المستوطنون يستبيحون الأقصى في "عيد الأسابيع".. ومحاولات لترسيخ وقائع جديدة في المسجد

تاريخ الإضافة الإثنين 6 حزيران 2022 - 4:59 م    عدد الزيارات 970    التعليقات 0    القسم المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس | على مدى يومي "عيد نزول التوارة" أو "عيد الأسابيع"، اقتحم الأقصى قرابة ألف مستوطن بحماية قوات الاحتلال، وأدى بعضهم طقوسًا تلمودية في المسجد، فيما اعتدت الشرطة على المصلين والمرابطين، واعتقلت عددًا من المرابطات واستدعت أخريات للتحقيق.

 

وبدا واضحًا على مدى اليومين أنّ الاحتلال ومستوطنيه يحاولون فرض ممارسات جديدة لتحويلها إلى مكتسبات دائمة.

 

وتصدّى المصلون والمرابطون للاقتحامات بالتكبير، و"الإرباك الصوتي"، ورفع العلم الفلسطيني في وجه المستوطنين، وغيرها من الوسائل الممكنة، فيما عمد الاحتلال إلى التضييق والاعتداء عليهم، واعتقال عدد منهم واستدعائهم إلى التحقيق.

 

اقتحامات وطقوس تلمودية

 

اقتحم الأقصى اليوم الإثنين 6/6، تزامنًا مع اليوم الثاني من "عيد الأسابيع"، 422 مستوطنًا، فيما كان 647 مستوطنًا اقتحموا المسجد أمس الأحد بالتزامن مع اليوم الـأول من "عيد الأسابيع".

 

واقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد بلباسها الكهنوتي، وأدى عدد من المستوطنين ما يسمى بـ"السجود الملحمي"، وشعائر وطقوسًا وصلوات تلمودية في الأقصى، في ظلّ حصار عسكري مشدد من قوات الاحتلال.

 

وحاصرت قوات الاحتلال المرابطين في المصلى وأطلقت القنابل الصوتية والغازية السامة المدمعة على المصلين وحاولت اقتحام المُصلى.

 

وعمد المستوطنون إلى الرقض والغناء في المسجد وعلى أبوابه، فيما علت أصوات التكبير والهتاف أرجاء المكان.


وتزامنًا مع اقتحامات المستوطنين، فرضت قوات الاحتلال تشديداتها على الأبواب، وضيّقت على المصلين عبر تفتيش بطاقاتهم الشخصية أو احتجازها، كما منعت الشبّان والمصلين من الدخول إليه.

 

وقبل بدء اقتحامات المستوطنين، عمدت قوة كبيرة من الوحدات الخاصة بشرطة وحرس حدود الاحتلال إلى اقتحام الأقصى في محاولة لتفريغه من المصلين المرابطين فيه، وفرضت حصارًا على المصلين في المصلى القبلي الذي أغلقته بسلاسل حديدية، وشكلت سلاسل للقوات على طول مسار اقتحامات المستوطنين لتأمينها.

 

وفرضت قوات الاحتلال القيود على دخول المصلين إلى الأقصى، ونشرت دورياتها الراجلة على الأبواب الرئيسة وفي شوارع البلدلة القديمة وحاراتها وأسواقها المفضية إلى المسجد، فضلاً عن توقيف المصلين والتدقيق ببطاقاتهم ومنع وصول الشبان منهم الى الأقصى.

 

ممارسات تمهّد لمكتسبات دائمة

 

درج المستوطنون على فرض ممارسات جديدة، لا سيما في الأعياد والمناسبات العبرية، لتحويلها إلى مكتسبات دائمة، وفي هذا السياق أدّى مستوطنون، في اقتحامات "عيد الأسابيع"، أغاني وصلوات تلمودية علنية جماعية أثناء سيرهم قرب الرواق الغربي بين بابي الناظر والحديد في المسجد الأقصى.

 

كذلك، خرج مستوطنون من باب الحديد، متجهين نحو رباط الكرد، لإكمال طقوسهم التلمودية في ما يسمونه "حائط المبكى الصغير"، الذي يقدسونه بعد حائط البراق المحتل؛ علمًا أنّ الاحتلال يخصص باب السلسلة حصرًا لخروج المستوطنين بعد جولة الاقتحامات.

 

وكرر المستوطنون أداء "السجود الملحمي" في الأقصى، ورددوا الأناشيد القومية والتراتيل التوراتية بصوتٍ عال في أثناء وجودهم في الأقصى.

 

الشيخ صبري: الاحتلال يستغل أعياده لفرض السيادة على الأقصى

 

أكد خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري أن سلطات الاحتلال تحاول بأي طرق ملتوية، وتستغل أعيادها من أجل تحقيق بعض المكاسب في فرض السيادة على المسجد.

 

وقال الشيخ صبري في تصريح صحفي يوم الأحد 6/5، إن المعركة تدور حول السيادة على الأقصى، التي فشل الاحتلال في إثباتها منذ معركة "البوابات الإلكترونية" عام 2017.

 

وأرجع تكرار اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى إلى عدم وجود أي رادع لسلطات الاحتلال، وبسبب صمت الدول العربية والإسلامية وعدم ممارستها أي ضغوط لوقف تلك الانتهاكات، ما يشجعها على التمادي باعتداءاتها على الأقصى.

 

وأشار الشيخ صبري إلى أن هناك ما يزيد عن 1600 فلسطيني اعتقلوا من القدس منذ شهر رمضان الماضي، بهدف تفريغ المسجد الأقصى، بالإضافة إلى 700 جريح.

 

واعتبر أن هذه الإجراءات تساعد سلطات الاحتلال على الاستمرار في الاقتحامات، التي تتم بقوة السلاح والعسكر، خاصة وأن الأقصى والقدس تحوّلا إلى ثكنة عسكرية، مؤكدًا أن هذه الاقتحامات لا تعطي أي حق أو شرعية لليهود في الأقصى.

 

وثمن الشيخ صبري دور المقدسيين في التصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم، موجهًا التحية للمعتكفين والمرابطين داخل المصلى القبلي، وللمرابطات اللواتي يُواجهن المقتحمين بالتكبير.

 

ولفت إلى أن المقدسيين يؤدون واجبهم تجاه الأقصى وفق الإمكانات المتاحة لهم، في ظل استمرار سلطات الاحتلال بإصدار قرارات الإبعاد عن الأقصى، ووضع قيود مشددة على الدخول إليه.

 

وأضاف أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يريدون تثبيت وقائع جديدة في الأقصى عبر الاقتحامات والصلوات التلمودية، التي باتت تُؤدى بشكل علني داخل الساحات.

 

وتابع قائلاً إنّ الاحتلال ينفذ مخططه بحق الأقصى خطوة تلو الخطوة، وما أداء الصلوات العلنية ورفع العلم الإسرائيلي في المسجد إلا خطوة متقدمة، ما كان يجرؤ المستوطنون على تنفيذها سابقًا.

 

وأكد الشيخ صبري أن سلطات الاحتلال تحاول إثبات وقائع جديدة بالأقصى حتى يستسلم أهل القدس، ويعتبرون "كل ما يجري أمر عادي ومألوف".

 

وشدد على أن الفلسطينيين لن يستسلموا للاحتلال، مهما أبعد واعتقل، وفرض إجراءات عليهم، بل سيواصلون دفاعهم عن المسجد الأقصى بكل ما يملكون.

 

وحذر الشيخ صبري من مخاطر ما يتعرض له الأقصى، من محاولات لفرض السيادة وطرد المسلمين منه، داعيًا الفلسطينيين إلى تكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد، لحمايته ومواجهة إجراءات الاحتلال ومستوطنيه.

 

الشيخ الكسواني: نهج الاحتلال في الأقصى سيؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه

 

أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن نهج الاحتلال في المسجد وعمليات الضغط المستمر على المرابطين والمصلين ستؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه.

 

وحذر الشيخ الكسواني، في تصريحٍ صحفي، من خطورة الواقع الذي يريد الاحتلال تكريسه في المسجد الأقصى عبر الاقتحامات وأداء الصلوات والطقوس التلمودية فيه.

 

وأوضح أن الاحتلال نقل المعركة إلى المسجد بعد حصاره ومنع المصلين من الوصول إليه.

 

وأضاف أن قوات الاحتلال فرضت حصارًا على الأقصى منذ عصر السبت 6/4، ومنعت من هم دون الأربعين عامًا من دخوله.

 

وشدد الكسواني على أنه يربطنا بالأقصى رابط وطني وعقدي، وأن الشعب الفلسطيني قدم الشهداء والجرحى فداء للأقصى، ودعا الفلسطينيين للثبات والرباط، مشيرًا إلى أن الحق طعمه مرّ لكن حلاوته عندما يتحرر الأقصى وننتصر.

 

وقال إنه على العالم العربي والإسلامي تحمل مسؤوليته حيال يجري في الأقصى، مشيرًا إلى أن الصمت جرأ الاحتلال للقيام بخطوات خطيرة تجاه المسجد.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »