ندعو إلى رص الصفوف وحشد كل الطاقات لمواجهة اقتحامات "البوريم" الخميس واقتحامات "الفصح العبري" في رمضان، وإلى رفض وإجهاض دعوات الاحتلال للتهدئة لأنها تستهدف التنسيق الأمني في الأقصى لتسهيل تهويده
الثلاثاء 15 آذار 2022 - 6:29 م 2399 0 أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة |
تستعد جماعات المعبد المتطرفة لاستكمال عدوانها على المسجد الأقصى المبارك لعام 2022 انطلاقاً من "عيد البوريم (المساخر)" العبري الذي يأتي يومي الأربعاء والخميس 16 و17-3-2022 متقاطعاً مع ليلة البراءة؛ ليلة النصف من شعبان التي تأتي بعده مباشرة في ليلة الجمعة، في تقاطعٍ هو الأول من أربعة تقاطعات بين المناسبات الإسلامية الهجرية والمناسبات اليهودية العبرية التي يوظفها الاحتلال ومتطرفوه للعدوان على الأقصى. وأمام إدراك الاحتلال لطبيعة العدوان الذي يبيّت له على الأقصى على مدار العام، فإنه بدأ مبكراً الحديث عن التهدئة وعن احتواء الانفجار المحتمل، فمفهوم الاحتلال لنزع فتيل الانفجار كما عشناه جميعاً هو أن يحصل على عدوانٍ بلا ثمن؛ أن يواصل عدوانه مع ضمان عدم الرد بالمقابل بتكبيل يد المقاومة بكل أشكالها إن استطاع، وهذا ما يفسر الزيارات المتكررة والمتتالية لمسؤوليه الأمنيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأمام هذا العدوان القريب والمتوسط المدى على الأقصى، فإننا في مؤسسة القدس الدولية نؤكد على ما يلي:
أولاً: يتبنى الاحتلال تجاه المسجد الأقصى فكرة إحلالٍ ديني تام تتطلع إلى إزالة الأقصى بكامل مساحته من الوجود وتأسيس المعبد المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته، وقد تبنى الاحتلال -وجماعات المعبد التي تشكل القوة الأساسية الدافعة لهذا الهدف- ثلاث خطط مرحلية لتحقيقه حتى الآن: التقسيم الزماني وتوقف عند حد معين بعد هبة رمضان 2014 وهبة السكاكين 2015 وهبة باب الأسباط 2017، والتقسيم المكاني الذي بددته هبة باب الرحمة 2019، والتأسيس المعنوي للمعبد المزعوم عبر فرض كامل الطقوس التوراتية فيه، وهي الأولوية الأولى للاحتلال ومتطرفيه منذ 2019 وحتى اليوم.
ثانياً: سيشهد عاما 2022-2023 أربعة تقاطعات بين مناسبات إسلامية هجرية ويهودية عبرية، إذ سيتقاطع "البوريم العبري" مع ليلة النصف من شعبان، و"الفصح العبري" مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، وذكرى "خراب المعبد" المزعوم مع عاشوراء، و"الغفران العبري" مع ذكرى المولد النبوي. ولقد ثبت بالتجربة على مدى التقاطعات في السنوات الثلاث السابقة أن الاحتلال يتخذها فرصة لفرض الطقوس التوراتية الجماعية في الأقصى؛ ولفرض سمو الهوية اليهودية العبرية على تلك الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما تصدى له المرابطون ومنعوه بصدورهم العارية.
ثالثاً: إن التقاطع الأهم والأخطر والأبرز هو تقاطع الفصح العبري مع الأسبوع الثالث من رمضان "15-21 رمضان"، ويتطلع المتطرفون خلاله لاقتحام الأقصى بالآلاف على مدى خمسة أيام على الأقل؛ كما يعملون منذ 2015 على محاكاة طقوس "قربان الفصح" أملاً في إدخاله للمسجد الأقصى المبارك، ولا بد من حشد كل الطاقات وتوحيد كل الجهود لمنع اقتحامات "عيد الفصح" العبري هذه، والبناء على ما تحقق من إنجاز في 28 رمضان بالرباط ووحدة الصف والإرادة الشعبية الغامرة التي تمكنت في رمضان الماضي من منع الاقتحام وإفشال العدوان.
رابعاً: إن تخوف الاحتلال من الانفجار في رمضان مبني على تقديره بأن متطرفيه سيقتحمون المسجد الأقصى بالفعل، وعلى عزمه بأت تتولى شرطته حمايتهم والتمهيد لعدوانهم على المصلين كما فعل في رمضان الماضي، وهذا ما كان واضحاً بالنص في تصريحات رئيس الشاباك في الولايات المتحدة، لكن التخوف يكمن في عدم قدرته على احتواء الغضب الشعبي الآخذ بالتفجر والتمدد على كل الجبهات، وعدم قدرته على احتواء موقف المقاومة الفلسطينية، وإن إرسال مبعوثيه إلى الأردن والسلطة الفلسطينية يأتي في إطار نظرة وظيفية أمنية للجهات الرسمية العربية، وهو ما يحتم رفض هذه الوساطات وإفشالها، فما يطلبه الاحتلال عملياً هو تنسيق أمني في الأقصى لإنجاح أجندة تهويده.
مؤسسة القدس الدولية
بيروت في 15-3-2022