28 عامًا على مذبحة المسجد الإبراهيمي: جريمة لمّا تضع أوزارها
الجمعة 25 شباط 2022 - 2:33 م 1288 0 جرائم الاحتلال، أبرز الأخبار، مدينة الخليل، تقرير وتحقيق |
موقع مدينة القدس | توافق اليوم الذّكرى 28 لمجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي ارتكبها المتطرف باروخ جولدشتاين فجر الجمعة 1994/2/25 الموافق للنصف من شهر رمضان، وقتل فيها 29 فلسطينيًا في أثناء أدائهم الصلاة، وجرح 150 آخرين.
كما في جريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 على يد المتطرف الصهيوني دنيس مايكل روهان عندما منع الاحتلال عملية إطفاء الحريق وعرقل وصول الآليات إلى المسجد، فقد وفرت قوات الاحتلال في مجزرة المسجد الإبراهيمي الظروف لمرتكبها ليقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين أغلقوا أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، ومنعوا القادمين من الخارج من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.
تداعيات المجزرة
على أثر المجزرة، شكّل الاحتلال لجنة للتحقيق برئاسة القاضي مئير شمغار، وتوصلت اللجنة إلى أنّ جولدشتاين نفّذ جريمته وحده، ولا علاقة لأيّ جهة بما فعل، وأنّ جيش الاحتلال لم يتأخر في نقل المصابين إلى المشفى. وأوصت اللجنة بتشكيل لجنة شرطة خاصة لحراسة المسجد ومنع الدخول إليه بالسلاح، وفصل المصلين اليهود عن المسلمين.
وفي آب/أغسطس 1994، جرى تقسيم المسجد الإبراهيمي وتحويل جزءٍ منه إلى كنيس يهودي بشكل رسميّ، ووضع بوابات إلكترونية على مداخله، وهو ما حاول فرضه عام 2017 في المسجد الأقصى بذريعة العملية التي نفذها فلسطينون في 2017/7/14، لكنّه اضطر إلى إزالة البوابات تحت ضغط جماهير القدس في ما عرف بهبّة البوابات أو هبة باب الأسباط.
بعد اتفاق أوسلو عام 1993، وقّعت منظمة التحرير وحكومة الاحتلال في عام 1997 اتفاق الخليل، الذي نصّ على تقسيم الخليل إلى منطقتين (H1) و(H2)، وتخضع المنطقة الأولى، وفق الاتفاق، للسلطة الفلسطينية؛ فيما تخضع الثانية، وفيها البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي، لسلطة الاحتلال.
اعتداءات الاحتلال على المسجد الإبراهيمي لا تتوقّف
نشرت وزارة الأوقاف في 2022/2/24 صورًا قالت إنها لحجارة خاصّة بالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ألقتها سلطات الاحتلال في ساحة المسجد المغلقة.
وأشارت الوزارة إلى أنّ سلطات الاحتلال تواصل أعمال الحفريّات في المكان.
وقالت وزارة الأوقاف في بيان لها في 2022/2/21 إنّ قوات الاحتلال تواصل أعمال الحفريات ليلاً في محيط المسجد الابراهيمي، وأشارت إلى أنّها منعت خروج المصلين من المسجد بعد صلاة العشاء، في أثناء قيام آليات الاحتلال بتحميل الأتربة والحجارة من مكان الحفريات من جهة القسم المغتصب بجانب سور القلعة. وأغلقت قوات الاحتلال كذلك الشارع أمام المارة والقاطنين في المنطقة ضمن سياسة الحصار والسرية على أعمال التهويد التي تجري هناك ناهيك عن تغطية المكان بخيمة للتستر على جريمتهم النكراء.
وفي آب/أغسطس 2021، شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي لتسهيل اقتحامات المستوطنين.
ومن الاعتداءات الأخرى على المسجد منع رفع الأذان، ومنع أعمال الترميم، ومنع المسلمين من الدخول إلى المسجد في الأعياد العبرية.
تحذيرات من خطورة تهويد المسجد الإبراهيمي ومن محاولات تكراره في الأقصى
قالت الخارجية الفلسطينية في بيان إنّ المسجد لا يزال يتعرض لأبشع أشكال العدوان والتهويد من قبل دولة الاحتلال ومنظمات وجمعيات المستوطنين بهدف السيطرة عليه بالكامل، كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد البلدة القديمة في الخليل وتهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين منها، وطالبت المنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها "اليونسكو" بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية ليس فقط في الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها على المسجد الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة في الخليل، وإنما أيضًا توفير الحماية الدولية لها، داعية الجهات الدولية المختصة بفرض عقوبات رادعة عليه.
وحذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خطورة النهج الصهيوني الخبيث وتكراره في المسجد الأقصى المبارك، عبر استغلال اقتحامات المستوطنين، وخاصة في الأعياد الصهيونية التي تتقاطع مع أعياد المسلمين، كذريعة لتكرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، في ظل المحاولات الحالية لتطويق الأقصى عبر تهجير سكان الأحياء المقدسية المحيطة به، وعلى رأسها حي الشيخ جراح.
وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أن المسجد الإبراهيمي بكامل مساحته هو مسجد إسلامي خالص، وأن الاحتلال الصهيوني له، مهما طال زمنه ومهما بلغ بطشه، لن يغير شيئًا من تلك الحقيقة.
ودعا المرصد وسائل الإعلام العالمية إلى تسليط الضوء على الإرهاب الصهيوني، وفضح مخططاته الخبيثة الرامية إلى طمس التراث الديني والثقافي للفلسطينيين؛ من أجل فرض سياسة الأمر الواقع والتقسيم الزماني والمكاني للمقدسات الإسلامية.
وقالت دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" بالضفة الغربية إن مجزرة المسجد الإبراهيمي لم تكن إلا حلقة في سلسلة الجرائم الصهيونية المستمرة حتى اللحظة، وهو ما يؤكد أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة، وأن كل حلول التسوية والتنسيق الأمني لا تعني له إلا فرصة يستثمرها في سلب مزيد من الأرض، وقتل مزيد من الفلسطينيين.
ودعت دائرة العلاقات الوطنية السلطة للتراجع فورًا عن مساراتها السياسية التي لا تخدم إلا الاحتلال ومستوطنيه، مشددة على أنه في الذكرى 28 لمجزرة المسجد الإبراهيمي لا حل أمام الفلسطينيين لمواجهة جرائم الاحتلال إلا الانتظام في تكتل وطني جامع، يستنفر كل الطاقات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، ومستوطنيه، ومخططاته الهادفة لاقتلاع وجودنا، وسلب أرضنا، وهدم بيوتنا، وقتل أبنائنا.
وأشارت إلى أنّ مجزرة المسجد الإبراهيمي لا تدلل فحسب على عنصرية الاحتلال وإرهابه وإجرامه، إنما تؤكد أيضًا جوهر وجوده القائم على القتل والعدوان، وتؤكد كذلك استحالة تخلّي الفلسطيني عن أرضه، وأن كل جرائم الاحتلال لن تكسر إرادة أبناء شعبنا، التي كانت وما تزال وستبقى متعلقة برحاب المسجد الإبراهيمي، وبكلّ شبر من فلسطين.