حوارات موقع مدينة القدس
الباحث علي إبراهيم ورحلته المقدسية إلى الأردن
الجمعة 9 أيلول 2022 - 9:28 م 1616 0 أبرز الأخبار، التفاعل مع القدس، أخبار المؤسسة، تقرير وتحقيق |
إعداد : كمال الجعبري - خاص موقع مدينة القدس
مقدمة:
بعد مشاركته في تقديم عددٍ المحاور ضمن دورة (علوم بيت المقدس) التي نظمها (ملتقى القدس الثقافي) في الأردن، خلال شهري تموز/يونيو وآب/أغسطس الماضيين، أجرى فريق موقع مدينة القدس حواراً مع الباحث في مؤسسة القدس الدولية، علي إبراهيم، ضمن سلسلة (حوارات موقع مدينة القدس)، وجاء الحوار على النحو التالي.
· ما أكثر ما لفت نظرك خلال زيارتك الأخيرة للأردن من حيث واقع العمل المقدسي؟
تتميز الأردن بعلاقة خاصة مع فلسطين والقدس، فإلى جانب الصلات الاجتماعية والروابط الأسرية، ينظر الأردنيون إلى القدس نظرة خاصة، تتفاعل فيها العوامل السابقة وتنعكس على اهتمام مختلف الشرائح الاجتماعية بقضية القدس وما تعانيه. وهو اهتمام ليس محصورًا بالدعم المالي والحقوقي فقط، وتنظيم الحملات والوقفات المتفاعلة مع قضايا القدس، بل يشمل البناء المعرفي في جوانبه العامة والمتخصصة، وهو أمر يستحق التأمل، وقد كان ملتقى القدس الثقافي النافذة التي تعرفت من خلالها على هذا الجانب، خاصة أن الدورات التي شاركت فيها، ضمن مجموعة متنوعة من الحضور، شملت معلمي المدارس، وطلاب في مراحل دراسية مختلفة، ما يرسخ الفكرة الأولى المتعلقة بالاهتمام العام، ويؤكد أن البناء المعرفي الدقيق يمكنه أن يخترق أطرًا اجتماعية متباينة في الشكل، ولكنها ستلتقي على أهداف العمل لنصرة القدس وقضاياها.
كيف كان تفاعل الحضور مع المضامين التي قدمتها؟
قدمت في هذه الدورات مادة حول "تهويد المسجد الأقصى"، وعلى الرغم ما تحمله هذه المضامين من أرقام تظهر تطور محاولات الاحتلال فرض مخططاته على المسجد المبارك، إلا أن التركيز الأساسي إلى جانب معرفة أين وصل العدو، أن نسلط الضوء على نقاط الضعف فيه، وكيف استطاع المقدسيون في محطات سابقة أن يواجهوا الاحتلال، وكيف يمكننا أن نواجه تغوله، وهنا ننفي عن الحضور إمكانية الشعور بالركون والدعة، والتحول إلى فعل المغالبة، وهو ما يقوم به المقدسيون في محطات كثيرة، وعلينا من خلفهم واجبات كثيرة في هذا السياق.
أما عن التفاعل فقد كان لافتًا، ويؤشر إلى وعي بقضايا القدس ومسجدها المبارك، فتأتي هذه المعرفة التي راكمها المشاركون في أيام الدورة التسع، لتسهم في تأطير هذا الوعي في قوالب معرفية أكثر عمقًا، تربط بين الأسباب والنتائج، وتقدم قراءة للمشهد يغيب عن المتابع اليومي بعض تفاصيلها، ومن ثم يحول الهم العام إلى دافع للعمل والبذل.
· من واقع تجربتك في التدريب عن بعد والتدريب الوجاهي ما هي مميزات التدريب الوجاهي؟
لكل نوعٍ منهما مزايا بكل تأكيد، فالتدريب عن بعد يعطي مساحة راحة للحضور، خاصة أن الناس قد ألفت هذا النوع من المشاركة على أثر الجائحة، ولكنه في الوقت نفسه، ومرورًا بموضوع القدس يجعل كل أنماط تفاعلنا قائمة على المشاركة الإلكترونية، وهي ما يجعل التدريب الوجاهي في خانة دورات علوم بيت المقدس أمرًا له أهداف مزدوجة، يتلاقى فيها بعد السعي والرباط مع بعد المعرفة والعلم ومن ثم العمل.
وهنا نستطيع أنّ نتحدث عن أطر التفاعل المباشر، الذي يجري ما بين المدرس والمشاركين، فالتدريب الوجاهي يلغي الحواجز الافتراضية التي تتشكل بفعل الأجهزة الإلكترونية، ويصبغ اللقاءات المباشرة بالحوارات العميقة، ويفتح المجال أمام المحاضر في سؤال المشاركين كلٌ بحسب تفاعله، إلى جانب التعرض لمواضيع تتصل بعنوان المحاضرة يطرحها المتدربون، وهي واحدة من أبرز السمات التي تتميز بها التدريبات التي ينظمها ملتقى القدس الثقافي، ما يحول المعرفة إلى مفاتيح تفتح المجال أمام إجابات أكثر عمقًا، وأدق إسقاطًا، وتحول الدارسين بفعل المتابعة اللاحقة، من مجرد متلقين للمعلومات، إلى عناصر قادرة على المشاركة العميقة في كثير من الشؤون والقضايا والمناشط.
· هل هناك ما تود إضافته؟
تسليط الضوء على أهمية العمل الشعبي العام، وهو عمل أظن أنّ ملتقى القدس الثقافي قد استطاع إحداث اختراقات بالغة الأهمية من خلال مروحة المناشط والمشاريع التي يقوم بها، وهو نموذج يجب إسقاطه في العديد من الأقطار الأخرى، لألا تبقى المعرفة المتعلقة بالقدس والأقصى محصورة مغيبة، فمن المهم إشراك المزيد من الشرائح الاجتماعية فيها.
والنقطة الثانية وهو ما يتصل بالعمل العام، أنّ العمل المعرفي المتصل بالقدس لا يجب أن يكون قائمًا على الهبات الآنية، فلا يجب أن يكون استجابة لأحداث ومستجدات، ومن ثم ينكفئ من بعدها العاملون، وهنا أجد أن ملتقى القدس بما رأيته وعاينته قد استطاع أن يحقق مراكمة تستحق الإشادة، بين العمل النوعي المعرفي وبين مراكمة العمل، وإعطائه أسباب الاستدامة، وهو ما ينعكس على المتطوعين والمدربين والحضور كلٌ بمستويات مختلفة.