حفريات الأقصى: مساعٍ إسرائيلية للسيطرة على المسجد وتزوير تاريخه
الإثنين 27 حزيران 2022 - 8:23 م 914 0 أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق |
في 2022/6/13، كُشف عن تشققات جديدة في أرضية الأقصى، نتيجة حفريات الاحتلال المتواصلة أسفله، في سياق مساعي بسط السيطرة الإسرائيلية على كل مداخل المسجد.
وظهرت التشققات في المنطقة الغربية من المسجد، تحديدًا بالقرب من المتحف الإسلامي، وباب المغاربة الملاصق لحائط البراق وصولاً لمنطقة القصور الأموية المستهدفة بالحفريات.
وفي 6/16، سقط أحد الأحجار الداخلية للسور الجنوبي للأقصى داخل التسوية المعروفة بمصلى الأقصى القديم، من أعلى المحراب الموجود في المصلى، وهي نقطة تقع أسفل محراب الجامع القبلي تقريبًا.
ويأتي سقوط هذا الحجر بعد سنوات من منع سلطات الاحتلال الأوقاف الإسلامية من ترميم أسوار المسجد، لا سيما الأسوار الجنوبية المطلة على التسويات، ومع استمرار الحفريات الجنوبية بوتيرة غير مسبوقة تسمع في كثير من الأحيان من داخل تسويات الأقصى ولا سيما التسوية الجنوبية الغربية بين الجامع القبلي والمتحف الإسلامي.
وتواصل سلطات الاحتلال، منذ عام 1967، أعمال الحفر أسفل الأقصى وفي محيطه، في محاولة لإثبات تاريخ يهودي للمكان، يمكّنها من فرض مزاعمها حول "أحقيّة اليهود" بالقدس والأقصى.
بكيرات: الاحتلال ينفذ الحفريات في محيط الأقصى ليثبت أنّ مواقعها له
حذر نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، من حفريات تهويدية ينفذها الاحتلال، لتغيير المعالم الجنوبية الغربية للأقصى.
وقال بكيرات، في تصريح له في 6/27، إن الاحتلال يحاول أن يقول إن المناطق التي يشرع بتنفيذ الحفريات بها في محيط الأقصى تابعة له.
ولفت بكيرات إلى أن الحفريات الإسرائيلية في محيط الأقصى مستمرة منذ عام 1967 لغاية اليوم؛ حيث كانت تستهدف بالدرجة الأولى محيط الأقصى من الجهات الثلاث الغربية والجنوبية والشرقية.
وأضاف: "كان الاستهداف في حائط البراق حينما هدمت حارت المغاربة ثم بدأت الحفريات على عمق 15 مترًا للوصول إلى الأساسات، ما نتج عنه الوصول إلى ما يسمى النفق الغربي".
وبيّن أن الحفريات توسعت باتجاه الجنوب لتشمل القصور الأموية، واستمرت بالتوسع إلى منطقة باب العمود ثم باب الخليل ثم باب النبي داود ومداخل المدينة، وخرجت خارج البلدة القديمة لتصل إلى سلوان.
وأوضح أن الحفريات بداية كانت تأخذ الطابع الأفقي لسلب الأرض، ثم الطابع العمودي، فنتج عنها أكثر من 15 نفقًا.
ونبّه إلى أن مجموع هذه الحفريات وصل إلى 64 حفرية، منها تقريبًا 53 تمت وانتهت، و11 ما تزال نشطة وفاعلة حتى هذه اللحظة من ضمنها التي تجري الآن.
وتابع: "هناك حفريات سرية لا نستطيع أن نعرف عنها شيئًا، والخطورة أن تكون هذه الحفريات كما جرى عام 1981 عندما وصلت إلى درجة البائكة الغربية لقبة الصخرة".
مجلس الأوقاف يحذر من أعمال الحفر المتواصلة في ساحة وحائط البراق والقصور الأموية
حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من الاستمرار بالعبث والتخريب وتغيير المعالم التاريخية والدينية في المواقع التاريخية الوقفية بساحة وحائط البراق، والقصور الأموية، وطالب بالوقف الفوري لهذه الحفريات المشبوهة في محيط الأقصى.
وجاء في بيان للمجلس، في 6/23: "يتابع مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس بخطورة بالغة الحفريات والأعمال المريبة والغامضة التي تقوم بها سلطة الآثار "الإسرائيلية" وجمعية العاد الاستيطانية منذ فترة في محيط المسجد الأقصى المبارك خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف (في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية) وهي وقف إسلامي صحيح.
وأضاف البيان: "ورصد مجلس الأوقاف ومنذ فترة قيام مجموعة من العمال وباستخدام أيضا الجرافات وآلات الحفر الكبيرة بالعمل بعجلة مريبة في ساحة حائط البراق وفي منطقة القصور الأموية في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى المبارك، من خلال تفريغ الأتربة وعمل ثقوب بجدران محاذية للسور الجنوبي للمسجد وتفريغ للممرات في محاولة لإخفاء ما يقومون به من حفريات، وقد رصد المراقبون عمليات تكسير مستمر منذ أشهر لحجارة أثرية مهمة حيث يتم تحويلها لحجارة صغيرة بهدف إخفاء أثرها واخرجها على انها طمم يذهب للزبالة وذلك من قبل عمال حفريات تابعين لجمعيات استيطانية".
وأكد المجلس أن "ساحة وحائط البراق ومنطقة القصور الأموية هي وقف إسلامي صحيح وهي امتداد للمسجد لأقصى المبارك كمسجد إسلامي بمساحته الكاملة 144 دونم بجميع مصلياته، وساحاته، ومساطبه وأسواره والطرق المؤدية اليه ملك خالص للمسلمين وحدهم وسيبقى ذلك الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وذلك بقرار رباني واضح بقوله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ صدق الله العظيم".
كما أكد المجلس "ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية والقرارات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وخاصة القرار الذي تبنته اليونسكو في 2016/10/18 الذي يثبت أن المسجد الأقصى المبارك كامل الحرم الشريف وأنه مكان عبادة خالص للمسلمين وحدهم".
وتوجه المجلس بنداء عاجل إلى الملك عبد الله الثاني للتدخل المباشر لوقف هذا الوضع الخطير الذي يمر به المسجد الأقصى ومحيطه، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للضغط على حكومة الاحتلال لعدم المساس بحقّ المسلمين في مسجدهم ومحيطه.