"القرابين النباتية" في الأقصى: الاحتلال يرسّخ التأسيس المعنوي للمعبد

تاريخ الإضافة الإثنين 17 تشرين الأول 2022 - 1:14 م    عدد الزيارات 939    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


تصاعدت في العامين الأخيرين محاولات فرض الطقوس التوراتية في الأقصى في ما بات يعرف بالتأسيس المعنوي للمعبد. فقد طوّرت "جماعات المعبد"، بدعم من المستوى الرسمي في دولة الاحتلال، من واقع الاقتحامات فلم تعد تقتصر على جولات في مسار فرضه الاحتلال، بل تعدّت ذلك إلى أداء طقوس تلمودية تتعامل مع المعبد وكأنّه مبنيّ فعلاً، وتعمل على تكريس الأقصى كمكان عبادة يهودي، وإن كانت مبانيه إسلامية.

 

وتركّز "جماعات المعبد" جهودها على الأعياد العبرية لتصعيد مساعيها لفرض الطقوس التوراتية، وإن كانت لا تتوانى عن ممارسة هذه الطقوس خارج هذه الأعياد. ومن هذه الطقوس الصلوات التلمودية، وطقس الانبطاح الملحمي، واقتحام الأقصى بلباس التوبة الأبيض، وإدخال "القرابين النباتية" إلى المسجد.

 

مستوطنون يدخلون "القرابين النباتية" إلى الأقصى مرتين في "عيد العرش العبري"

 

شهد "عيد العرش العبري" هذا العام إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى يومي 10/11 و10/16، حيث قدّم المستوطنون الطقوس المصاحبة للقربان في المنطقة الشرقية من الأقصى.

 

و"القرابين النباتية" عبارة عن أوراق صفصاف وورد آس وبرعم نخيل تجدل مع ثمرة حمضيات، وتسمى "الأصناف الأربعة"، وتقديمها هو كناية عن شكر الرب على الثمار والمحاصيل.

 

في 10/11، تمكن المستوطنون من إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى مرتين بالتزامن مع ثاني أيام "العرش"، وأدوا طقوس تقديم القربان في الساحة الشرقية للأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، ورقصوا بها على أبوابه.

 

وفي 10/16، قدّم مستوطنون القرابين النباتية في المنطقة الشرقية من الأقصى، في اليوم السابع من "العرش"، احتفالا بذكرى "هشوعنا".

 

ويمنع الاحتلال وصول المصلين أو حراس الأقصى إلى المنطقة الشرقية من المسجد في أثناء الاقتحامات، لذلك تمرّ معظم الانتهاكات فيها من دون توثيق، باستثناء ما تنشره "جماعات المعبد".

 

تقديم "القرابين النباتية" في مقبرة باب الرحمة

 

بالتزامن مع إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى يوم 10/16، استباح عشرات المستوطنين مقبرة باب الرحمة المحاذية لسور الأقصى الشرقي من الخارج، ونفخوا البوق وقدموا "القرابين النباتية" مقرونة بالصلوات.

 

 

 

 

"القدس الدولية": إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى عدوان على المسجد يستوجب الدفاع عن هويته

 

أكدت مؤسسة القدس الدولية أن إدخال القرابين النباتية للأقصى في 10/16 عدوان غير مسبوق على الأقصى ضمن إجراءات التأسيس المعنوي للمعبد المزعوم يستوجب المضي نحو مواجهة شاملة دفاعًا عن هويته، واستفراد المقتحمين بالساحة الشرقية يستوجب موقفًا أردنيًا حازمًا قبل خسارة تلك الساحة.

 

وبيّنت المؤسسة "أن هذا التطور الخطير وغير المسبوق في تاريخ المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 يأتي تتويجًا لمحاولات مستمرة هذا العام من جماعات المعبد المتطرفة والمحاكم وشرطة الاحتلال، إذ تقدمت جماعات المعبد بالتماس لمحكمة الاحتلال "العليا" لإدخال "الأدوات المقدسة" قبيل موسم الأعياد الحالي، وهربت جماعات المعبد القرابين يوم الثلاثاء 10/11، ثم علقت يوم الأربعاء 10/12 عريضة على باب المغاربة مطالبة بإدخالها باعتباره "حقًا شرعيًا"، وعاد قائد شرطة القدس ليحمل تلك القرابين بنفسه على أبواب الأقصى مساء الخميس 10/13، وصولاً إلى إدخالها بشكل علني تحت حراسة شرطة الاحتلال الأحد 10/16، في ختام أيام العرش العبري.

 

ولفتت المؤسسة إلى أن يوم الأحد 10/16 شهد إدخال "القرابين النباتية" التلمودية إلى الأقصى بشكلٍ علني وتحت حراسة شرطة الاحتلال لأول مرة في تاريخ المسجد، كما شهد استباحةً تامة لمحيط الأقصى في ختام "عيد العرش" العبري بالقرابين والصلوات ونفخ البوق في مقبرة باب الرحمة وفي أبواب القطانين والأسباط والسلسلة والحديد، علاوة على الآلاف الذين أدوا هذه الطقوس في ساحة البراق؛ في استباحة غير مسبوقة وفي موسم عدوانٍ هو الأعتى حتى الآن منذ احتلال الأقصى.

 

وأمام هذا العدوان غير المسبوق، وجّهت "القدس الدولية" رسالة للاحتلال الصهيوني، جاء فيها: هذا العدوان هو عدوان حكومتكم وأجهزتها بالأساس، ومحاولات إخراجه بتكامل الأدوار بين جماعات المعبد المتطرفة وبين محكمتكم وشرطتكم باتت مفضوحة، وإن عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، وهبات الغضب التي تثور فيها جماهير القدس، هي اللغة الوحيدة التي تفهمونها، وهي قادمة لا محالة ما دمتم تعتدون على أقدس مقدساتنا بكل هذا الانحطاط والاستهتار.

 

ووجهت المؤسسة رسالتها الثانية إلى الأردن الرسمي، جاء فيها: لقد بات المقتحمون الصهاينة يستبيحون الساحة الشرقية في المسجد الأقصى وكأنها ملك لهم في كل اقتحام، في ظل تغييب تامٍّ لحراس المسجد طوال مدة العدوان الحالي، وهذا ما يريده الاحتلال، وهي سابقة لم تحصل منذ احتلال المسجد، وإننا نتوجه إلى صناع القرار في الأردن برسالة الشقيق والحريص، بأن مشروع الاحتلال في الأقصى هو الإحلال التام، وهو خطر وجودي يستهدف الأردن والأقصى على حد سواء، وإن تراجع أداء الأوقاف الإسلامية يعمق الهوة بين الأوقاف وجماهير القدس بما يسهل استفراد الاحتلال بها، وهذا فخ إسرائيلي منصوب لتسهيل التخلص من دور الأوقاف الأردنية بأسره، وهو هدف لا يخفيه الاحتلال، فنناشدكم الله أن لا تنجروا إليه، وأن تعيدوا النظر في سياساتكم تجاه الأقصى وتجاه مسؤوليتكم التاريخية عنه.

 

وتوجهت "القدس الدولية"، في رسالتها الثالثة، إلى جماهير أمتنا في القدس وفلسطين وكل العالم العربي والإسلامي، وقالت فيها: إن التأسيس المعنوي للهيكل بالطقوس التوراتية يعني الهدم المعنوي للأقصى بمنع الحضور الإسلامي فيه وتقويض الشعائر والصلوات، وهو يزيد خطورة عن تقسيمه، ولا بد اليوم من خوض معركة جديدة لمنع تصفية هوية أقدس مقدساتنا في فلسطين، كما كانت الجولات من قبل على مدى 42 عامًا.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »