ما المطلوب لمواجهة العدوان على مقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 تشرين الأول 2021 - 3:53 م    عدد الزيارات 961    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس l واصلت سلطات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، اعتداءاها على مقبرة اليوسفية القريبة من المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط. 

 

وعمدت جرافات وطواقم تابعة لما تسمى "سلطة الطبيعة" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، تحرسها قوة عسكرية معززة، إلى متابعة أعمال التجريف والتخريب في مقبرة اليوسفية لليوم الثاني على التوالي، وسط أجواء متوترة تسود المدينة المقدسة. 

 

وكانت طواقم الاحتلال شرعت يوم أمس بأعمال تجريف وتحطيم شواهد قبور ونبش قبور أخرى وطمسها بالكامل، تمهيدًا لإنشاء حديقة تلمودية تخدم مخططات طمس هوية القدس.  

 

 

 

 

وتضم القبرة المُستهدفة بالتخريب والتدنيس رفات عموم أهل مدينة القدس، وكبار العلماء، والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب. 

 

مؤامرة عمرها سنوات  

 

تأتي عمليات التجريف بعدما رفضت محكمة الاحتلال في 2021/10/17، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في أرض ضريح الشهداء بمقبرة اليوسفية. 

 

وكانت آليات الاحتلال جرفت في 2021/10/10 أجزاء من مقبرة ضريح الشهداء، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث ظهرت أجزاء من رفات وعظام شهداء وموتى، ما أثار غضبًا واسعًا بين المقدسيين. 

 

وعقب ذلك أعاد الأهالي دفن رفات الشهداء والموتى في المقبرة، قبل أن تجدد سلطات الاحتلال أمس واليوم نبشها وطمسها بالكامل. 

 

وكانت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، عمدت في كانون الأول/ديسمبر 2020، إلى اقتحام أرض مقبرة صرح الشهداء، وهدمت سورها، ونفذت أعمال تجريف لإقامة حديقة ضمن مشروع تهويدي كبير "ما حول أسوار القدس" يتضمن القطار الهوائي "التلفريك" ومسارات واستراحات.  

 

وكان هذا هو الاعتداء الثالث على التوالي على أرض المقبرة في أقل من 7 سنوات، إذ في عام 2014 أغلقت البلدية أكثر من 40 قبرًا بالأسمنت لمنع الدفن فيها، وفي عام 2017 جرفت جزءًا كبيرًا من الأرض واقتلعت الأشجار وخربت المنطقة الجنوبية من المقبرة. 

 

وأكد المحامي حمزة قطينة أن المؤامرة للاستيلاء على المقبرة طبخها الاحتلال على نار هادئة منذ سنوات، فمنذ السبعينيات صنّف الاحتلال هذه الأرض منطقة عامة مفتوحة ثمّ منطقة حدائق خضراء، وحظر الدفن فيها، وبدأ بالتنفيذ والاقتحام الفعلي بعد أكثر من 30 سنة ليجعل مسألة الاعتراض على هذا التصنيف مسألة شبه مستحيلة، وهو أسلوب انتهجه الاحتلال في آلاف الدونمات التي تخصّ المقدسيين شرقي القدس. 

 

اللجوء إلى محاكم الاحتلال: لمن تشكو والقاضي خصمك! 

 

 لا يمكن فصل محاكم الاحتلال عن منظومة الاحتلال والاستعمار، حيث الجهاز القضائي مسخّر لخدمة الاحتلال وإسباع الصفة القانونية على اعتداءاته.  

 

ووفق المحامي المقدسي حمزة قطينة، فإنّ الموقف المبدئي بخصوص التعامل مع القضاء الإسرائيلي في القضايا الجوهرية التي تمس قضايانا الأساسية واضح منذ سنوات، إذ إنّ هذا القضاء لا يتمتع بالحياد والنزاهة والعدالة التي تتيح له الفصل في القضايا بإنصاف وردّ الحقوق لأصحابها ورفع الظلم عنهم، بل إنّه يتأثر بتأثيرات خارجية كثيرة، منها تأثيرات عقائدية دينية أو سياسية ومنها تأثيرات، بل وتعليمات أمنية ومخابراتية. لذلك، فإنّ التعويل على قضاء الاحتلال في القضايا الجوهرية، لا سيّما تلك التي تتعلّق بالمقدسات، هو مراهنة خاسرة. 

 

ويشير قطينة في منشور له على فيسبوك إلى أنّ الموقف لم يتغيّر في مقبرة اليوسفية، لكن اللجوء للقضاء كان إجراء تكتيكيًا لعرقلة المشروع وتأخيره بأي وسيلة لكسب الوقت، خصوصًا أنّ الجرافات في كانون الأول/ديسمبر 2020، كادت تجهز على الأرض خلال أيام معدودة، ولم يعترض عليها، رسميًا أو شعبيًا، سوى قلة قليلة.  

 

ويبيّن قطينة أنّ البلدية وسلطة الطبيعة مارست جميع أساليب الكذب والخداع والتضليل أمام المحاكم بخصوص هذه الأرض، لكنها فشلت في ذلك، وتوقفت الأعمال لأكثر من 8 أشهر في الأرض إلى أن قامت جهة مجهولة باستحداث ثلاثة قبور جديدة داخل الأرض، الأمر الذي أعطى ذريعة للقاضي الجديد الذي تمّ تحويل الملف خصيصًا له لإلغاء أوامر المنع والسماح للبلدية باستمرار الأعمال حتى لا يتم ‘نشاء المزيد من القبور وإحباط المشروع التهويدي فيها، خصوصا أنّ خلفية القاضي العقائدية تجعل من هذا المشروع مصلحة عليا. 

 

أهمية الموقف الشعبي والرسمي المساند 

 

 يوضح المحامي قطينة أنه لا يًمكن التعويل على الإجراءات القانونية وحدها من دون موقف رسمي أو شعبي مساند، لكن للآن ما من استجابة أو تفاعل حقيقي. 

 

ويشير قطينة إلى أنّ ردة الفعل الشعبية والرسمية على هذه الاعتداءات على مر السنوات كانت ضعيفة جدًا، بل وحتى لم تكن هناك ردة فعل أصلاً، ويوضح انّه في بعض الأحيان لم يحضر للدفاع عن المقبرة سوى رجل واحد تجاوز السبعين من عمره ليقف وحيدًا أمام جرافات الاحتلال، هو رئيس لجنة المقابر. 

 

أما المحامي مدحت ديبة فأشار في منشور له على فيسبوك إلى أنّ ردة فعل الشارع لا تتناسب مع حجم الحدث، وقد كان الأجدر بدء الاعتصامات على غرار الهبات السابقة كما في باب الرحمة وباب الأسباط. ووجّه ديبة اللوم إلى المرجعيات الدينية والأوقاف وخطباء المساجد، لا سيما الأقصى، في ضرورة توجيه الشارع. 

 

وفي سياق متصل، دعت حركة حماس أهالي القدس إلى الاحتشاد عند مقبرة اليوسفية لمجابهة التجريف، وردع الاحتلال عن مواصلة جريمته. 

 

ودعا النائب المقدسي المبعد أحمد عطون إلى ضرورة وجود حراك شعبي ورسمي يردع الاحتلال، وتعقيبًا على انتهاك الاحتلال حرمة قبور المسلمين في اليوسفية، طالب عطون كل من يستطيع الوصول الى القدس للتصدي للاحتلال وتعزيز صمود المقدسيين للحفاظ على المدينة لما تمثله من عقيدة أمة بأكملها. 

 

وقال عطون: "إذا قصر النظام الرسمي فأين دور الشعوب والنخب والبرلمانيين والطلاب الجامعيين والإعلام الرسمي والشعبي؟"  

 

وأوضح النائب المقدسي أن إصرار الاحتلال على فرض سيطرته على مقبرة اليوسفية منذ أكثر من 20 عامًا يهدف لفرض الأمر الواقع، وإنشاء حدائق توراتية بمحاذاة المسجد الأقصى وامتداد سلوان لتحيط كالسوار على المعصم بالبلدة القديمة، لتثبيت رواية احتلالية إسرائيلية مغلفة بغلاف ديني توراتي لفرض وقائع على المدينة المقدسة لتهويدها. 

 

ونبّه إلى أن ما يشجع الاحتلال هو عدم وجود أي حراك جاد ونشط وفاعل يهدف للجم الاحتلال وكبح جماحه.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »