في يوم الطفل العالمي.. كيف يسلب الاحتلال أطفال القدس حقوقهم؟

تاريخ الإضافة السبت 20 تشرين الثاني 2021 - 12:12 م    عدد الزيارات 959    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس |   يحتفل العالم في 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل، الذي أُعلن في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية، وهو يتزامن مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل عام 1989. 


ومع كل عام، تتراكم اعتداءات الاحتلال بحقّ الأطفال الفلسطينيين وتتصاعد من دون أيّ رادع، وهي في القدس تشكّل جزءًا من سياسة الاحتلال ونهجه وليست أمرًا عرضيًا. ويعدّ الاعتقال من أبرز وسائل الاحتلال لاستهداف الأطفال في القدس، وهو لا يقتصر على حبس الأطفال في زنازين تفتقر لأبسط الشروط، بل يرافقه طقوس من العنف والوحشية لإرهاب الأطفال والضغط على أهلهم وعائلاتهم.  

 

160 قاصرًا في سجون الاحتلال.. و19 ألفًا اعتقلوا منذ انتفاضة الأقصى 


قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي صدر اليوم لمناسبة يوم الطفل العالمي، إنّ سلطات الاحتلال اعتقلت 1149 قاصرًا وطفلاً فلسطينيًا منذ بداية عام 2021 حتّى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، مضيفًا أنّ نحو 160 قاصرًا يقبعون في سجون الاحتلال، وموزّعون على سجون: "عوفر" و"الدامون" و"مجدو".


وبيّن النادي أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت نحو 19 ألف طفل (أقل من عمر 18 عامًا) منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر عام 2000، من بينهم أطفال بعمر أدنى من عشر سنوات؛ ووفق الإحصاءات والشهادات الموثّقة للمعتقلين الأطفال فقد تعرّض حوالي ثلثي الأطفال المعتقلين لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي، فيما تعرّض جميع المعتقلين للتّعذيب النّفسي خلال مراحل الاعتقال المختلفة.

 

أنماط متعددة من التعذيب

 

قال نادي الأسير إنّ سلطات الاحتلال تمارس بحقّ الأطفال المعتقلين أنماطًا  مختلفة من التّعذيب خلال وبعد اعتقالهم، بشكل ممنهج وواسع النّطاق، ما يعتبر من بين المخالفات الجسيمة للقانون الدولي، خاصّة اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حقوق الطّفل، وذلك منذ لحظة اعتقالهم، مرورًا بالتّحقيق القاسي معهم وحتّى اقتيادهم إلى السّجون، كاعتقالهم ليلاً، والاعتداء عليهم بالضّرب المبرح متعمّدين القيام بذلك أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم قبل وخلال عملية اعتقالهم، واقتيادهم مكبّلي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين، مع إبقائهم من دون طعام أو شراب لساعات طويلة، والمماطلة بتبليغهم بأن لديهم الحقّ بالمساعدة القانونية، وتعرّضهم للتّحقيق من دون وجود ذويهم بما يرافق ذلك من عمليات تعذيب نفسي وجسدي، إضافة إلى انتزاع الاعترافات منهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق من دون معرفة مضمونها، وتهديدهم وترهيبهم، وخضوع بعضهم لتحقيق المخابرات، واحتجازهم في مراكز التحقيق والتوقيف لمدد تصل إلى شهرين.


وأكّد نادي الأسير أن المعتقلين الأطفال يتعرّضون لأساليب تعذيب شتّى ومعاملة لا إنسانية وحاطّة بالكرامة ومنافية للمعايير الدّولية لحقوق الإنسان، حيث يتم احتجاز غالبيتهم في سجون داخل دولة الاحتلال، بشكل يخالف اتفاقية جنيف الرابعة، ويتسبّب في حرمان الغالبية منهم من زيارات ذويهم. هذا بالإضافة إلى معاناة الأهل في الحصول على التصاريح الّلازمة للزيارة، التي تمنحهم حق التنقّل، حيث تماطل سلطات الاحتلال في منح التصاريح ما يطيل فترة الانتظار، فيما تحرم كثير من العائلات من الحصول عليها.

 

حرمان الأطفال المقدسيين من حقوقهم

 

تحرم شرطة الاحتلال الأطفال المقدسيين من حقوقهم أثناء الاعتقال والتحّقيق، بحيث أصبحت الاستثناءات هي القاعدة في التعامل مع الأطفال المقدسيين. ووفق نادي الأسير، تعدّ نسبة اعتقال الاحتلال للقاصرين المقدسيين الأعلى مقارنة باعتقالات بقية القاصرين من الضّفة الغربية، ويظهر الاستهداف الواضح لأطفال القدس باعتقال العشرات منهم يوميًا واحتجازهم بشكل غير قانوني، وإطلاق سراحهم وإعادة استدعائهم للتّحقيق مرة أخرى، إضافة إلى سياسة الحبس المنزلي والإبعاد عن القدس، وفرض الغرامات الباهظة على أهالي الأطفال، واحتجاز المقدسيين في سجون مختلفة عن السجون التي يحتجز فيها الأطفال المعتقلين من الضفة الغربية وذلك للحيلولة دون اندماجهم.وبالمقابل، فهي تسعى لدمجهم مع السّجناء الإسرائيليين الجنائيين في السجون المدنية ومراكز الإيواء.

 

التعذيب المرافق للاعتقال 

 

يرافق العنف والإرهاب اللحظات الأولى للاعتقال، إن من حيث اعتقال الأطفال من أسرّتهم في ساعات متأخرة من الليل، أو منع أهلهم من التدخل لحمايتهم، أو استعمال العنف في أثناء الاعتقال، للتسبب لهم بالأذى النفسي والجسدي.

 

وفي شهر الثاني/يناير 2021، وثّقت حالة اعتقال لطفل من العيسوية بعمر 12 سنة، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى صعقه بالكهرباء برجله في أثناء اعتقاله، واحتجزته حوالي 12 ساعة، وأبقته مقيدًا على مدار ساعات، واعتدت عليه بالضرب والإهانة. 


وفي شهادة الطفل حول الاعتقال، فقد قال إنّه استيقظ بعد اقتحام قوة من شرطة الاحتلال للمنزل، وأضاف: "ألقوني على الأرض مع شقيقي، وضربونا وقيّدونا. أخذوني من دون حذاء وحملت حذائي في يدي، وقلت للشرطة إنني أريد ارتداء حذائي، لكنهم ردّوا بصفعي ووضعوا غطاء على عيوني".


وقال الطفل إنّ المحققين قالوا له إن لديهم تسجيلاً لقيامه بإلقاء الحجارة لكنهم لم يطلعوه عليه، وأُفرج عنه بعد 12 ساعة من الاعتقال. 


زنازين الموت


غالبًا ما يزجّ الاحتلال بالأطفال في زنازين 20، وهي غرف صغيرة لا تتعدّى مساحتها مترين بمتر واحد، للنوم والأكل وقضاء الحاجة، وذلك بهدف قطع الأطفال عن العالم الخارجين والضغط عليهم لانتزاع اعترافات منهم تحت إشراف "الشاباك"، ما يجعل الهمّ الأكبر للطفل الخروج من المكان، حتى وإن كان الثمن الاعتراف بما لم يرتكبه. 


ووفق المحامي المقدسي خلدون نجم، تتبع سلطات الاحتلال هذا الأسلوب مع أطفال القدس كافة، لكنّ أكثر الأطفال استهدافًا بهذه الزنازين هم أطفال العيسوية، والطور، والبلدة القديمة، وسلوان ومخيم شعفاط

 

 

مؤسسات الأسرى: القدس تشهد أعلى نسبة في اعتقال الأطفال في 3 أشهر

 

استعرضت مؤسسات الأسرى، وهي: هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة –القدس، في تقرير صادر في تشرين الأول/أكتوبر2021، جملة من القضايا التي فرضت نفسها على مستوى عمليات التنكّيل بحق المعتقلين وخلال عمليات الاعتقال وما بعدها، وكذلك عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال.

 

 

ورصدت مؤسسات الأسرى 1282 حالة اعتقال على مدى أشهر تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2021، من بينها 160 طفلًا وقاصرًا أقل من 18 عامًا، وبيّنت أنّ القدس شهدت أعلى نسبة في عمليات اعتقال الأطفال لتصل إلى 80% من عمليات اعتقال الأطفال.

 

استهداف المؤسسات المدافعة عن الأطفال

 

لا يقتصر استهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين على الاعتداءات التي يمارسها مباشرة بحقّهم، بل يتعدّى ذلك إلى كل ما من شأنه دعم الأطفال ومساندتهم، فقد عمد الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر 2021 إلى حظر ست مؤسسات فلسطينية من بينها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، وهي جمعية فلسطينية تعنى بحقوق الأطفال وتهدف الى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول انتهاكات حقوق الطفل، وفرع الائتلاف الدولي للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، وتتمتع بصفة استشارية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" (UNICEF).

 

ولا يخفى ما لهذا الاستهداف من أثر في ضرب الجهود المنظمة لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين عمومًا، والأطفال خصوصًا، ولنشر الوعي حول حقوق الأطفال في مواجهة ما يتعرّضون له من اعتداءات من قبل الاحتلال. 

 

 


الكاتب: ب.مـ

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »