عرض كتاب "القدس من منظور مقاصد الشريعة الإسلامية"

تاريخ الإضافة الإثنين 21 أيلول 2015 - 3:07 م    عدد الزيارات 12671    التعليقات 0    القسم تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة

        


إعداد: علي إبراهيم

أصدرت مؤسسة القدس الدولية كتاب "القدس من منظور مقاصد الشريعة الإسلامية"، لمؤلفه الدكتور سامي محمد الصلاحات، وهو مؤسس المعهد الدولي للوقف الإسلامي في ماليزيا. ويعد الكتاب إضافةً للمكتبة العربية عمومًا والمقدسية خاصةً، ويتميز الكتاب بأنه يعالج الضروريات الخمسة التي بحثها علماء أصول الفقه، مع تطبيقها على واقع مدينة القدس والصراع المحتدم فيها مع الاحتلال. وقد استنبط المؤلف من هذه المقاصد الأصولية وإسقاطاتها على المدينة المحتلة ، أحكامًا شرعية ومضامين تأسيسية انطلاقًا من مقصد الدين والنفس والعقل والنسل والمال. هذه الأحكام هي من الأهمية بمكان لأنها تشكل محاورً مهمة للتصدي لمشروع تهويد القدس، ومعيارًا للعاملين في الشأن المقدسي ينطلقون منه لتغطية الكثير من الحاجات الملحة في المدينة.
والكتاب من القطع المتوسط، عدد صفحاته 120 صفحة، تتصدر على غلافه صورة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة بشكل فني جميل، وعلى الجهة الخلفية ترجمة موجزة للمؤلف. وهو من إصدار قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، وتتكون الدراسة من المدخل ومبحثين أساسيين ومن ثم النتائج والتوصيات.

 -معلومات النشر:
- العنوان: القدس من منظور مقاصد الشريعة الإسلامية (قراءة أصولية في صمود المجتمع المقدسي تحت الاحتلال الصهيوني)
- تأليف: د. سامي محمد الصلاحات
- عدد الصفحات: 119 صفحة
- تاريخ الصدور: الطبعة الأولى، حزيران/يونيو 2015
- السعر: 4 $
- إصدار: مؤسسة القدس الدولية – بيروت

  

 

محتوى الكتاب:
يتناول المدخل الذي حمل عنوان "أهمية القراءة الأصولية لقضية القدس الشريف"، توطئة عن مدينة القدس وأهميتها العقدية عند المسلمين وارتباطها بوجدان المسلمين في كل مكان في العالم. ثم يبحث المؤلف عن لفظة "القدس" في اللغة واشتقاقتها المختلفة ومضامينها وارتباط هذه المعاني بالمعنى الاصطلاحي وهو التطهر.
وفي النقطة الثانية يتناول المؤلف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ورد فيها لفظ القدس، وترجيح إطلاق هذه اللفظة على المعنى المكاني في أرض فلسطين في النقطة الثالثة، وأهميتها حتى جُعلت قبلةً للمسلمين نحوًا من سبعة عشر شهرًا.
ولأن القراءة المقاصدية لقضية القدس تنطلق من أسس شرعية أصولية تناول المؤلف في النقطة الرابعة القواطع الدافعة للدراسة وأهمية البناء على المقاصد الشرعية، انطلاقًا من أن قداسة بيت المقدس أمر قطعي، وهذا الحكم الشرعي يستند إلى:
- الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
- الأهمية التاريخية للمدينة والصراع عليها منذ فجر التاريخ الإنساني، حتى أضحت القدس معيارًا للأمة الإسلامية وحال قوتها أو ضعفها، وهي "جمرة اليقظة الدائمة والنور الذي لا يخبو".
- قطعية الضرورات الخمسة في واقع مدينة القدس، انطلاقًا من مجريات الأحداث في المدينة تحت الاحتلال الصهيوني، وضرورة إدراجها تحت كليات ومقاصد الشريعة، وارتباط كل من مقاصد الدين والنفس والعقل والنسل والمال بالصراع مع الاحتلال، وأن مواجهة المقدسي له مثاب عليها شرعًا.

وفي المبحث الأول يتناول المؤلف معالم المقاصد الشرعية في تقسيمات الأصوليين، انطلاقًا من تعريف مقاصد الشريعة، ثم تحديد مكان وجود مقاصد الشريعة في تفاصيل القضية المقدسية.
• أولًا: حفظ مقصد الدين
وهو من أسمى مقاصد الشريعة، ويحافظ على الدين في القدس من خلال الحفاظ على المسجد الأقصى وإقامة العبادات في رحابه، إضافةً لتأصيل التربية الإسلامية في نفوس الناشئة.
• ثانيًا: حفظ مقصد النفس
عبر مختلف مراحل الإنسان المقدسي العمري فالإسلام كفل حقه بالحياة، وصان دمه، وتتجلى حماية هذه النفس من اعتداءات الاحتلال تطبيقًا لهذا المقصد على واقع القدس.
• ثالثًا: مقصد العقل
يدخل فيه أحكام العلم والتعليم، إضافة للحفاظ عليه من الأمور التي تذهبه وتغيبه وتلحق الضرر به كالمخدرات والكحول، ويظهر هذا المقصد في القدس عبر دعم التعليم وتوفيره كأداة لدعم الهوية العربية والإسلامية في المدينة، ومن جهة أخرى مواجهة المفاسد التي تُنشر كالمخدرات وغيرها.
• رابعًا: مقصد المال
من خلال تحقيق العدل في كسب الأموال وتوزيعها، ومنع المسلم من أكل المال بالباطل والتكسب غير الشرعي، والحفاظ على المال العام العائد لجميع المسلمين.
• خامسًا: مقصد النسل
تحصيل المصلحة بالنسل من خلال الطريق الشرعي ألا وهو الزواج، ودفع المفاسد عنه من خلال محاربة الطرق غير الشرعية كالزنا والشذوذ، أو أي إطار سيؤدي إلى مفسدة.

وفي المبحث الثاني يبحث المؤلف في دور مقاصد الشريعة في دعم صمود أهل القدس، عبر دراسة كل مقصد على حدة من خلال محاور منفردة، ويعزز فهم كل مقصد بربطه بالدراسات والإحصائيات عن واقع مدينة القدس التي تظهر أهمية كل مقصد في دعم صمود أهل القدس. فالمحافظة على الأحكام الشرعية في المدينة تساهم في حماية المشروع الإسلامي ومكتسباته في القدس.
واستهل هذا المبحث بملامح من الصراع الديني الدائر في القدس، الأمر الذي يوجب قراءة مقاصدية، من ناحية حفظ الدين، حيث يتمحور الصراع حول الإنسان عبر العداء التاريخي بين المسلمين واليهود منذ عصر النبوة، والمكان الذي يتمثل بالقدس، والزمان وهو نهاية العالم والأحداث التي تجري قبيله.

ويقرر المؤلف جملة من الأحكام والتوصيات تحت كل مقصد:
أولًا: دور مقصد الدين في دعم صمود أهل القدس: وهو حماية المقدسات والتصدي للعدو الصهيوني ومشاريعه التهويدية تجاهها.
1) الحفاظ على المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وتزداد أهمية المحافظة عليه في ظل تزايد الهجمة الصهيونية من اقتحامات وحفريات، وأهمية ترميمه وصيانته، وعمارته بالمصلين والمرابطين.
2) الحفاظ على الأراضي المقدسية، وتحريم التفريط فيها بأي حال من الأحوال، مما يمنع الاحتلال من الاستفادة من هذه المساحات في مشاريعه الاستيطانية.
3) كراهية هجرة المسلمين من مدينة القدس، فأهل القدس في رباط إلى يوم القيامة، والتصدي لسياسات الصهاينة في خلق بيئة صعبة للمقدسيين ليخرجوا منها، أو عبر إلغاء إقاماتهم فيها.
4) نشر شعائر الإسلام في المجتمع المقدسي، وتربية الناشئة على التمسك على العقيدة الإسلامية.

ثانيًا: دور مقصد النفس في دعم صمود أهل القدس: فالإنسان المقدسي ومنذ احتلال المدينة مستهدف في نفسه وعائلته، فهو معرض للاستشهاد أو الاعتقال والإهانة من المحتل.
1) التضحية بالنفس دفاعًا عن المسجد الأقصى.
2) العمل على تحرير الأسرى والمعتقلين.
3) حرمة التنسيق الأمني مع الاحتلال، لأنه خيانة يمكن العدو الصهيوني من قهر المسلمين، وتحول الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكيلةً عن العدو.
4) بث روح المواجهة بين أبناء المدينة، وتأهيلهم لمواجهة مشروع التهويد والأسرلة.

ثالثًا: دور مقصد العقل في دعم صمود أهل القدس: هو مقصد أصيل وأساسي لأن الصراع مع العدو الصهيوني هو بالمحصلة صراع عقول وأفكار وإرادات إلى جانب أنه صراع ديني حضاري.
1) رفض أي حل فيه تنازل عن المقدسات، لأن منهج المفاوضات والتسوية لم يأت على القدس والمقدسيين بخير البتة.
2) دعم التعليم في المجتمع المقدسي، ومحاربة الظواهر السلبية كالتسرب المدرسي، والتوجه للعمل بدل الدراسة بسبب تردي الوضع المعيشي للمقدسيين، وانتشار المفاسد بين الطلاب.
3) الاهتمام بالهوية الإسلامية واللغة العربية، في مواجهة التهويد والأسرلة.
4) استخدام الوسائل الحديثة في محاربة الاحتلال، مثل الهجمات الإلكترونية التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة.
5) تعزيز الأداء المؤسسي والجماعي في مواجهة التحديات الصهيونية والتشتيت المجتمعي.
6) القضاء على المحرمات والظواهر التي تعيق عمل العقل، كالخمر أو المخدرات أو حتى التدخين.
7) رفض التطبيع والتواصل مع العدو الصهيوني، وضمنها زيارة من هم خارج فلسطين للمسجد الأقصى، مما يساهم بقبول سلطة الاحتلال عليه.

رابعًا: دور مقصد المال في دعم صمود أهل القدس: فالمقدسيون متستهدفون منذ احتلال المدينة حتى اليوم، وأهمية المال معلومة في دعم أي قطاع في المجتمع.
1) وجوب الإنفاق لدعم صمود أهل القدس، وإنشاء أصول وقفية داخل وخارج المدينة المقدسة لإدامة التنمية فيها، ومحاولة الوقوف إلى جانب المقدسيين في معايشهم وديونهم، خصوصًا أمام حجم إنفاق الاحتلال المهول في القدس.
2) مقاطعة المنتوجات والصادرات الصهيونية، ليس لأهل القدس فقط بل لعموم العرب والمسلمين.
3) رفض التنازل عن الحقوق المائية لأهل القدس، والعمل على ترشيدها قدر الإمكان.
4) رفض التوطين، أو التعويض عن الحقوق في القدس ضمن أي تسوية سياسية ممكنة.
5) إنهاء ظاهرتي الفقر والبطالة، وهي ظواهر متفشية في القدس وما يتبعه من عدم امتلاك منازل وتفجر أزمات في السكن.
6) حرمة الفساد المالي لأموال المسلمين، أمام ضياع الأموال العامة والحاجة الملحة لها في القدس.

خامسًا: دور مقصد النسل في دعم صمود أهل القدس: يظهر أهميته في ظل الصراع الديوغرافي بين المسلمين واليهود، وقدرة المقدسيين على الزيادة السكانية للتغلب على مخططات الاحتلال.
1) الحفاظ على الكثافة السكانية المسلمة، مع كراهة الهجرة من المدينة لمواجهة تزايد عدد اليهود.
2) تنمية كل الأراضي والعقارات المتوفرة في القدس، لغرض تمكين المسلمين من الإقامة والتكاثر.
3) الامتناع عن الوقوع في المعاصي والجرائم المحرمة، لا سيما الزنا والشذوذ لمعارضته مقصد النسل.
4) رفع الإقبال على الزواج الشرعي، والحد من مظاهر ارتفاع المهور وازدياد تكاليف الزواج.
5) التكافل والتآخي والتعاون ضمن المجتمع المقدسي، وتناسي الخلافات السياسية والتكامل لمواجهة الخطر الصهيوني، وهو من فروض الكفاية لدفع الضرر عن المسلمين.

وفي نهاية الكتاب جمع المؤلف عددًا من النتائج والتوصيات التي تساعد في ترجيح كفة المسلمين في الصراع داخل المدينة، وبيّن أن هذا الصراع في القدس وفلسطين يدار من خلال مقاصد الشريعة.

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »