عملية التلة الفرنسية والشهيد الحي
الجمعة 1 تموز 2022 - 7:31 م 1466 0 شهداء ، أبرز الأخبار، شؤون مدينة القدس، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق |
كمال الجعبري - خاص موقع مدينة القدس | يوافق اليوم الذكرى الـ 29 لعملية التلة الفرنسية النوعية التي نفذتها مجموعة من مجاهدي كتائب القسام، وكان الهدف من العملية اختطاف أكثر من 100 مستوطن من القدس المحتلة لتنفيذ عملية تبادل مع الاحتلال، ونفذ هذه العملية 3 أبطال، 2 منهم من قطاع غزة، وبطل من مخيم عايدة، بالقرب من بيت لحم، فمن هم أبطالها وما هي قصتها؟
ماهر أبو سرور
ولد الشهيد ماهر أبو سرور سنة 1971م وسط أسرة فلسطينية في مخيم عايدة في بيت لحم، تعود بأصولها لمدينة الرملة المحتلة. وقد تميزت أسرته بالتدين، والتزم بدعوة الإخوان المسلمين، وهو في عمر 15 عاماً، منذ العام 1986، قبيل انطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وشارك الشهيد أبو سرور منذ بدايات التحاقه العمل الإسلامي في الجانب الفني إذ عمل مع الفرقة الإسلامية التابعة لفرقة الإنشاد في مسجد أبو بكر، في مخيم عايدة، والتي أحيت العديد من الأعراس في المنطقة.
كان أبو سرور أول من سعى لإقامة مكتبة في المسجد الرئيسي في المخيم، ليستفيد منها الصغار والكبار وتقام بها الدورات والحلقات، فوقف على أبواب المساجد يجمع القرش على القرش حتى كانت المكتبة وأصبح الحلم حقيقة، فأثثها وملأها بالكتب والمجلدات.
ومع تفجر الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وانطلاقة حركة (حماس) كان الشهيد أبو سرور من أوائل من شاركوا في العمل الشعبي المقاوم، وشارك في المواجهات واستهداف دوريات الاحتلال، وهو لم يتجاوز الـ 18 من العمر.
بعد عامين تقريباً من تفجر الانتفاضة الأولى، غدا الشهيد ماهر أبو سرور من المطلوبين لقوات الاحتلال، واستمرت فترة مطارده 5 أشهر، وقد كانت مخابرات الاحتلال تطارده وفقاً للاسم المتعارف عليه بين أهالي مخيم عايدة، وهو حمزة، ما ساعده من الإفلات من حواجز الاحتلال وكمائنه، وفي تاريخ 26 حزيران/يونيو 1989، تم اعتقال ماهر أبو سرور، ومكث 14 شهراً في سجون الاحتلال.
وقبل أن يتم التأسيس الفعلي لكتائب الشهيد عز الدين القسام نفذ الشهيد أبو سرور عدداً من العمليات الفردية، منها: عملية قتل ضابط الشاباك (حاييم نحماني)، في القدس، وعملية قتل جندي "إسرائيلي"، وذلك في العام 1993، وفي ذات العام التحق الشهيد أبو سرور بكتائب الشهيد عز الدين القسام.
محمد الهندي
في العام 1970، ولد الشهيد محمد أحمد حسن الهندي، في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، لعائلة فلسطينية تعود أصولها لبلدة القباب، قضاء الرملة، ونشأ الشهيد في أكناف المساجد، وخلال دراسته الجامعية في جامعة الأزهر، بغزة، التحق بالكتلة الإسلامية، وخلال عمله مع الكتلة الإسلامية التحق بكتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقبيل استشهاده بعدة أسابيع، نفذ الشهيد محمد الهندي عرضاً مسرحياً بعنوان (الفتوحات الإسلامية) في جامعة الأزهر، ومثل فيه مشهداً يحاكي عملية اغتيال ضابط (الشاباك) (نحماني)، ليلتقي مع بطل القصة الحقيقية شهيداً بالفعل.
صلاح عثمان (الشهيد الحي)
في منزلٍ لأسرةٍ فلسطينية بسيطة، بحي الشجاعية، وسط غزة، ولد الشهيد صلاح عثمان، في العام 1971، وترعرع منذ صغر سنه في المساجد، وفي العام 1988، التحق الشهيد صلاح بكتائب الشهيد عز الدين القسام، وتفرغ للعمل الدعوي، وفي العام 1993، انضم الشهيد إلى مجموعة (الشهداء) التي كان يقودها الشهيد عماد عقل، وبعد مشوارٍ من المطاردة مع الاحتلال انتقل الشهيد صلاح إلى الضفة الغربية.
العملية والشهيد الحي
خلال تواجد كلٍ من الشهداء: ماهر أبو سرور، وأحمد الهندي، وصلاح عثمان، في الضفة الغربية، وقع الاختيار على الـ 3، من قبل القائد القسامي محمد عزيز رشدي (الحج بركات) لتنفيذ عملية نوعية، من أعقد العمليات التي نفذتها كتائب القسام في مسيرتها، وكان الهدف من العملية احتجاز مستوطنين "إسرائيليين" داخل حافلة تقلهم، بهدف مبادلتهم مع أسرى فلسطينيين ولبنانيين في سجون الاحتلال.
سلّم (الحج بركات) مجموعة العملية بندقية من نوع M – 16، ومسدسين، وحقيبتي متفجرات، وكانت القدس هي موقع العملية، والهدف هو الحافلة رقم 25، إذ كانت الخطة تقوم على اختطاف الباص الذي يحوي 100 مستوطناً "إسرائيلياً"، ونقلهم إلى جنوب لبنان، وتسليم المستوطنين لقيادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، من أجل إجراء مفاوضات للإفراج عن: الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والشيخ عبد الكريم عبيد، القيادي في حزب الله، والإفراج عن 50 أسيراً من حركة (حماس)، و10 من الجهاد الإسلامي، و10 حركة فتح، و10 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و10 آخرين من الجبهة الشعبية – القيادة العامة.
ركب المجاهدون الثلاثة الحافلة 25 من محطة الباصات المركزية في القدس المحتلة، ولدى وصول الحافلة إلى محيط مستوطنة التلة الفرنسية (جفعات شابيرا)، أعلن المجاهدون عن اختطاف الحافلة، وحاول أحد المستوطنين إطلاق النار اتجاههم فاشتبكوا معه، ولاحقت عشرات جيبات قوات الاحتلال الباص، وأطلقت النار تجاهه، ونجم عن ذلك انفجار حقيبتي المتفجرات، واستشهاد الهندي وأبو سرور، وعشرات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، أمّا الشهيد ماهر صلاح فقد أصيب إصابات بالغة، ونقله الاحتلال إلى غزة ليلفظ هناك آخر أنفاسه، ولكن يشاء قدر الله تعالى أن يبقى حيّاً حتى تاريخ 16/4/2021، متأثراً بإصابته بفايروس (كورونا).