ما العوامل التي يمكن أن تؤثر في تفجّر الأوضاع في وجه الاحتلال؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 آذار 2022 - 3:34 ص    عدد الزيارات 856    التعليقات 0    القسم تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس l في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العمليات في القدس وفلسطين المحتلة ضدّ الاحتلال ومستوطنيه، يبذل الاحتلال والمطبعون معه سلسلة من المحاولات لمنع تفجر الأوضاع في القدس، أو أن تكون القدس والعدوان على الأقصى شرارة لانطلاق هبة جديدة تدخل الاحتلال في ما يشبه معركة سيف القدس التي اندلعت في أيار/مايو 2021.

 

وقالت القناة 13 العبرية، في 2022/3/28 إن التقديرات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن موجة العمليات الفدائية الحالية ما زالت في بدايتها. وبيّنت أن التقديرات لدى الاحتلال تقول إنّ العمليات القادمة هي مسألة وقت وحسب. وأشارت القناة إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال منح جهاز "الشاباك" صلاحيات لفحص إمكانية تسهيل إصدار قرارات إداريّة بحق فلسطينيين من الداخل المحتل يشتبه في مشاركتهم بنشاطات مقاومة.

 

ويحاول الاحتلال تجنب تفجر الأوضاع، ولأجل ذلك نفذ قادته ومن بينهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الجيش بيني غانتس، عدة زيارات إلى واشنطن والأردن والإمارات ومصر، في محاولة لدفعها إلى العمل على تجنب اشتعال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وبهدف نزع فتيل الانفجار، خوفًا من تكرار سيناريو رمضان الماضي الذي شهد "هبة القدس"، فقد تحدثت سلطات الاحتلال عن العديد من الإجراءات للتهدئة، من بينها السماح للصلاة في رمضان من دون قيود، ورفع الحواجز من ساحة باب العمود وعن أبواب الأقصى، والسماح لأعمار مختلفة بالصلاة في الأقصى، إضافة إلى السماح بزيارات أسرى فتح من غزة، ووضع برنامج زيارات للعائلات في العيد بين الضفة وغزّة والداخل المحتل عبر تصاريح خاصة.

 

الأقصى والاقتحامات

 

تشكّل اقتحامات الأقصى والاعتداءات على المسجد عاملاً أساسيًا في تفجير الأوضاع في القدس المحتلة. وعلى الرغم من ارتفاع القلق والتّأهب لدى الاحتلال على خلفية العمليات التي شهدتها القدس والضفة والداخل المحتل، لا سيما منذ بداية آذار/مارس 2022، تبدو سلطات الاحتلال متخوّفة من سيناريو انتكاس مخططاتها التهويدية في الأقصى وتحاول قدر الإمكان أن تتجنّب قرار منع الاقتحامات، لا سيما في بداية شهر رمضان، لما يعنيه ذلك من تراجع أمام إرادة المقاومة الشعبية وإقرار بالعجز أمام العمليات الفدائية.

 

وقال وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومير بارليف، في 2022/3/22، إنّه سيسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى في شهر رمضان كما هو الحال في سائر الأشهر. وأضاف بارليف في تصريحات إذاعية: "اليهود سيكونون أحرارًا في دخول الحرم القدسي كما هو الحال دائمًا"، مشيرًا إلى أن هناك استعدادات أمنية كبيرة لمنع أي تصعيد خلال الشهر المقبل.

 

وقالت قناة "كان" العبرية الرسمية، في 3/26، إنّ جلسة مناقشات عُقدت بين شرطة الاحتلال وما يسمى بـ"مجلس الأمن القومي"، حيث تقرر في هذه المرحلة السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال شهر رمضان.

 

وإزاء ذلك، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ صالح العاروري، في 2022/3/28، أنّ الحركة أوصلت رسالة قاطعة للاحتلال مفادها أنّ ثمة مسألتين المسّ بهما والاقتراب منهما يفتح أبواب الجحيم.

 

وأوضح العاروري في مقابلة تلفزيونية أنّ الأولى هي القدس والمسجد الأقصى، ومنع المصلين من دخول الأقصى أو الاعتداء عليهم داخل المسجد، مضيفاً أن الثانية تتعلق بالأسرى في سجون الاحتلال، وأبلغنا جميع الأطراف أنّه إذا دخلنا رمضان وإضراب الأسرى مستمر، فإنّ ذلك سيفجر الأوضاع.

 

وقال العاروري: "شهدنا حراكًا محمومًا من الاحتلال ودول العالم والإقليم، لاحتواء ما قد يحدث في شهر رمضان المبارك، مؤكداً أنّ الاحتلال أمام امتحان القدس والمسجد الأقصى، إذا منع المصلين من الدخول والصلاة في شهر رمضان أو اعتدى عليهم فإن ذلك سيفجر الأمور".

 

وذكر العاروري أنّ معركة "سيف القدس" كشفت جوانب استراتيجية خطيرة على العدو، خاصة أنها كشفت أنه يفقد أمنه المجتمعي، حيث انتفض شعبنا في الداخل مساندة لأهلنا في القدس وغزة.

 

حيّ الشـيخ جراح

 

يبدو أن جبهة حي الشيخ جراح ستكون هادئة في المرحلة القادمة، بل بؤرة توتر قد تساهم في تفجير الوضع في القدس، على الرغم من قرار محكمة الاحتلال العليا تجميد قرار تهجير أهالي كرم الجاعوني بانتظار البتّ في المكلية والحقوق.

 

وقد ذكرت مصادر عبرية أن عصابات مسلحة من مستوطني الضفة الغربية المحتلة، تخطط للوصول إلى حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، خلال شهر رمضان. وقالت قناة "كان" العبرية "الرسمية"، في 2022/3/27، إنّ المليشيات المسلحة المذكورة تزعم بأن هدفها هو حماية المستوطنين في الحي خلال رمضان بسبب عدم قيام شرطة الاحتلال بذلك.

 

وبحسب القناة، فإن المستوطنين يخططون للتوجه للشيخ جراح كما حدث في الّلد بالداخل الفلسطيني المحتل في شهر أيار/مايو 2021، حيث توجه مسلحون من مستوطني الضفة إليها بهدف حماية المستوطنين هنالك.. ووفق القناة العبرية، فإن عضو "الكنيست" إيتمار بن جفير سيبقى في حي الشيخ جراح أيضًا في شهر رمضان، ولن يقوم بإخلاء مقره وإزالة مكتبه الذي وضعه في الحي.

 

وقد اقتحم بن جفير في 2022/3/27، الحي مجددًا على رأس مجموعة من غُلاة المستوطنين الارهابيين. وحاول المستوطنون استفزاز الأهالي وتهديدهم، فيما توجّه بن جفير إلى خيمته الاستفزازية المقامة على أرض عائلة سالم في الحي، فيما تولت شرطة الاحتلال مهمة إبعاد أهالي الحي والمتضامنين عن محيطها، وحماية المستوطنين.

 

الحراك في الداخل الفلسطيني المحتل

 

جاءت عملية الخضيرة في الداخل الفلسطيني المحتل، في 2022/3/27، ومن قبلها عملية بئر السبع في 3/22، مفاجئة للاحتلال الذي كان يترقّب الوضع في القدس التي شهدت خمس عمليات منذ بداية آذار/مارس، لتؤجج مخاوف الاحتلال من هبة تنفجر في وجهه في الأراضي المحتلة عام 1948، كما في العام الماضي.

 

وقد شنّ جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" برفقة قوات خاصة من الشرطة، ليلة 3/28 حملة اعتقالات واسعة في أم الفحم والطيبة والنقب بالداخل الفلسطيني المحتل. واعتقلت قوات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين، وتركزت الحملة بشكل أكبر في أم الفحم التي خرج منها منفذي عملية الخضيرة الأخيرة والتي أدت لمقتل شرطيين بقوات الاحتلال، وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة.

 

ودهمت تلك القوات، عدة منازل وأخضعت سكانها لتحقيق ميداني قبل أن تعتقل عددًا من الشبان منازلهم.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »