رفض مقدسي لـ "أسرلة" التعليم وخطوات للتصدّي لسياسة الاحتلال حيال القطاع



لا تزال قضية سحب الاحتلال الترخيص من مدارس القدس الست تتفاعل، وقد دقّت مدارس القدس واتحاد أهالي الطلاب ناقوس الخطر لما يشكّله هذا القرار من تهديد لهذه المدارس بإغلاقها نهائيًا إن لم تتساوق مع شروط الاحتلال، علاوة على أنّ التهديد يطال مدارس القدس الأخرى التي لا تزال تتمسك بالمنهاج الفلسطيني وتحرص على عدم الخضوع لسياسة الاحتلال الهادفة إلى أسرلة قطاع التعليم في القدس.

 

وكانت سلطات الاحتلال سحبت، في 2022/7/28، ترخيص ست مدارس مقدسية تدرس المنهاج الفلسطيني، وقال بيان صادر عن الناطق باسم وزارة المعارف في حكومة الاحتلال إنّ وزيرة المعارف شاشا بيتون قد استدعت مديري مدارس الإيمان الخمس والكلّيّة الإبراهيمية في القدس، وأبلغتهم أنها ستسحب منهم رخصة العمل الدائمة وتستبدل بها رخصة مؤقتة لعام واحد، تجديدها مشروط بتصويب ما أسمته "المحتوى التحريضي ضد الحكومة الإسرائيلية وجنود الجيش الإسرائيلي" الذي تحتويه المناهج المعتمدة في هذه المدارس.

 

 

أولياء أمور طلاب الكلية الإبراهيمية يرفضون المنهاج الاسرائيلي المحرّف ويعلنون البدء بخطوات تصعيدية

 

عقدت لجنة أولياء أمور طلاب الكلية الإبراهيمية، في 8/13، اجتماعًا أكدت فيه رفض التعاطي مع المنهاج الإسرائيلي، وأكدت اللجنة رفضها التعاطي مع أي منهاج خارج مقرر وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وعدّ الأهالي أي تهديد مباشر أو غير مباشر للكلية هو تهديد لهم.

 

وقرر الأهالي اتخاذ خطوات تصعيدية استباقية قبيل بدء العام الدراسي، منها تفعيل الدور القانوني والمجتمعي والإعلامي والتوعوي لمواجهة الخطر المحدق بمستقبل أبنائهم.

 

السّمان: الاحتلال يمارس ضغوطا كبيرة على مدارس القدس التي ترفض تدريس مناهجه

 

أكدت مديرة وحدة شؤون القدس بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمّان أن محاولات الاحتلال تتجدد قبيل بدء العام الدراسي في فلسطين، للسيطرة وللضغط على مدارس القدس المحتلة باستهداف المناهج التعليمية الفلسطينية، سواء بفرض الإجراءات التعسفية الصارمة، أو بعدم الموافقة على بناء مدارس جديدة أو توسعة المدارس القديمة.

 

كما أكدت أن الاحتلال يمارس ضغوطا كبيرة في شرق القدس على المدارس التي ترفض تدريس المناهج الإسرائيلية.

 

وقالت السمّان: "لم نتفاجأ من قرار الاحتلال بشأن تهديد مدارس القدس أمام الخطط الممنهجة التي وضعها منذ ضم القدس عام 1967"، وبيّنت أنّ سلطات الاحتلال تصرّ على فرض المنهاج الإسرائيلي بهدف بسط سيادتها في القدس، لكنها فشلت في ذلك، فأعادت تحريف كتب المنهاج الفلسطيني ببتر معلومات أساسية ووطنية، وأضافت معلومات إسرائيلية، وهي تحاول الضغط من أجل توزيعها على جميع مدارس القدس.

 

وأشارت السمان إلى أنّ مدارس الإيمان الخمس والمدرسة والكلية الإبراهيمية هي مدارس وطنية ترفض تعليم أبناءها المنهاج المزور.

 

وأوضحت أنّ الاحتلال يوزع الكتب على مدارس القدس، لكن هذه الأخيرة لا تتعامل معها، بل تقوم بتدريس المنهاج الفلسطيني الأصلي، مبينة أن ذلك هو التحدي الأكبر الذي يدفع سلطات الاحتلال للتحريض على المدارس والتهديد بالإغلاق.

 

ووفق السمان، فإنّ "كل مدرسة فلسطينية تتعرض للتهديد بالإغلاق أو الانتهاك من قبل الاحتلال يتم بناء وتجهيز مدرسة إسرائيلية مقابلة لها، في ظل نقص الغرف الصفية في المدارس الفلسطينية، فضلًا عن الإغراءات الإسرائيلية للطلاب وأولياء الأمور لدفعهم للالتحاق بالمدارس التي تدرس المنهاج المزيف".

 

وحول الملاحقة القانونية لمخططات الاحتلال، أشارت السمّان إلى أنه يتم التواصل مع قانونين للخروج من هذه الأزمة وإيجاد حلول لإحباط المساعي الإسرائيلية، مبينة أن القانون يحمي ولي الأمر والطالب في اختيار المنهاج الذي يناسبه من دون أي ضغوط.

 

وقالت السمّان إنّ "إسرائيل" تضع مئات الملايين لتنفيذ خططها والسيطرة على المناهج التعليمية، أمام عجز السلطة التي لا تستطيع توفير هذه المبالغ، فيما يواجه المقدسيون الخطط الاسرائيلية بالتمسك بالمنهاج الفلسطيني.

 

ودعت السمان المقدسيين لمواجهة مخططات الاحتلال وتجاوز الأزمات التي تواجه التعليم في القدس، بالصمود والثبات في وجه ضغوطات الاحتلال وإغراءاته.

 

"التربية" تؤكد حماية التعليم في القدس ووقف انتهاكات الاحتلال بحقه

 

بحثت وزارة التربية والتعليم، في 2022/8/16، مع شركائها الدوليين الداعمين للتعليم، والمحليين من مؤسسات المجتمع المدني تداعيات استهداف الاحتلال المتواصل للتعليم في القدس، وواقع التحديات التي يجابهها، وكذلك استهدافه المنهاج الفلسطيني.

 

ووضع وزير التربية والتعليم مروان عورتاني الحضور في صورة المستجدات والمخاطر المحدقة بالتعليم المقدسي والضغوط التي تتعرض لها المدارس، والمحاولات الرامية إلى طمس معالم الهوية والرواية، في سياق أسرلة التعليم، ومحاربة المناهج الوطنية وتحريفها وتشويهها وفرض المناهج الإسرائيلية.

 

وأكد عورتاني أن الوزارة تتابع الانتهاكات المتواصلة بحق التعليم المقدسي عبر توظيف القنوات السياسية والدبلوماسية والقانونية والحقوقية، من أجل فضح هذه الانتهاكات ولجمها، والعمل على توفير التعليم الحر والآمن للطلبة والأطفال المقدسيين.

 

الهدمي: قطاع التعليم في القدس على رأس الاهتمامات

 

أكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي أن قطاع التعليم في المدينة على رأس اهتمامات الوزارة والحكومة، لما له من أهمية استراتيجية على واقع ومستقبل القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

 

وقال وفق بيان صادر عن الوزارة، في 8/15، "اعتدنا قبل بدء كل عام دراسي جديد أن تحاول سلطات الاحتلال وعبر شتى الطرق فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي على مدارسنا، وفي كل عام تواجه هذه المحاولات برفض رسمي وشعبي ومن المدارس نفسها".

 

وأضاف: "ما يختلف هذا العام عن السنوات السابقة هو أن سلطات الاحتلال أخذت منحى التصعيد عبر قراراتها الجائرة والمرفوضة والمدانة ضد الكلية الإبراهيمية ومدارس الإيمان" مشيرًا إلى أنّ هذه القرارات مقدمة لفرض القرارات الجائرة ذاتها على باقي المدارس في المدينة.

 

وقال الهدمي: "أعلنا في الماضي ونجدد إعلاننا الآن ونلتزم أن يكون موقفنا بالمستقبل بالرفض المطلق لمحاولات تمرير المنهاج المحرف أو المنهاج الإسرائيلي"، وأكّد أنّ المحاولات المحمومة لفرض المنهاج المحرف أو فرض المنهاج الإسرائيلي إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية للمدارس الفلسطينية بالمدينة.

 

وعد الوزير الإجراءات التي شرع بها الاحتلال عشية انتخابات "الكنيست"، ضد عدد من المدارس في المدينة المحتلة محاولة لإملاء الرواية الإسرائيلية بالقو، وشدّد على أنّ ما يجري محاولة مكشوفة ومرفوضة ومدانة لتشويه التاريخ الفلسطيني واستبدال الرواية الإسرائيلية به، وهو ما استدعى تحركًا على مختلف الساحات.

 

وقال الهدمي: "وجّهنا رسالة إلى أكثر من 40 قنصلاً عامًا وسفيرًا في فلسطين للتحرك السريع عبر حكوماتهم للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الإجراءات العدوانية المنافية لكل قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد أن القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

 

وأضاف: "تم التحرك مع وزارة الخارجية المغتربين وعبرها مع جامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية لسرعة التحرك لإدانة ورفض القرارات الإسرائيلية الجائرة".

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »