المرأة الفلسطينية في يومها الوطني: هل نجح الاحتلال في كسر ثباتها؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 تشرين الأول 2022 - 1:37 م    عدد الزيارات 974    التعليقات 0    القسم الأسرى في سجون الاحتلال ، أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


يحلّ اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، الذي يوافق 26 تشرين الأول/أكتوبر، ولا تزال المرأة الفلسطينية تكابد الاحتلال وسياساته الهادفة إلى كسر إرادة الفلسطينيين، وإرهابهم، وإخضاعهم.

 

ويشكّل الاحتلال الخطر الأكبر الذي تواجهه الفلسطينيات، مع ما له من تداعيات عليهن وعلى عائلاتهنّ. فالمرأة الفلسطينية لا تزال تدفع ثمن السياسات الاستعمارية على أرض فلسطين التي قامت منذ بداياتها على القتل والتشريد والإرهاب والسلب والنهب، والاعتداء على حقوق أصحاب الأرض وطردهم منها لإحكام السيطرة عليها و"تطهيرها" من أهلها تمهيدًا لإقامة كيان الاحتلال الذي لا يزال يمارس سياساته الإجرامية ذاتها محاولًا أن يطمس التاريخ ويشوّه الجغرافيا، ويمحو الهوية وكلّ ما يدل على فلسطينية الأرض وعروبتها.

 

وما من امرأة فلسطينية لم تعاين أثر الاحتلال وسياساته، من الاعتداء إلى الاعتقال والأسر، إلى هدم المنزل والتهجير، واعتقال أحد أفراد عائلتها أو استشهاده، وسلسلة طويلة من الاعتداءات على تفاصيل الحياة والحقوق والحرّيات، من التعليم إلى التنقّل والعبادة، والسفر وغيرها.

 

الهدم والتهجير: أن تمسي في منزل وتصبح من دون مأوى

 

يحرص الاحتلال على تجريد الفلسطينيين من كلّ عناصر الأمان، فيقتحم منازلهم من دون أدنى احترام لحرمتها، ومن دون تفريق بين ساعات الليل أو النهار. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إنّ هدم منازل الفلسطينيين جزء لا يتجزّأ من سياسة الاحتلال. وتترك هذه السياسة تداعيات كارثية على العائلات، لا سيّما على النساء اللاتي تتضاعف معاناتهنّ مع وجود أطفال يمسون في منزل ويصبحون من دون سقف.

 

ووفق ورقة معطيات صادرة عن مؤسسة القدس الدولية بعنوان "تهويد القدس في 33 نقطة"، فقد تصاعدت في السنوات الأخيرة سياسة هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وفي تقديرات لبلدية الاحتلال في القدس، فإنّ عدد المباني المعرضة للهدم نحو 20 ألف مبنى، بذريعة البناء من دون ترخيص. وبحسب معطيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هدمت سطات الاحتلال ما بين 2009/1/1 و2022/6/1 نحو 1670 منزلًا ومنشأة في القدس المحتلة، ما أدى إلى تهجير نحو 3100 فلسطيني، وتضرر نحو 8 آلاف آخرين.

 

لقراءة المزيد: تهويد القدس في 33 نقطة 

 

الاعتقال والأسر: رحلة العذاب والألم

 

اعتقل الاحتلال منذ عام 1967 قرابة 17 ألف فلسطينية، فيما يحتجز في سجونه اليوم 32 أسيرة، صدرت أحكام بحقّ 17 منهنّ، وأسيرتان في الاعتقال الإداري. ومن بين الأسيرات ست جريحات، أخطرهنّ حالة الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص المحكومة بالسجن 11 عامًا، ويرفض الاحتلال علاجها ويتعمّد بحقّها سياسة الإهمال الطبي، ما يفاقم من خطورة حالتها الصحّية. ومن بين الأسيرات أسيرة قاصر هي المقدسية نفوذ حماد من حي الشيخ جراح التي اعتقلها الاحتلال عام 2020 من مقاعد الدراسة.

 

ويستهدف الاحتلال النساء والفتيات خلال عمليات اعتقالهن واستجوابهن بالسحل والضرب، والتنكيل، والاحتجاز بالزنازين، والتعذيب بأشكاله المختلفة. كذلك تتعمّد سلطات الاحتلال حرمان الأسيرات من العلاج عبر إهمالهن طبيًا وتجاهل أمراضهن، وتحرمهنّ من زيارات ذويهن لحجج وذرائع واهية. وتبدأ رحلة العذاب من عمليات الاعتقال من المنازل وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقًا احتجازهن في السجون. وكانت سياسة تعذيب النساء إحدى أهم السياسات التي عادت إلى الواجهة عام 2019، مقارنة مع السنوات السابقة، حيث اقتربت روايتهن من رواية الأسيرات الأوائل حول مستوى أساليب التعذيب.

 

وتتمثّل أساليب التعذيب والتنكيل التي تمارسها أجهزة الاحتلال بحقّ الأسيرات بإطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهنّ للتحقيق لمدد طويلة مع اعتماد أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي تشمل الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن في فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال. علاوة على ذلك، فقد تعرضت عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب.

 

وفيما يحتجز الاحتلال أمهات فلسطينيات في سجونه، فإنّ المئات من الأسرى فقدوا أمهاتهم خلال سنوات أسرهم من دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، وكذلك تواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة وعلى مستويات مختلفة، في ظل استمرار الاحتلال باعتقال أزواجهن، ويُضاف إلى ذلك معاناة وقهر الأمّهات والزوجات اللواتي استشهد أبناؤهن وأزواجهن في السّجون.

 

وفي هذا السياق، تعيش أم الأسير المريض ناصر أبو حميد ألمًا ومعاناة في ظلّ تعنّت الاحتلال حيال ابنها المصاب بالسرطان، حيث ترفض الإفراج عنه على الرغم من تردّي وضعه الصحي. والحاجة أم يوسف المعروفة بـ "أم ناصر" من سكان مخيم الأمعري في رام الله، استشهد أحد أبنائها على يد قوات خاصة إسرائيلية، وخمسة من أبنائها أسرى، أبناؤها الخمسة أسرى، ومرّت فترات كان أبناؤها العشرة في سجون الاحتلال، وهي نفسها خاضت تجربة الأسر في سجون الاحتلال.

 

صمود وثبات في وجه الاحتلال وسياساته

 

لا يمكن إنكار تداعيات الاحتلال وسياساته على المرأة الفلسطينية؛ فعلى سبيل المثال، يشير تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه، المقدّم إلى مجلس حقوق الإنسان في حزيران/يونيو 2017، إلى العنف النفسي الشديد الذي تتعرّض له النساء الفلسطينيّات نتيجة عمليات الدهم الليلي والتفتيش التي ينفّذها الاحتلال.

 

ومع ذلك، لم تفتّ سياسات الاحتلال في عضد الفلسطينيّات، وإن كان كسر إرادتهنّ أبرز أسباب استهدافهنّ. ولعلّ الفلسطينية هدى جرار، أمّ الشهيد الفلسطيني إبراهيم النابلسي، تختصر جوانب المشهد في فلسطين: أمٌ يقتل الاحتلال ابنها فتقف شامخة، ثابتة، تطلق الزغاريد وتحمل سلاحه لتؤكّد أنّها على عهده، عهد فلسطين، فـ "إبراهيم طخّوه.. (ثمّة) 100 إبراهيم.. كلّكم أولادي.. كلكم إبراهيم".

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »