائيلية، ومن مستثمرين يهود في العالم.
ويشرف على المشروع الاستيطاني، الذي جرى افتتاحه في أيلول/ سبتمبر الماضي، وزارة الإسكان الإسرائيلية، وعدة مؤسسات تُعني بشؤون الاستيطان.
ووفق أبو دياب، فقد تعمّد الاحتلال، عبر إقامة هذا المجمع الاستيطاني، غرس مفاهيم وثقافة غربية تتناسب مع الثقافة والعقلية اليهودية، بعيدًا عن حضارتنا وتاريخنا وعاداتنا العربية الفلسطينية.
وأوضح أن المشروع في ظاهره يبدو مجمعًا ترفيهيًا اقتصاديًا، لكن في حقيقته عسكري استراتيجي له أهداف إسرائيلية ممنهجة تستهدف القدس خاصةً والقضية الفلسطينية عامةً.
ويشير أبو دياب إلى أن 70 ألف مستوطن يعيشون في محيط إقامة المشروع، من بينهم 50 ألف مستوطن في مستوطنة "معاليه أدوميم"، و20 ألفًا آخرين في التجمعات الاستيطانية الأخرى.
خطط استيطانية في "جفعات همتوس" و"بسغات زئيف"
قالت صحيفة "هآرتس"، في 2021/10/14، إن "إسرائيل" ستروّج لخطط بناء واسعة في منطقة "جفعات همتوس"، وهي مستوطنة أقيمت على أرض خربة طباليا ببلدة بيت صفافا ويقطنه اليهود الأثيوبيين، وفي المنطقة المعروفة باسم E1 التي تضم عدة مستوطنات مقامة على أحياء فلسطينية، منها العيزرية وأبو ديس وعناتا وحزما وغيرها، ومستوطنة "بسغات زئيف" المقامة على أراضي عدة قرى شمال شرق القدس، وجميع المناطق من حول هذه المستوطنات الثلاث، ومنها "عطروت".
ولفتت الصحيفة إلى أن اللجنة المحلية الإسرائيلية، عبر مبادرات تقف خلفها وزارة الإسكان، صادقت على مصادرة أراضٍ في محيط "جفعات همتوس" لمصلحة هذه الخطط، كما وافقت على إيداع خطة لتوسيع مستوطنة "بسغات زئيف"، فيما سيصار إلى بدء المناقشات حول الاعتراضات على إقامة مستوطنة جديدة في منطقة E1.
مستوطنة جديدة على أرض مطار القدس القديم (قلنديا)
من المقرّر أن تناقش اللجنة المحلية في السادس من كانون الأول المقبل، إنشاء مستوطنة تضم قرابة 9 آلاف وحدة استيطانية في منطقة مطار القدس "عطروت"، على مساحة 1240 دونم من أراضي المطار، لإسكان اليهود المتدينين "الحريديم"، بالإضافة إلى أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق ضخم يضم 20 طبقة، وعدة بنايات عالية، وغيرها من المنشآت، ضمن مشروع أقرته "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس عام 2020؛ وهو مشروع قديم يعود إلى عام 2004، يمرّ تنفيذه في مراحل متعددة علاوة على اضطرار الاحتلال لتأجيل تنفيذه بسبب الضغوط الدولية نظرًا لحساسية المشروع والمطقة المستهدفة.
وتشمل المخططات المصاحبة للبدء ببناء المشروع الاستيطاني على أرض مطار القدس شقّ أربعة شوارع كي تُوصل منطقة "مطار قلنديا" بالمستوطنات شرقي القدس، وكذلك شرق طريق من المنطقة الجنوبية إلى مدينة القدس وصولًا لمدينتي بيت لحم والخليل.
وسيكون من شأن هذا المخطط فصل شرق القدس عن امتدادها في الضفة الغربية، خاصة المنطقة الشمالية، التي سيتم إغلاقها نهائيًا، كجزء من استكمال إقامة حزام استيطاني في محيط المدينة المقدسة.
ويقع "مطار قلنديا" بين مدينتي القدس ورام الله، واستولت سلطات الاحتلال عليه بعد احتلالها المدينة عام 1967، وضمته إليها عام 1981 بموجب "قانون القدس"، لكنها أغلقته عام 2000، وأطلقت عليه اسم "مطار عطروت".
وأقامت سلطات الاحتلال على أرض المطار حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل شمال القدس عن رام الله، وفي شباط 2012 حولت جزءًا منه إلى منطقة صناعية.
وحدات استيطانية جديدة في "جيلو"
كشفت القناة السابعة العبرية، في 2021/10/10، أن مجموعة "كارتا" الإسرائيلية للمشاريع العقارية، ستبدأ قريبًا ببناء 104 وحدات استيطانية في مستوطنة "جيلو" جنوب القدس المحتلة، بعدما اشترت قطعة أرض وسط المستوطنة.
وبحسب القناة، فإن الشركة ستبدأ استثماراتها بالمستوطنة عبر تشييد هذه الوحدات الاستيطانية التي ستتضمن مشروعًا تجاريًا بالمكان، مشيرةً إلى أن التكلفة ستصل إلى مئات الملايين من الشواقل.
وستطلّ هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة على محور السكك الخفيفة، ما سيجعله مشروعًا مهمًا واستراتيجيًا بالنسبة إلى المستوطنين.