ثلاث خطط مرحلية للاحتلال في الأقصى وخطرٌ متجدد في الساحة الجنوبية الغربية من المسجد

تاريخ الإضافة الخميس 8 أيلول 2022 - 7:11 م    عدد الزيارات 909    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


حذر الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص من خطورة المرحلة القادمة وما يحضّر له الاحتلال وجماعات الهيكل من عدوان في موسم الأعياد العبرية القادم الذي يبدأ مع رأس السنة العبرية في 2022/9/26 مرورًا بعيد الغفران وصولاً إلى "عيد العرش" الذي يمتد أسبوعًا وينتهي في 2022/10/17، بهدف تتويج ما فرضته هذه الجماعات من "إنجازات"، لا سيما لجهة فرض الطقوس التلمودية في الأقصى وممارستها بشكل علني وجماعي ضمن ما يسمى بالتأسيس المعنوي للمعبد.

 

كلام ابحيص جاء في ندوة إلكترونية نظمها مركز الميدان للدراسات والاستشارات بعنوان "تحولات وأنماط جديدة في اقتحامات الأقصى 2022: المخاطر والتداعيات" في 2022/9/7، سلطت الضوء على خطورة موسم الأعياد الذي كان تاريخيًا محطة لأعتى مواسم العدوان على المسجد واستدعى اندلاع أبرز الانتفاضات والهبّات لصدّ العدوان والدفاع عن الأقصى.

 

موسم الأعياد محطّة لأعتى موجات العدوان على الأقصى

 

بيّن ابحيص أنّ التجربة تظهر أنّه منذ بدء تصاعد اليمين الصهيوني ومشروعه الإحلالي في الأقصى فإنّ موسم الأعياد الطويل، من "رأس السنة العبرية" مرورًا بـ "عيد الغفران" وصولاً إلى "العرش" الذي يمتدّ على مدى أسبوع، شهد أعتى جرائم العدوان على المسجد من مجزرة الأقصى في 1996/10/8 عندما حاولت جماعة "أمناء جبل الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، إلى افتتاح النفق في 1996/9/25، الذي انطلقت على أثره هبّة النفق في 9/26 لتكون نموذجًا مصغرًا لانتفاضة الأقصى التي اندلعت في أيلول/سبتمبر 2000 على أثر اقتحام أريئيل شارون الأقصى في موسم الأعياد هذا لتكريس الهيمنة الصهيونية على المسجد.

 

ويضاف إلى ما تقدّم محاولة فرض التقسيم الزماني التام التي انطلقت في أيلول/سبتمبر 2015 مع محاولة الاحتلال فرض مشهد يغلق فيه الأقصى في الأعياد اليهودية في وجه المسلمين ويمنع الأذان، وقد تصدى المرابطون والمرابطات لهذه المحاولات عبر مصاطب العلم فطردهم الاحتلال، وهذا ما استدعى العمليات ذات الطابع الفردي التي كانت القدس مسرحها الرئيس.

 

"الحصاد": إلام تسعى جماعات الهيكل في موسم الأعياد؟

 

في ترتيب الأعياد العبرية على مدار العام، تبدأ الأعياد بـ "عيد الفصح"، ثمّ "توحيد القدس"، يليه "خراب الهيكل"، ثم موسم الأعياد الطويل وفيه ثلاثة أعياد، وهذا الموسم هو موسم "الحصاد" أو "القطاف"، وفق ابحيص الذي أشار إلى أنّ أي سقف للعدوان يراد شقّ الطريق له يفتتح في شهر نيسان/أبريل ويختتم في شهر تشرين الأول/أكتوبر.

 

وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، كان المشروع الأساسي فرض الطقوس التوراتية وتوظيف هذه الطقوس الدينية سياسيًا للقول إنّ الأقصى أصبح مشتركًا في أصله لم يعد مسجدًا فقط، بل مسجد تدير الأوقاف الحضور الإسلامي فيه، وهيكل تديره شرطة الاحتلال.

 

ولذلك، وفق ابحيص، فإن جماعات المعبد ستستغلّ موسم الأعياد القادم للمضي في فرض الطقوس التلمودية العلنية في الأقصى، وهي تشمل: محاولة المضي في سياسة فرض الطقوس التوراتية العلنية، ونفخ البوق واستعراض ذلك، واقتحام الأقصى بالثياب البيضاء، ومحاكاة قربان الغفران في "عيد الغفران"، ونفخ البوق في المدرسة التنكزية، وإدخال القرابين النباتية إلى الأقصى في "العرش"، ومحاولة الاحتفاء بشرطة الاحتلال أي بسيادة الاحتلال باعتبار أنّ الشرطة تدير الأقصى.

 

وأشار ابحيص إلى أنّ هذه الاعتداءات تحمل في طياتها رسائل هدفها كي الوعي، وهي تسير في اتجاهات أربعة:

 

الأول: ضد المقدسيين وعموم العرب والمسلمين أن المسجد سقط وبات هيكلًا، وعليهم أن يسلّموا بذلك.

 

الثاني هو الاتجاه الداخلي لزيادة تأييد فكرة الهيكل وزيادة الانخراط في التأييد.

 

الثالث هو اتجاه دولي للقول إنّ المكان هو مقدس مشترك.

 

الرابع هو اتجاه نحو المطبّعين العرب لاستقطاب وفود تضفي مشروعية على فكرة أن الأقصى لم يعد مقدسًا إسلاميًا وحسب، بل هو هيكل كما هو مسجد.

 

تراجع الدور الأردني

 

أشار ابحيص إلى أنّ التغول الصهيوني وصعود فكرة الهيكل لتصبح فكرة جامعة لليمين الصهيوني، والاحتضان الأمريكي للفكرة كما تجلّى في صفقة القرن، يقابله تراجع في الموقف الأردني، في ظلّ التطلّع إلى الصهاينة على أنّهم عنصر استقرار.

 

وعليه، فإنّ ما يجري في الأقصى بات يُقرأ أردنيًا، لدى الحكومة وصانع القرار، على أنّه عبء يمكن أن يفجر العلاقات مع الصهاينة. لذلك، فالأردن يبحث عن التهدئة بأيّ شكل من الأشكال.

 

الحالة الشعبية تحمي الأقصى والاحتلال يسعى إلى منع تراكم إنجازاتها

 

مقابل ذلك، تحضر الحالة الشعبية التي تذهب نحو الاصطدام عندما تنضج ظروفها، وهذه الحالة الشعبية تحمي الأقصى، وهي تستمدّ قوتها من إسنادها الشعبي العربي والإسلامي والفلسطيني.

 

وبيّن ابحيص أنّ الحالة الشعبية حقّقت إنجازات عدّة في الأعوام الأخيرة فمنعت تقسيم الأقصى زمانيًا في عام 2015، وفي 2017 فرضت على الاحتلال تفكيك البوابات، وفي عام 2019 تمكنت من فتح باب الرحمة، وحققت ثلاثة إنجازات في عام 2021 تجلت في فتح باب العمود، ومنع تهجير أهالي حي الشيخ جراح، ومنع اقتحام 28 رمضان.

 

وأشار إلى أنّ الاحتلال يعمل على منع تراكم هذه الإنجازات عبر كسر الإرادة الشعبية والمقاومة الفلسطينية، وبثّ رسائل أنّه لا يزال قادرًا على المبادرة، لكن هذه الحالة هشّة وعندما توضع أمام الاختبار العميق، وهي لمّا توضع بعد، ستسقط. وذلك يعني إذا نضجت الظروف لهبّة شعبية، مع ما نشهده من مقاومة في الضفة الغربية، وإمكانية الاشتباك في ساحات أخرى، فإنّ كلّ ما نراه من استعداد إسرائيلي وقدرة على المبادرة سيعود إلى حيث كان في أيام نتنياهو عام 2021.

 

التقسيم المكاني خطر متجدد من الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى

 

تعامل الاحتلال مع ثلاث خطط مرحلية للوصول إلى هدفه الإحلالي المتمثّل بإزالة الأقصى وإقامة المعبد مكانه؛ والخطط المرحلية، وفق ترتيبها الزمني، هي التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني، والتأسيس المعنوي للهيكل.

 

وبيّن أنّ للتقسيم المكاني بؤرتين: الأولى الساحة الجنوبية الغربية للأقصى وقد عوّل الاحتلال على اقتطاعها كونها تقع في الجهة المقابلة لباب المغاربة، وعرقل اقتطاعَها الرباط المنظّم الذي كانت تقوم عليه الحركة الإسلامية مع أهل القدس والداخل المحتل، عبر سنوات، في مصطبة أبي بكر الصديق (مصطبة الصنوبر)؛ فانتقل اهتمام الاحتلال إلى المنطقة الشرقية فعرقلته هبّة باب الرحمة عام 2019 مع فتح باب الرحمة.

 

واليوم يبدو أنّ مخطط التقسيم المكاني عاد ليطلّ من الساحة الجنوبية الغربية لكن التركيز هو على تسوية تقع تحت الأرض مساحتها 5500 متر مربّع، مشابهة للمصلى المرواني، موجودة تحت المنطقة الممتدة بين المسجد القبلي والمتحف الإسلامي، وما بين السور الجنوبي ومصطبة الصنوبر، وشهدت هذه المساحة آخر ترميم عام 1928، وهذه المنطقة كانت تحيط بها أتربة بارتفاع ستة أمتار، وقد أزيلت هذه الأتربة التي يستند إليها سور الأقصى. علاوة على ذلك، ثمّة حفريات تحت المنطقة وفي محيطها، من بينها "طريق الحجاج" التي تمرّ عند الزاوية الجنوبية الغربية من الأقصى وقد سبّبت انهيارًا في المكان.

 

وفي تموز/يوليو 2018، سقط حجر في السور الغربي للأقصى، فاستغلت سلطات الاحتلال ذلك لتغتصب من الأوقاف صلاحية ترميم سور الأقصى وتضعها بيد بلدية وحكومة الاحتلال. ومنذ شهر كانون الثاني/يناير 2019، تستفرد حكومة الاحتلال بالزاوية الجنوبية الغربية وهي تتولى عمليات الترميم والعمليات الإنشائية في السور، وهي تعرف ما يجري وراء السور. وفي رمضان 2022، منعت سلطات الاحتلال مرور السيارات التي تدخل الإفطارات من المرور في المنطقة، ما يدلّ على تقديرات بأنّ المنطقة متداعية، لكن الاحتلال يريد أن تتساقط تدريجيًا فيما هو جاهز لقضمها.

 

وشدّد ابحيص على أنّ الأقصى اليوم في مواجهة خطر وجودي بنيوي مركزه الساحة الجنوبية الغربية للأقصى، فيجب أن تظلّ التسوية الجنوبية الغربية موضوعًا مركزيًا، وعلى الأوقاف أن تطّلع على واقع التسوية إذ أكّد مهندسون ومطّلعون على واقع الإعمار في الأقصى أنّ الانهيارات في الأقصى القديم مقدّمة لانهيارات أكبر؛ والأقصى مهدّد بتغيير معالمه وحدوده، وفي كلّ مرة نعمل على أيّ مشروع لنصرة المسجد لا بدّ من أن نتذكر أنّ خطرًا عاد على الأقصى من الزاوية الجنوبية الغربية.

 

 

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »