شخصيات مقدسية تستنكر إغلاق المدارس الـ 6 وتدعو للتدخل العاجل لإنقاذ التعليم في القدس
السبت 30 تموز 2022 - 10:06 ص 779 0 جرائم الاحتلال، أبرز الأخبار، مواقف وتصريحات وبيانات، مشاريع تهويدية |
حالة من السخط والغضب الفلسطيني أثارها كشف القناة 12 العبرية عن قرار حكومة بإلغاء تراخيص 6 من المدارس الفلسطينية في مدينة القدس، ومما زاد من حالة الغضب "اتهام" الاحتلال لتلك المدارس "بالتحريض على مقاومة الاحتلال".
واستهدف القرار مدارس الإيمان للبنين والبنات في جميع مراحلها والتي يبلغ عدد طلابها نحو 1755 طالبا وطالبة، بالإضافة إلى الكلية الإبراهيمية التي يبلغ عدد طلابها 288 طالبا وطالبة.
وقالت وزيرة التعليم لدى الاحتلال، إن المدارس المذكورة تدرس كتبا تحتوي على مضامين تمجد الأسرى وكفاحهم ضد الاحتلال، وكشف جرائم الاحتلال في منع العلاج عن المرضى، بالإضافة إلى المجازر والجرائم الإسرائيلية.
وفي السياق قال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، خلال خطبة الجمعة أمس: " إنّ مناهج المدارس الفلسطينية في القدس ليست تحريضاً، ومن حق كل أمة صياغة مناهجها بما يحقق مبادئها، ونستنكر إلغاء تراخيص ست مدارس؛ لأن مناهجها ليست كما يريد الاحتلال".
واعتبر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أنّ هذا القرار يشكل تدخلاً سافراً من قِبل سلطات الاحتلال بمدارس المقدسيين ومناهجهم الدراسية، وقال: "من حقنا نحن فقط أن نقرر ماذا وكيف نربي أبناءنا، وكيف نحافظ على هويتنا الوطنية الفلسطينية".
وأضاف الهدمي: "لقد سَعت سلطات الاحتلال طيلةَ عقودٍ من السنين على تشويه صورة المنهاج الفلسطيني، وتشويه صورة امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" في محاولة منها للوصول إلى تدريس المنهاج الصهيوني و"البيجروت" الإسرائيلي، ونحن نعي تماماً الضعف الموجود في المنهاج الفلسطيني، وامتحانات "التوجيهي"، ولكنها في النهاية مناهج وطنية فيها من الرواية الفلسطينية العربية الإسلامية، ومن الهوية التي نريد الحفاظ عليها وليست رواية صهيونية تزوّر التاريخ".
وشدد الهدمي على أن المقدسيين يعتزون بهويتهم الوطنية الفلسطينية ولا يقبلون أن يتم المساس بها أو تشويهها من قِبل الاحتلال الذي مارس من الجرائم ما يكفي حتى يعي الشعب الفلسطيني وجهه الحقيقي.
وقال إنّ الشعب الفلسطيني وبالتحديد أهل مدينة القدس يعتبرون وفق القانون الدولي شعبٌ تحت الاحتلال ومن حقهم مُقاومته، وليس من حق المُحتل أن يعتدي عليهم أو يتدخل في شؤونهم الداخلية أو أن يهجّرهم ويجلب شعباً آخر ليعيش معهم.
وختم الهدمي قائلا: "نحن نعتبر أن قضية المدارس الخاصة، قضية رأي عام وقضية وطنية يقف كل أبناء الشعب الفلسطيني وأهالي القدس في وجهها
أمّا المحلل السياسي والكاتب المقدسي راسم عبيدات فقد قال بأنّ الخطر الأكبر لمثل هذه الخطوة هو استهداف الوعي والثقافة والهوية والكينونة والرواية والذاكرة الجمعية الفلسطينية، فالهزيمة على هذه الجبهة هي أشد وأخطر من الهزائم العسكرية والسياسية.
وأكد عبيدات أنّ قطاع التعليم في صلب الاستهداف الإسرائيلي بعد احتلال مدينة القدس مباشرة عام 1967 وإعلان ضمها بعد ثلاثة أسابيع من الاحتلال، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى السيطرة على قطاع التعليم الحكومي أكبر مظلة تعليمية في مدينة القدس، والتي تضم الآن 79 مدرسة حكومية يتعلم فيها 48 ألف طالب مقدسي.
وأشار إلى أنّه لا مناص من تقديم دعم عاجل وطارئ من أجل إنقاذ مدارس التربية والتعليم في القدس من خطر الإغلاق، والعمل على تشكيل لجنة تحقيق رسمية، تضع يدها على سبب الخل والتراجع في أعداد الطلبة في المدارس الفلسطينية التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.