6 معالم اقتطعها الاحتلال من الأقصى بعضها يستخدم كنيسًا ومقار لشرطة الاحتلال
الجمعة 26 آب 2022 - 9:03 م 621 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى |
منذ احتلال ما تبقى من القدس عام 1967 تستخدم مؤسسة الاحتلال سياسة القضم البطيء لمعالم المسجد الأقصى المبارك، حتى تمكنت من السيطرة الكاملة على بعضها وتحاول الاستيلاء على أخرى بحجج مختلفة.
ومن خلال السيطرة على المعالم يسعى الاحتلال لتقوية مركزه الإداري والديني والأمني وتقويض صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية بل وانتزاعها بشكل كامل.
وفصّل الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى رضوان عمرو أبرز معالم المسجد الأقصى التي اقتُطعت منه بقوة الاحتلال، وعن حساسية مواقع هذه المعالم وخطورة استخداماتها الحالية.
المدرسة التنكزية
بناها وأوقفها الأمير تنكز الناصري عام 1328م وتقوم فوق 6 من قناطر الرواق الغربي للأقصى، وهي مكونة من طابقين، الأول بني لاستخدامه كمدرسة تميزت بالزخارف والمحاريب والقاعات الجميلة، في حين استخدم الطابق الثاني كسكن داخلي للطلبة.
في نهاية العهد المملوكي وفي الفترة العثمانية كان المبنى مقرا لدار القضاء الشرعي، وفي فترة المجلس الإسلامي الأعلى ومع اشتداد ثورة البراق وأطماع اليهود في حائط البراق، سكن في المدرسة مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وأغلق أبوابها الخارجية وجعل مدخلها الوحيد من داخل المسجد الأقصى.
وفي عام 1969 افتعل جيش الاحتلال لعبة أمنية بهدف وضع اليد على المدرسة التنكزية كونها تقع في موقع حيوي وحساس يطل على حائط البراق ويشرف على ساحات الأقصى، فاقتحمها ونهب سجادها الأثري والثريات والأثاث القديم واستولى على المبنى وطرد الطلبة والمعلمين.
ومن نوافذ المدرسة التنكزية ارتُكبت عدة مجازر في الأقصى، إذ أحدثت قوات الاحتلال ثقوبا في النوافذ المطلة على الساحات ومنها تستهدف المصلين بالأعيرة النارية والقنابل الغازية.
لا يقف خطر السيطرة على هذا المعلم عند هذا الحد، إذ أكد الباحث عمرو أن الضباط المتدينين في شرطة الاحتلال حولوا الطابق الثاني الواقع داخل حدود الأقصى إلى كنيس يقيمون فيه صلواتهم وطقوسهم التوراتية بشكل علني، بحيث يسمع المصلون في الساحات أصواتهم، كما أن بعض الحاخامات من المدارس الدينية اليهودية الواقعة داخل البلدة القديمة يتوجهون للصلاة في هذه المدرسة أيضا.
الخلوة الجنبلاطية وخلوة أرسلان باشا
تقع الخلوتان المتلاصقتان شمال صحن الصخرة المشرفة وتستخدمهما شرطة الاحتلال كمخفر ومقر لضابط الشرطة المشرف على الأقصى.
سميت الخلوة بأرسلان باشا نسبة لمرممها الذي يحمل الاسم ذاته وكان حاكم القدس ونابلس وغزة سنة 1697، وإلى الغرب من هذه الخلوة تقع الخلوة الجنبلاطية التي بنيت عام 1602 على يد المعماري عبد المحسن نَمّر، وبناها على حساب ابن جنبلاط قائد لواء الأكراد الذي أراد أن يجعل للأكراد خلوة في الأقصى تؤويهم عند زيارة القدس.
على مستوى صحن الصخرة المشرفة يوجد مكتب قائد شرطة الاحتلال في الأقصى، وفي الطابق السفلي يوجد مخزن لمعدات القمع التي تستخدمها شرطة الاحتلال في الأقصى. وفي الخلوتين أيضا تعقد شرطة الاحتلال اجتماعاتها في قاعة خصصت لذلك بالإضافة لغرفة استراحة.
يتوسط المخفر غرفة رئيس حراس المسجد الأقصى المبارك ومكتب الأحوال، أي أنه يقع بين الحراس ورئيسهم، وسُجلت -وفقا لعمرو- الكثير من التدخلات في شؤون هؤلاء الموظفين.
أقيم أول مخفر في هاتين الخلوتين في عهد الانتداب البريطاني عندما فشلت محاولة اعتقال عدد من الشبان في الأقصى فأنشئ المخفر بهدف إحباط الثورة الفلسطينية الكبرى، وخلال فترة الحكم الأردني استخدم كمخفر أيضا، ومع مجيء الاحتلال "الإسرائيلي" زعم أن المخفر هو الستاتيكو (الوضع القائم) فاستولى على الخلوتين واستخدمهما كمقر للشرطة.
حاولت الشرطة التمدد والاستفادة القصوى من المبنى، وبالمقابل استهدف المرابطون هذا المقر مرارا بالحرق، إلا أن الشرطة كانت ترد بترميمه مستعينة بسلطة الآثار "الإسرائيلية".
باب المغاربة
بني بعد الفتح الصلاحي ليستخدمه المغاربة الذين يقطنون بجواره في الدخول للمسجد الأقصى، وأعيد بناؤه في الفترة المملوكية. استولى الاحتلال على مفاتيح هذا الباب منذ احتلال المدينة عام 1967، ويستخدمه لاقتحامات المتطرفين للمسجد ولإدخال السياح بالإضافة لاقتحام مئات العناصر من قوات الاحتلال لقمع المصلين.
وأكد الباحث المقدسي أن فقدان مفاتيح هذا الباب أحدث ثغرة في السيطرة على الداخل والخارج من الأقصى مع تدفق الاقتحامات الدينية والعسكرية للمسجد، وفي ظل المخططات الرامية لتوسعة الباب والجسر المؤدي إليه لإدخال آليات ومعدات تساعد الاحتلال على التقدم خطوة عملية في مشاريع التقسيم والبناء وأسلوب القمع والسيطرة.
جدران المسجد الأقصى من الخارج بما فيها معالم وأبواب مغلقة
تأخذ الجدران حكم الأقصى من ناحية شرعية وتاريخية، فأجمع العلماء -وفقا لرضوان عمرو- على أن سور المسجد هو جزء منه ويأخذ حكمه، وبالتالي فإن حائط البراق يتبع للأقصى وترميمه والسيادة عليه مسألة متعلقة بمن يدير شؤون المسجد وليس بأي جهة أخرى.
في اللحظات الأولى للاحتلال فقد المسلمون الجدار الغربي للأقصى الممتد بين باب المغاربة جنوبا والمدرسة التنكزية شمالا، ثم حائط البراق الصغير الممتد من باب الحديد إلى باب المجلس شمالا، ثم الجدار الجنوبي على طوله الذي يدخله المسلمون بعد دفع تذكرة لصالح مركز ديفيدسون التهويدي الذي يدير منطقة القصور الأموية.
عند هذه الجدران ينصب الاحتلال السقائل لإجراء عمليات ترميم وينظم عروضا ضوئية ويجري حفريات دون حسيب ورقيب. ورغم أن مقبرة باب الرحمة حمت الجدار الشرقي للأقصى فإن أطماع الاحتلال تتصاعد في هذه المنطقة، وتتعرض دائرة الأوقاف الإسلامية لمضايقات شديدة وصلت إلى حد منع ترميم هذا السور رغم أن أجزاء منه معرضة للانهيار خاصة عند قبور الصحابة على مدخل المقبرة.
سطح الرواقين الشمالي والغربي
ولإحكام السيطرة عليهما نصبت سلطات الاحتلال سياجا إلكترونيا لمراقبة أي تحرك فوق الرواقين، وتمنع الشرطة المصلين والحراس والسكان المجاورين من الصعود إليهما. نصب الاحتلال أعلى هذين الرواقين كاميرات مراقبة متطورة على طول الرواق الشمالي من باب الأسباط حتى باب للغوانمة وعلى طول الرواق الغربي من باب الغوانمة حتى باب المغاربة، لمراقبة ما يجري في الأقصى على مدار الساعة.
وخلال المواجهات والمجازر التي وقعت في ساحات المسجد اعتلت وحدة القناصة سطح هذين الرواقين وارتقى برصاصهم عدد من المصلين.
الباحث المقدسي رضوان عمرو أكد أن الأخطر من مراقبة المسجد الأقصى وقمع المصلين من سطح هذين الرواقين هو التخطيط لإقامة كنيس فوق الرواق الغربي باقتطاع المساحة الواقعة بين بابي السلسلة والمغاربة لإنشاء كنيس من طابقين، السفلي مع مسجد البراق يصبح كنيسا للنساء، وفوق الرواق يقام مبنى زجاجي على طول الرواق ليخصص لصلاة الرجال وهو ليس بالمخطط الجديد.
الجزيرة - بتصرف