النفخ بالبوق عند أسوار الأقصى: محاكم الاحتلال تشرّع وقائع جديدة لتهويد المسجد

تاريخ الإضافة السبت 24 أيلول 2022 - 5:13 م    عدد الزيارات 973    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


تسعى "جماعات المعبد" لنفخ البوق في الأقصى كجزء من الاحتفال برأس السنة العبرية يومي الإثنين والثلاثاء 26 و27/9/2022، وقد دعت هذه الجماعات جمهورها إلى المشاركة الحاشدة في اقتحامات الأقصى؛ مقتبسة نصًا توراتيًا من سفر المزامير يحضّهم علنًا على الصلاة خلال اقتحامهم المسجد.

 

كذلك، دعت جماعة "جبل المعبد في أيدينا" أتباعها إلى محاولة إدخال الأبواق معهم خلال اقتحامهم الأقصى بمناسبة رأس السنة العبرية.

 

وفي 2022/9/4 عمد الحاخام المتطرف يهودا غليك إلى بثّ صوت البوق في الأقصى عبر هاتفه الخليوي، ومن بعده في مقبرة باب الرحمة عند سور المسجد الشرقي، ومرة أخرى في المقبرة في 9/18، مع اثنين من نشطاء "جماعات المعبد" اعتقلتهم شرطة الاحتلال، لتصدر محكمة الاحتلال قرارًا، في 9/19، بالسماح للمستوطنين بالنفخ في البوق وأداء العبادات عند الحائط الشرقي للأقصى، ووصل الأمر يوم 2022/9/23 بعضو "الكنيست" سمحا روتمان ينفخ بالبوق في مقبرة باب الرحمة ونشر مقطع فيديو يوثق الأمر على حسابه على منصّة تويتر.

 

قرار الاحتلال يهدف لخلق وقائع جديدة على الأرض

 

قال الباحث عمرو إن إقرار الاحتلال للطقوس التلمودية في مقبرة باب الرحمة عبر أمرٍ قضائي، يعني أن تصبح هناك حراسة عليها وعلى من يمارسها في هذه المنطقة، تنفيذًا لهذا القرار، وإنما يسعى الاحتلال بذلك لتكريس مقبرة باب الرحمة كساحة براق جديدة، وجعل حائط الأقصى الشرقي ساحة مبكى جديد على غرار الحائط الغربي.

 

وأوضح عمرو أن الاحتلال يسعى لمحو معالم مقبرة باب الرحمة وإزالتها بجرافات بما فيها من جثامين صحابة رسول الله، ليجعل السور الشرقي للأقصى مكانًا لأداء الطقوس، كما أزال قبل ذلك في عام 1967 حي المغاربة لإتاحة المجال للمستوطنين لإقامة طقوس وصلواتهم عند الحائط الغربي للأقصى.

 

ولفت عمرو إلى أنّ تكرار مظاهر النفخ بالبوق فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة هي سياسة ممنهجة من الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض، فهو يتدرج في مخططاته بحيث يروّض الرأي العام عبر تكرار هذه الممارسات بشكل يومي حتى يمل الناس من سماعها ويعتادون على تكرارها، ليأتي بعد ذلك بتصعيد خطواته والقفز لمرحلة أكثر خطورة.

 

وشدّد الباحث على أن انتفاض الفلسطينيين في هباتهم الشعبية العظيمة هو وحده القادر على لجم مخططات الاحتلال وإفشالها، قائلاً: “التاريخ ينبئنا عن المستقبل، فعندما اشتعلت هبة القدس عام 1911 ضد باركر الذي أقدم حينها على الحفريات أسفل المسجد الأقصى كانت لأجل القدس والأقصى، وتلتها هبة البراق، ثم الثورة الفلسطينية الكبرى دفاعًا عن القدس والأقصى، وتوالت الانتفاضات والهبات حتى وصلنا إلى هبة باب الأسباط 2017 وهبة باب الرحمة 2019".

 

وأوضح أن الفلسطينيين والمقدسيين منهم على وجه الخصوص لم يفعلوا كل ذاك إلا لإيمانهم الراسخ بعقيدتهم وبواجبهم الديني والوطني في الدفاع عن مقدساتهم، فتجدهم عندما يصل الأمر إلى درجة من الخطورة لا يبقى أمامهم سوى الانفجار وهو وحده من يكون سيد الموقف، مشيرًا إلى أن الاحتلال يدرك ذلك جيدًا، ولذلك يتدرّج في مخططاته.

 

مواقف رافضة للسماح لليهود بالنفخ في البوق في مقبرة باب الرحمة

 

حذرت شخصيات مقدسية من مساعي الاحتلال تهويد السور الشرقي للمسجد الأقصى، وتخصيصه لطقوس المستوطنين وصلواتهم كما جرى في حائط البراق (الجدار الغربي للأقصى).

 

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن محكمة الاحتلال ليس لها سلطة على مقبرة باب الرحمة، وإن قرارها السماح للمستوطنين بنفخ البوق انتهاك لحرمتها.

 

وأوضح صبري أن مقبرة باب الرحمة إسلامية تضم قبور عدد من الصحابة، والعلماء والمجاهدين منذ 15 قرنًا.

 

ونبّه خطيب الأقصى إلى أن قرار السماح بنفخ البوق في مقبرة باب الرحمة، تمهيد من الاحتلال لنفخه البوق داخل الأقصى، كما جرى في قرار السماح للمستوطنين بالصلاة الصامتة ثم الصلاة العلنية.

 

وأكد رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة أن قرارات الاحتلال باطلة، ومرفوضة جملة وتفصيلاً ولن يقبل بها الفلسطينيون.

 

وقال إن المقابر لها حرمة وقدسية، وخاصة باب الرحمة التي يدفن بها المسلمون منذ 1400 عام، وبها قبور الصحابة عبادة ابن الصامت وشداد ابن أوس وشهداء وأعلام دفنوا في هذه المقبرة.

 

كذلك، دانت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس قرار سلطات الاحتلال بالسماح للمستوطنين بأداء ما أسمته "العبادات" ونفخ البوق في مقبرة باب الرحمة الملاصقة بالجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وأكدت "أنه قرار باطل، وليس للمحكمة الصلاحية فهي ليست ذات اختصاص في إصدار مثل هذه القرارات".

 

وحمّلت الهيئتان المقدسيتان، في بيان مشترك، "حكومات الاحتلال -المتعاقبة- المسؤولية الكاملة عن أي توتر في المسجد الأقصى أو في محيطه، بسبب تشجيع وحماية الجماعات المتطرفة لاقتحامات الأقصى.

 

وشدّد البيان على "أن مقابر المسلمين لها حرمتها، كما هو الحال بشأن مقابر غير المسلمين، فلا يجوز نبشها أو تجريفها أو انتهاك حرمتها".

 

وقال البيان إنّ الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة يرون خطورة قرار المحكمة فهو انتهاك لحرمة المقابر، ثم هو تمهيد لنفخ البوق في باحات الأقصى كما يطلب اليهود المتطرفون.

 

ولفت البيان إلى "أن هذا ما حصل سابقًا في قرار محكمة الاحتلال في ما يتعلق بالصلاة التلمودية الصامتة في باحات الأقصى ثم الصلاة التلمودية المعلنة ثم الانبطاح على الأرض.

 

واختتمت الهيئتان المقدسيتان بيانهما المشترك بتأكيد رفض الاقتحامات من قبل اليهود المتطرفين، سواء أكانت هذه الاقتحامات من باب المغاربة أم من أي باب من أبواب المسجد الأقصى.

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »