الأقصى عشية الأعياد العبرية وانتخابات "الكنيست" تحت وطأة تصعيد العدوان
السبت 17 أيلول 2022 - 3:48 م 823 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق |
تشكل الأعياد العبرية موسمًا تتصاعد فيه اعتداءات المستوطنين على الأقصى، وهي اعتداءات تتمّ بموافقة المستوى الرسمي في دولة الاحتلال ورعايته، ويتصاعد الخطر إذ يأتي موسم الأعياد هذا العام عشية انتخابات "الكنيست" المقررة في 2022/11/1، ما يعزّز حاجة المرشحين إلى كسب ودّ "جماعات المعبد" والاستجابة لمطالبهم في ما عنى الاعتداء على الأقصى.
"جماعات المعبد" توصي جمهورها بانتخاب المرشحين الدّاعمين للاعتداء على الأقصى
نشرت "جماعات المعبد" توصيات لجمهور الناخبين بانتخاب مرشحي حزب "الليكود"، إضافة إلى توصيات لهؤلاء المرشحين في حال فوزهم في الانتخابات، تتعلق بالأقصى. وشملت هذه التوصيات استكمال إدخال الأقصى في منظومة التعليم الإسرائيلية بوصفه "جبل المعبد" وفق مزاعم الجماعات، وإدراج الأقصى في قائمة الأماكن المقدسة للشعب اليهودي، ومنح حرية العبادة لليهود في الأقصى، وزيادة ساعات الاقتحام والسماح بالاقتحامات أيام السبت، والسماح بالاقتحامات طوال اليوم في الأعياد اليهودية، وفتح جميع أبواب الأقصى أمام المقتحمين، إضافة إلى إنشاء وتنظيم هيئة حكومية رسمية إسرائيلية لإدارة شؤون الأقصى وتوسعة باب المغاربة وإنشاء جسر جديد للمقتحمين.
حكومة الاحتلال تقرّر السماح بالاقتحامات في الأعياد العبرية
عقدت حكومة الاحتلال، في 2022/9/13، اجتماعًا أمنيًا بمشاركة رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد لتقييم الأوضاع الأمنية قبل بدء موسم الأعياد العبرية الذي يبدأ في 9/26 ويمتدّ إلى 10/17.
وقالت القناة 13 العبرية إنّ حكومة الاحتلال قررت في الاجتماع المضي قدمًا بالسماح باقتحامات الأقصى في ظلّ المخاوف الأمنية من ارتفاع وتيرة المقاومة في الضفة الغربية، واحتمالات تصاعدها على خلفية العدوان على المسجد تحديدًا.
ونقلت القناة عن مصدر أمني في دولة الاحتلال أنّ منع اقتحامات المستوطنين للأقصى ليس على أجندة حكومة الاحتلال، وأنّه في ضوء النجاحات في مسيرة الأعلام وفي اقتحام الأقصى في "ذكرى خراب المعبد" الذي كان في 2022/8/7، وهذا لا يعني أن الأمور ستكون على ما يرام وعلينا أن نبقى على يقظة.
وجاء هذا القرار في ظل مواصلة الاحتلال اعتداءاته بحقّ الأقصى في ظل لسياسة حكومية ثابتة في تهويد الأقصى؛ تؤكد جميع السوابق التاريخية أنّ حكومة الاحتلال كانت تضع تهويد المسجد الأقصى المبارك في قلب أهدافها السياسية على مدى أربعة عقود متتالية من الزمن، وتوظف لها المقدرات السياسية والعسكرية.
باحث مقدسي: دعوات اقتحامات الأقصى مدروسة وتأتي في سياق الدعاية الانتخابية
قال الباحث والمختص في شؤون القدس محمد هلسة إنّ دعوات "جماعات المعبد" لاقتحام الأقصى مدروسة، وتأتي في سياق تنافس الأحزاب الإسرائيلية للوصول إلى سُدة الحكم.
وبيّن هلسة، في تصريحات صحفية، أنّ هذه الدعوات تأتي في ذروة أجواء سياسية يعيشها المجتمع الإسرائيلي مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، موضحًا أن الدم والمقدسات مادة دسمة للتنافس وجلب الأصوات.
وشدد على أنّ دولة الاحتلال لا ترتدع إلا إنْ وجدت ما يردعها، فمسألة الشعارات والتهديدات لم تُجد نفعًا معها، والاحتلال يختبر الساحة والميدان من خلال دعوات يطلقها على لسان "جماعات الهيكل" ويقيس ردة الفعل".
وبيّن أن الاحتلال إن وجد ممانعة ومقاومة من داخل المجتمع الفلسطيني فبالتأكيد سيتراجع، لكنه هو يتقن ويحسن اللعب بالفراغ الذي تتركه الحالة الفلسطينية الداخلية والحالة الإقليمية والدولية ويحاول استثمارها.
وأضاف هلسة أنّ الأعياد هي مناسبة لحشد الجماعات الاستيطانية والتلمودية وقواها، وهي مناسبة للتحريض أكثر على المقدسيين، موضحًا أن الفلسطيني لا يرى حجم الحشد اليهودي الاستعماري في المدينة كما يراه في الأعياد والمناسبات.
وأشار إلى أن الجماعات التلمودية تضرب دائمًا على الوتر الديني، ووتر علاقة الشعب اليهودي بالقدس والتغني بأمجادهم فيها كما يدّعون، حتى تستمر مخططات المستوطنين في مقارعة أهل الأرض واستبدال الرموز التلمودية بكلّ شيء يرمز إلى الهوية العربية.
وأشار إلى أنّ جزءًا من المواجهة يتمثل في تضييق وصول الفلسطينيين من الداخل والضفة وقطاع غزة إلى مدينة القدس، وفتح المجال بشكل أكبر لليهود والمستوطنين من كل بقاع الأرض للقدوم إلى المدينة المقدسة.
ولفت إلى أن المستوطنين يحاولون إحياء المعبد روحيًّا عبر أداء الطقوس التلمودية والاستلقاء الملحمي على أبواب المسجد الأقصى؛ لجذب اليهود وإلهامهم أنهم يقتربون من حلمهم وأساطيرهم وخزعبلاتهم ببناء المعبد على أنقاض المسجد.
وأكد هلسة أنّ هذا جزء من الدعاية والحرب النفسية التي توظف فيها الطقوس الدينية لاستقطاب اليهود، واستمرار وضع مدينة القدس بمقدساتها على سلم أولويات المستوى السياسي والجمعيات الاستيطانية وحتى في وعي المواطن اليهودي حتى لا تغيب هذه المسألة.
ورأى هلسة أنّ القدس تعيش حالة مشحونة ومتصاعدة، في ظل احتلال يريد أن يغيّر هويتها، ويستبدلها بها هوية تلمودية توراتية، مؤكدًا أن حالة التماس والمواجهة هي جزء من حياة الشعب الفلسطيني، وهو باقٍ ويقاوم الاحتلال بأدواته المختلفة.
وبين أن اقتحام الأقصى شكَّل عاملًا تحفيزيًّا وتحريكًا وحشدًا للهمم والطاقات من كلّ الجغرافيا الفلسطينية وليس في القدس وحسب.