"جماعات المعبد" تحشد لعدوان "يوم القدس".. فهل تنجح في مساعيها؟

تاريخ الإضافة الإثنين 23 أيار 2022 - 11:02 م    عدد الزيارات 868    التعليقات 0    القسم المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس | بدأت جماعات المعبد بالحشد والدعوة لاقتحام الأقصى يوم الأحد 2022/5/29 للاحتفال بما يسمى "يوم القدس، أو استكمال احتلال القدس بالتقويم العبري فيما وافقت سلطات الاحتلال على أن تنفذ "مسيرة الأعلام" التهويدية التي فرقتها صواريخ المقاومة العام الماضي، وعلى أن تتبع مسارها السابق على معركة "سيف القدس".

 

ويبدو أن جماعات المعبد تحاول التعويض عن التراجع الذي فرضته عليها الإرادة الشعبية العام الماضي عندما تصدّى المعتكفون لقوات الاحتلال ومنعوهم من السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى يوم 5/10 الموافق 28 رمضان، للاحتفال بـ "يوم القدس". كذلك، فإنّ قرار المضي بـ "مسيرة الأعلام" يبدو نابعًا من محاولات الاحتلال إثبات سيادته على القدس وعدم الخضوع لمعادلات "سيف القدس".

 

الحشد لاقتحام الأقصى

 

بدأت جماعات المعبد في 2022/5/18 بنشر الأيام المتبقية لحلول "يوم القدس"، وبدأت هذه الجماعات بالضخ الإعلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتشجيع المستوطنين على المشاركة في اقتحام الأقصى، وهدفها تحقيق رقم قياسي جديد مقارنة بـ 1600 مقتحم المسجل في المناسبة ذاتها عام 2019.

 

ونشر بنتزي غوبشتاين، رئيس منظمة "لاهافا" المتطرفة وأحد تلاميذ الحاخام مائير كاهانا إعلانًا يدعو فيه جماعات المعبد واليمين الصهيوني إلى الحشد لاقتحام "يوم القدس" باعتباره "يوم البدء بهدم قبة الصخرة"، ويظهر في الإعلان جرافة ضربت بمعولها القبة الذهبية. ويحتفل الصهاينة بيوم القدس في 28 أيار العبري الذي يوافق هذا العام الأحد 5/29، وهي المناسبة العبرية التي حاول اليمين الصهيوني فيها تنظيم اقتحام 28 رمضان الماضي للمسجد الأقصى وانطلقت فيها معركة سيف القدس.

 

وأصدر حاخامات الصهيونية الدينية دعوة موحدة الأقصى في "يوم القدس"، وقال الحاخام دوف، حاخام مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، إنّ "هذه فرصة استثنائية لجيلنا أن يتمكن اليهود من الصعود إلى جبل المعبد، خصوصاً في يوم تحرير القدس".

 

وقال الحاخام تسافانيا دروري، حاخام "كريات شمونة"، إنّ "الصعود إلى جبل المعبد أمر ضروري في الوقت الحالي؛ الصعود بالقداسة والصلاة وطلب المعبد من الرب".

 

أما الحاخام يعقوب مادان، رئيس "يشيفات هار عتصيون"، فشدد على أنه "في يوم تحرير القدس الجميع مدعوون لصعود جبل المعبد، وعلينا جميعًا ان نشكر الرب الذي شرفنا برؤية بيته بأعيننا".

 

وفي سياق الحشد لاقتحام "يوم القدس"، دعت منظمة "نساء من أجل المعبد" من أسمتهم "نساء إسرائيل" إلى إشراك عائلاتهن في اقتحام الأقصى في 5/29، وإلى "الصلاة في ساحات بيت الرب"، ضمن سعي جماعات اليمين الصهيوني لفرض الطقوس التوراتية العلنية في المسجد.

 

وأعلن عضو "الكنيست" إيتمار بن جفير أنّه ينوي اقتحام الأقصى في "يوم القدس"، وقال: "تهديد العدو لن يمنعنا من الوصول إلى أقدس مكان للشعب اليهودي ، بل على العكس، سنقوى فقط ونصل إلى ممارسة سيادة دولة إسرائيل في القدس".

 

"مسيرة الأعلام" التهويدية

 

وافق وزير الأمن الداخلي عومر بارليف على السماح بتنظيم "مسيرة الأعلام" للمستوطنين في القدس القديمة للاحتفال بذكرى استكمال احتلال القدس.

 

وأيّد رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي القرار، ونقلت إذاعة الجيش عن بينت قوله، في اجتماع تشاوري أمني، إنه يتوجب السماح للمسيرة بأن تسلك المسار الأصلي الذي يخترق البلدة القديمة ويصل إلى باب العامود، وينتهي إلى حائط البراق، لافتة إلى أن كوخافي حث على المضي قدمًا بتطبيق قرار برليف، و"عدم التأثر بالتهديدات التي يطلقها الفلسطينيون".

 

في المقابل، لفتت الإذاعة إلى أن وزير الأمن بني غانتس، أعرب عن تحفظه على قرار بارليف، منبّهًا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التقديرات الاستخبارية بشأن تأثير القرار على الأوضاع في القدس وانعكاسها على الحالة الأمنية بشكل عام في "إسرائيل".

 

وقال مدير عام وزارة الأمن الداخلي تومر لوطو إنّ القرار بشأن تنظيم المسيرة "نهائي ولا يتوقع أن يتغير".

 

وأعلن نائب رئيس بلدية الاحتلال أرييه كينغ أنّه سيوزع أعلامًا إسرائيلية كبيرة في منطقة ساحة البلدية، وطريق باب العمود، وباب الخليل، لكل من سيشارك في المسيرة باتجاه البلدة القديمة.

 

المقاومة تحذّر

 

نقلت فصائل المقاومة نقلت رسائل تحذيرية واضحة للاحتلال عبر الوسطاء بشأن "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، والسماح بأي محاولات من قبل المستوطنين لاقتحام الأقصى مجددًا بأعداد كبيرة وبشكل استفزازي في 5/29.

 

وبحسب المصادر التي أوردتها صحيفة "القدس"، فإن هذه الرسائل نقلت بشكل واضح من قيادة المقاومة إلى الوسطاء منذ اللحظة التي أعلن فيها بارليف السماح للمسيرة الاستفزازية بدخول منطقة باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة، مشيرةً إلى أن هذه الرسائل نقلت عبر أكثر من وسيط، واحتوت على تحذير جدي من أن مثل هذه الخطوة الاستفزازية ستكون عواقبها كبيرة وأنه لن يسمح للمسيرة بأن تمر مرور الكرام.

 

وكانت حكومة الاحتلال قد تراجعت العام الماضي عن إقامة المسيرة وفق مسارها الاعتيادي بعد تهديدات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإطلاقها صواريخ باتجاه القدس، واندلعت على إثر ذلك ما عرف بمعركة "سيف القدس" في مايو/أيار 2021، لتعود "إسرائيل" مجددًا بعد عام وتحت ضغوط من اليمين المتطرف للسماح لمنظمي المسيرة بإقامتها وفق مسارها السابق.

 

وأكدت المصادر أن الرسائل احتوت أيضًا على تحذير جدي من السماح للمستوطنين بالإقدام على أي خطوة استفزازية في المسجد الأقصى في ظل تهديدات الجماعات المتطرفة باقتحام المسجد الأحد بعد القادم، والدعوات لهدم "قبة الصخرة".

 

وأشارت المصادر إلى أن فصائل المقاومة نقلت هذه الرسائل التحذيرية رغم الاستياء من الموقف المتراجع للوسطاء وعدم نجاحهم حتى الآن في لجم الاحتلال ووقف عدوانه في القدس والضفة الغربية، واستمرار عملياته العسكرية في جنين، وعدم الوفاء بالوعود التي كانت نقلت بوقف هذه العمليات سابقًا.

 

وقالت المصادر إن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار هذا العدوان الإسرائيلي المتصاعد والذي يهدف إلى جر المنطقة إلى تصعيد أكبر، مؤكدةً أنها ستوفي بوعودها وسيبقى "سيف القدس" مشرعًا، مهما كلف ذلك من ثمن.

 

وفي مهرجان أقيم بغزّة إحياء للذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس"، حذّرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الاحتلال من كسر قواعد الاشتباك، والعودة إلى مربّع الاستفزازات. وقال ناطق باسم الغرفة إنّ "ممارسات العدو في كلّ المدن المحتلّة، والقدس على وجه الخصوص، وما يجري فيها من انتهاكات مستمرّة، فضلاً عن الدعوات الساقطة إلى اقتحام المسجد الأقصى عبر مسيرة الأعلام بعد أسبوع، كلّها أسباب تدفعنا إلى الوقوف عندها بحزم وإصرار لمساسها الواضح بمنجزات سيف القدس".

 

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن المقاومة ستواجه مسيرة الأعلام واقتحام الأقصى بكل إمكاناتها، ودعا الفلسطينيين إلى الاستعداد والبقاء على كامل الجهوزية. وكشف هنية عن متابعة المقاومة لتلويحات العدو وتهديداته باقتحام المسجد يوم 5/29، أو تنظيم مسيرة الأعلام التي مزّقتها صواريخ المقاومة قبل عام، محذّرًا "العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم وعلى مثل هذه الخطوات".

 

وشدّد الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، على وحدة الساحات القتالية الفلسطينية باعتبارها ضرورة ملحّة، وقال إن المقاومة لن تقبل بما يجري في القدس المحتلّة ومحاولة تهويد الأقصى حتى لو وصل الأمر إلى حدّ الذهاب إلى قتال العدو كل يوم".

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »