اقتحامات وطقوس توراتية وقمّة حاخامية.. ما أبرز الاعتداءات على الأقصى في تشرين الأول/أكتوبر؟
الثلاثاء 1 تشرين الثاني 2022 - 9:32 ص 1439 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق | تقرير الأقصى الشهري |
موقع مدينة القدس l شهد شهر تشرين الأول/أكتوبر المنصرم احتفال المستوطنين بعيدي "الغفران" و"العرش"، وكانت المناسبتان محطتين لتصعيد العدوان على المسجد وممارسة الطقوس التوراتية فيه وعند أبوابه، وفي مقبرة باب الرحمة المحاذية لجداره الشرقي من الخارج.
واقتحم الأقصى في تشرين الأول/أكتوبر 8174 مستوطنًا، وفق توثيق شبكة القسطل الفلسطينية، من بينهم قرابة 5000 مستوطن شاركوا في الاقتحامات على مدى أسبوع "العرش".
وفي سياق العدوان على الأوقاف ودورها في الأقصى، سلّمت سلطات الاحتلال رئيسة حارسات المسجد الأقصى زينات أبو صبيح، قرارًا بإبعادها عن المسجد وجميع مداخله.
الطقوس التوراتية في الأقصى ومحطيه برعاية رسمية
استغل المستوطنون ما يسمى بعيدي الغفران والعرش لتصعيد وتيرة ممارسة الطقوس التوراتية في الأقصى وفي محيطه، شهد "عيد العرش العبري" هذا العام إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى يومي 10/11 و10/16، حيث قدّم المستوطنون الطقوس المصاحبة للقربان في المنطقة الشرقية من الأقصى. وبالتزامن مع إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى يوم 10/16، استباح عشرات المستوطنين مقبرة باب الرحمة المحاذية لسور الأقصى الشرقي من الخارج، ونفخوا البوق وقدموا "القرابين النباتية" مقرونة بالصلوات. وتكرر نفخ البوق غير مرة، وشارك عضو "الكنيست" سمحا روتمان في نفخ البوق في المقبرة.
وكان لباس التوبة التوراتي حاضرًا في الأقصى، لا سيما في اقتحامات "الغفران"، فيما أدّى مستوطنون طقس "السجود الملحمي" في المسجد وعند باب السلسلة غير مرة على مرأى من شرطة الاحتلال.
وفي سياق متصل، أدى مستوطن الصلاة بشال (طاليت)، في محيط مصلى ومبنى باب الرحمة، على مرأى من عناصر قوات الاحتلال.
وفي دعم من المستوى الأمني للطقوس التوراتية، حمل قائد قوات الاحتلال في المسجد الأقصى قرابين نباتية، وعمّم صورته على مواقع التواصل الاجتماعي معلنًا للمستوطنين أن حمل القرابين النباتية عند أبواب الأقصى أصبح قانونيًا.
وفي سياق الدعم القانوني لأداء الطقوس التوراتية، رفضت محكمة الصلح التابعة للاحتلال طلب شرطة الاحتلال بإبعاد المستوطنين من نشطاء "جماعات المعبد" عن الحي الإسلامي بشكل عام، ومن مقبرة الرحمة الإسلامية بشكل خاص، وذلك لتكرار نفخهم بالشوفار من هناك.
وقالت صحيفة "هآرتس" إنّ قاضي المحكمة ألزم شرطة الاحتلال بدفع مصاريف المحكمة بقيمة 2000 شيكل. وهذه المرة الخامسة التي ترفض فيها المحكمة مطالب مماثلة من الشرطة لمنع تصاعد الأوضاع في القدس.
وبحسب شرطة الاحتلال، جرى اعتقال العديد من نشطاء "جماعات المعبد" خلال نفخهم البوق من المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى وخاصة من مقبرة باب الرحمة.
قمة حاخامية في الأقصى
عقدت "جماعات المعبد" في 2022/10/13، القمة الحاخامية الثانية في تاريخ المسجد الأقصى، برعاية عضو "الكنيست" المتطرف يوم توف كالفون، وبحماية معززة ومشددة من قوات الاحتلال.
وكانت القمة الحاخامية الأولى عقدت في الأقصى في 2022/4/3، في إطار التحضير لعدوان "الفصح العبري" الذي تزامن حينها مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
وشارك في القمة الحاخامية كل من الحاخام شاؤول بوخيكو حاخام مستوطنة كوخاف ياكوف شمال شرق القدس المحتلة، والحاخام شلومو ويلك رئيس مدرسة "حجر التوراة" الدينية في القدس، والحاخام يهودا شَلوش من نتانيا أحد كبار حاخامات "السنهدرين الجديد"، المؤسسة الحاخامية الأساسية لـ "جماعات المعبد"، والحاخام دورون دانينو، والحاخام ديفيد لانيكري، والحاخام رفائيل دلويا، وعدد آخر من الحاخامات، إلى جانب عضو "الكنيست" السابق عن حزب الليكود الحاخام المتطرف موشيه فيغلين.
وأدى الحاخامات وأتباعهم "صلوات" وشعائر تلمودية جماعية علنية واستعرضوا اجتماعهم بالصور في الساحة الشرقية للأقصى، التي باتت الساحة التي يستفرد بها المقتحمون ويستعرضون فيها طقوسهم وصلواتهم في كل اقتحام، في تغييب كامل للأوقاف الأردنية وحراس المسجد الأقصى.
وعبّر الحاخام يهودا شَلوش عن سعادته قائلاً: "لقد كنا بأعداد كبيرة، وأدينا صلوات الصباح والصلاة المضافة، وبركات الكهنة جماعةً وبصوتٍ عالٍ، من دون مقاطعة".
ولعب يوم توف كالفون، عضو "الكنيست" عن حزب يمينا المشارك في الائتلاف الحاكم، دور "الراعي الرسمي" لهذه القمة، فشكر شرطة الاحتلال على ما قدمته من "حماية وتسهيلات"، وأخذ صورة تذكارية أمام قبة الصخرة مع الحاخام شمشون إلباوم رئيس "اتحاد جماعات المعبد"، وتحدث إلى الصحفيين قائلاً: "محاولات أعدائنا لن تعطل ممارستنا لسيادتنا، ولحقوقنا على أرضنا" في إشارة إلى صلاة اليهود في المسجد الأقصى باعتبارها "حقًا يهوديًا" يتمسك به كالفون الذي شارك في الصلوات العلنية التي أداها المقتحمون.