الأسير السلايمة.. وجعُ أم تتمنى أن يأتي لص ويسرق آلام أمهات الشهداء والأسرى
الخميس 10 آذار 2022 - 7:29 ص 624 0 جرائم الاحتلال، أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
تُحدق في صور نجلها الأسير محمد المُعلّقة في كافة زوايا الغرفة، وتتمنى في يوم المرأة العالمي بنبرةٍ مليئة بالألم، أن يأتي لص ويسرق آلام أمهات الأسرى والشهداء.
الأسير محمد السلايمة (29 عاماً)، اعتُقل في السادس من آذار/ مارس عام 2015، بتهمة تنفيذ عملية دهس في منطقة الشيخ جراح، وإصابة أفراد من شرطة الاحتلال. يقضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً، وغرامة مالية بقيمة نصف مليون شيقل.
لكن هذه الفترة الطويلة لم تمنع والدته من الاحتفاظ بملابسه ومقتنياته كأنه يعيش معها. تُحدّث “القسطل” عن ذلك قائلة: “هنا أحتفظ في ملابس محمد، ومنذ لحظة اعتقاله لم أستطع لمسها بتاتاً”.
تعرّض محمد لـ 8 رصاصات أطلقها جيش الاحتلال تجاه جسده، إحداها أصابت صدره، والبقيّة أصابت يديه وقدمه والعمود الفقري، كادت أن تؤدي إلى حدوث شلل نصفي له، بحسب والدته.
وتقول: “في ذلك اليوم، قرأت خبراً على إحدى محطات التلفزة يُفيد بقيام شاب بتنفيذ عملية دهس في منطقة الشيخ جراح، اعتقدت حينها أنه ارتقى شهيداً، حتى وصلتنا أنباء عند المساء تُفيد بأنه لا يزال على قيد الحياة”.
وتُبيّن بغصّة ونبرةٍ حزينة أن المرة الأولى التي التقت فيها بنجلها محمد، كانت في قاعة المحكمة، كان في حينها يجلس على كرسي متحرك، ولا يقوى على الحركة.
شهر آذار، هو ذاك الشهر الذي تحتفل به النساء بيوميْ المرأة والأم، تمرّ هاتين المناسبتين على أمهات الشهداء والأسرى المكلومات بلوعة الفراق، بحرقةٍ وغصّة.
يفتقدن خلالها أبناءهن وبناتهنّ خلف القضبان، وبين ذرات التّراب يبحثن عمّن رحل، مُتمنيات عودتهم لأحضانهنّ للحظةٍ واحدة، وسماع أصواتهم، وتقبيلهم.
وفي يوم المرأة، تفتقد والدة الأسير سلايمة وجوده، وتصفُ ذلك مُرددة: “اشتقت لروحه، لوجوده بيننا.. كُنّا نتحدث سوياً لفتراتٍ طويلة، كنت أشعر أنه أقرب إليّ من ابنتي.. أتمنى من ربّ العالمين أن يعود بيننا، ويملأ المنزل فرحةً وحيوية”.
تصمتُ قليلاً باحثة عن كلماتٍ تصف أحاسيسها، وتضيف: “تمرّ المناسبات علينا بفراغٍ كبير جداً.. حتى عندما يجتمعوا أبنائي افتقد محمد كثيراً”.
وتختتم كلامها والدموع تحتبس في عينيها، قائلة: “أتمنى بيوم المرأة أن يأتي حرامي، ويسرق كل وجع أمهات الأسرى والشهداء”.
المصدر: شبكة القسطل الفلسطينية