ما أبرز اعتداءات الاحتلال على الأقصى في آذار/مارس المنصرم؟
السبت 1 نيسان 2023 - 2:23 م 1252 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق | تقرير الأقصى الشهري، الأقصى 2023 |
براءة درزي - موقع مدينة القدس | استمر العدوان على الأقصى في شهر آذار/مارس المنصرم الذي شهد بداية شهر رمضان في يوم 3/23. وعملت "جماعات المعبد" على استغلال "عيد المساخر" لاقتحام المسجد بلباس الكهنة التوراتي فيما تعمل على الحشد والتحضير لعدوان واسع في الأسبوع الثالث من رمضان بذريعة "عيد الفصح" العبري، وهدفها المركزي ذبح القربان الحيواني في المسجد الأقصى.
أكثر من 3500 مستوطن يقتحمون الأقصى.. وأداء صلاة "بركة الكهنة" في المسجد في "عيد المساخر"
شارك 3514 مستوطنًا في اقتحام الأقصى في آذار/مارس المنصرم، وفق توثيق شبكة القسطل الفلسطينية، ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في المسجد، وأدوا صلوات توراتية في المنطقة الشرقية من الأقصى التي فيها باب الرحمة بحماية قوات الاحتلال.
واستغلّت "جماعات المعبد" ما يسمى بـ "عيد المساخر" العبري لاقتحام الأقصى بلباس الكهنة التوراتي الأبيض باعتباره "زيًا تنكريًا"؛ وفي 3/8، أدى أتباعها صلوات "بركة الكهنة" الخاصة بـ"كهنة المعبد" في الجهة الشرقية من ساحة الأقصى كما ظهر في مقطع فيديو صورته هذه الجماعات ونشرته على صفحاتها في منصات التواصل، ولم يتمكن أيّ من حراس الأقصى من رصد هذه الطقوس التوراتية وتصويرها نتيجة إبعادهم المستمر عن كامل الجهة الشرقية للأقصى خلال الاقتحامات.
وفي إطار تعاونها الدؤوب مع "جماعات المعبد" المتطرفة لتغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، سمحت شرطة الاحتلال في 3/16 للحاخام المتطرف والقيادي في تلك الجماعات يهودا جليك باقتحام المسجد كمرشد لمجموعة من "السياح الأجانب"، ليحدثهم عن المسجد الأقصى بزعم أنّه "المعبد".
وبهذا التغيير، تكون شرطة الاحتلال قد وضعت إدخال وفد "السياح الأجانب" في عهدة "جماعات المعبد"؛ ما يمهد لتمكينها من نوع جديد من الاقتحام والعدوان عبر السياحة الصهيونية.
وكانت شرطة الاحتلال سلبت صلاحية إدخال مجموعات السياح الأجانب من الأوقاف الأردنية عام 2002 ضمن عدوانها المستمر على الأقصى وإدارته.
بن غفير يطلب من شرطة الاحتلال إبقاء الأقصى مفتوحًا للاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان
ردًا على اقتراح قيادة شرطة الاحتلال منع الاقتحامات في العشر الأواخر من شهر رمضان، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في تسجيل مسرب من محادثته مع شرطة الاحتلال سربه موقع "كيباه" المتدين: "لنتحدث الآن عن جبل المعبد، هذا جنون، هذا استسلام تام للإرهاب، علينا أن ندرس عدد الأيام، ليس بالضرورة أن تكون عشرة، أحيانًا كانت تسعة وأحيانًا سبعة".
ويأتي ذلك بعدما طلب "جماعات المعبد" رسميًا إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين في الأسبوع الثالث من رمضان لإفساح المجال لعدوان "الفصح" العبري؛ معتبرين أن رمضان الحالي سيكون "اختبارًا لبن غفير ليثبت أنه المالك الحقيقي" للأقصى.
"جماعات المعبد" تحضر لعدوان "الفصح" العبري
في الوقت الذي تراهن فيه على وجود الصهيونية الدينية في حكومة الاحتلال بما يعزز إمكانية الاستجابة لمطالبها، كثفت "جماعات المعبد" جهودها لتصعيد العدوان على الأقصى في "الفصح العبري" الذي يبدأ مساء 4/5 ويستمر إلى 5/12.
ونشرت جماعة "العودة إلى جبل المعبد" المتطرفة إعلانًا تحت عنوان "هذا العام سنفرض القربان"، أعلنت فيه عن مكافآت مالية تعويضية لكل مستوطن تعتقله شرطة الاحتلال أثناء مشاركته في قربان "الفصح".
ووفق الإعلان، يحصل من يعتقل أثناء التحضير على 500 شيكل (140 دولار)؛ ومن يعتقل داخل البلدة القديمة وهو يحمل نعجة "الفصح" فسيحصل على 1200 شيكل (330 دولار)؛ ومن يعتقل في الأقصى وهو يحمل نعجة "الفصح" فتعويضه سيكون 2500 شيكل (690 دولار)، أما من ينجح بذبح القربان داخل الأقصى فسيحصل على جائزة مالية قدرها 20,000 شيكل (5500 دولار).
ونشرت "جماعات المعبد" إعلانًا مركزيًا دعت فيه جمهورها للتجمع عند أبواب الأقصى مساء الأربعاء 4/5 الموافق 14 رمضان، عند الساعة 10:30، وطالبت أنصارها بإحضار حيوانات القربان بهدف محاولة ذبحها ليلاً في المسجد. وعنوَنت "جماعات المعبد" الإعلان أنّه "حالة طوارئ"، داعية كل أنصارها إلى المساهمة، وإلى "عدم تفويت قربان الفصح في جبل المعبد".
كذلك، نشرت جماعة "العودة إلى جبل المعبد" المتطرفة إعلانات موجهة للمقدسيين بحثًا عن مساحات لتخزين الماعز في القدس القديمة؛ تمهيدًا لتقديمها كقرابين للفصح العبري في الأقصى.
ووجه الحاخام إلياهو ويبر، رئيس "مدرسة جبل المعبد" الدينية التي تتخذ من الأقصى مقرًا لها، والحاخام يتسحاق براند، رئيس "مدرسة جبل صهيون" الدينية، رسالة من المسجد الأقصى دعوا فيها "كل يهودي لأن يستعد لتقديم قربان الفصح" خلال العيد القادم.
وتداولت "جماعات المعبد" مقطعًا مصورًا لأحد قادتها الروحيين الحاخام ناتان تسفي برين، يحرض فيه على فرض "قربان الفصح" بالقوة، ويتوعد بذلك متحديًا بقوله: "الأربعاء القادم ألف يهودي سيدخلون جبل المعبد عبر باب السلسلة، ويقدمون قربان الفصح هناك. صدقوا، هذا ما سيحدث".
الاحتلال يركب كاميرات مراقبة فوق المدرسة التنكزية.. وصورة للأقصى من دون قبة الصخرة في مكاتب داخلية الاحتلال
ضمن سياسة فرض أدوات الضبط والمراقبة في الأقصى، واستباقًا لشهر رمضان، بما يسمح للاحتلال بالسيطرة الأمنية على المسجد، عمدت سلطات الاحتلال إلى تركيب كاميرتين جديدتين على سطح المدرسة التنكزية إلى الجنوب الغربي للأقصى، وتكشف هذه الكاميرات المساحة الفاصلة ما بين باب المغاربة والمصلى القبلي، وتلك الفاصلة ما بين المصلى القبلي وصحن الصخرة، وهي المساحة التي تقتحم منها شرطة الاحتلال والمستوطنون الأقصى وفيها تقع معظم الاشتباكات.
وفي سياق آخر، تعمدت وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس إخفاء صورة قبة الصخرة من صورة التقطت لحائط البراق وضعت في مكاتب لجنة الاعتراضات القطرية التابعة لوزارة الداخلية التي يقصدها كثير من فلسطينيي شرق المدينة، حيث تم التلاعب بالصورة وإخفاء قبة الصخرة منها.
الاحتلال يمنع الاعتكاف في الأقصى
علّق مقدسيون لافتات في الأقصى في الليلة الثانية من شهر رمضان تشير إلى بدء الاعتكاف في المسجد، لكن الاحتلال أخرج المعتكفين من المسجد بالقوة ليل السبت-الأحد لإفساح المجال أمام اقتحامات المستوطنين التي تستمر من الأحد إلى الخميس.
ودعت مؤسسة القدس الدولية إلى رفض هذه الخطوة، وقالت في بيان إنّ الاستسلام لقرار الاحتلال بمنع الاعتكاف في الأقصى يعني إقرارًا بـ"حقه" في إلغاء شعيرة إسلامية رغَّب الإسلام كثيرًا في إقامتها في المسجد، وسكوتًا على اعتداء فادح على الإسلام نفسه، والمسجد الأقصى، وضيوف الرحمن في المسجد، وقبولًا بمخطط إفراغ المسجد الأقصى قبيل الاقتحامات.
ولفتت إلى أنّ دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مطالبة بتوفير كل التسهيلات للمعتكفين، والتصدي لمحاولات الاحتلال للتدخل في إدارة شؤون المسجد الأقصى، وتقرير من يدخل إليه ومن لا يدخل، ومتى يكون الاعتكاف ومتى لا يكون، ودعت المؤسسة دائرة الأوقاف الإسلامية إلى توضيح موقفها من الكلام الموثق المنشور الذي جاء على لسان أحد موظفيها، وهو يطلب من المعتكفات المرابطات الخروج من الأقصى، وعدم إلقاء أنفسهنَّ إلى التهلكة حسب كلامه. وطالبت دائرة الأوقاف الإسلامية بوقف أي تنسيق مع الاحتلال إن وجد، وبالانسجام مع نبض المقدسيين والفلسطينيين الذين يخوضون معركة مفتوحة مع الاحتلال وجنوده ومستوطنيه في أحياء ومدن الضفة الغربية التي تتألق كتائبها ومجموعاتها في المقاومة دفاعًا عن حقوق شعبنا، ومقدساته، وأرضه، وثوابته.
ودعت المؤسسة الفلسطينيين القادرين على الوصول إلى الأقصى إلى تكثيف الاعتكاف والرباط فيه، وإلى مواجهة مخطط "جماعات المعبد" لتنفيذ اقتحامات كثيفة في "الفصح" العبري في الأسبوع الثالث من رمضان، وإلى اجتراح الوسائل المبدعة التي لجأ إليها المرابطون في الأقصى في العامين الماضيين دفاعًا عن المسجد، وتصديًا للمستوطنين المقتحمين. كما دعت إلى إسناد المعتكفين والمرابطين بكلّ الوسائل الممكنة.