السواحرة الشرقية.. بلدة فلسطينية يعزلها الجدار خارج القدس والاحتلال يفاقم معاناتها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 تموز 2023 - 1:05 م    عدد الزيارات 471    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، استيطان

        


إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس المحتلة على بعد 3 كم، تقع بلدة السواحرة الشرقية، وكغيرها من البلدات والأحياء المقدسية تتعرض لهجمة إسرائيلية لا تتوقف، مما يفاقم معاناة أهلها، ويُضيق الخناق عليهم، في خطوة تُمهد لفصلها عن محيطها الفلسطيني.

 

وتعتبر السّواحرة الشّرقية جزءًا من منطقة عرب السّواحرة، والتي تشمل بلدة جبل المكبر، والسّواحرة الغربية والشّيخ سعد.

 

وقبل احتلال مدينة القدس عام 1967، كان يبلغ عدد سكانها نحو 4208 فلسطينيًا ينحدرون من 12 قبيلة بدوية مختلفة، تم تهجير ما يقارب 490 نسمة خلال حرب 67، وانتقل أغلبهم للعيش في الأردن، بينما يصل عددهم اليوم إلى ما يقارب 8 آلاف، يحمل نحو 3500 منهم بطاقات "الهوية الإسرائيلية".

 

وصادرت سلطات الاحتلال ما مساحته ألف دونم من أراضيها لإقامة مستوطنة "كيدار" شرقي البلدة، والتي يقطنها اليوم 960 مستوطنًا، بالإضافة إلى مستوطنة "كاليا" الواقعة على امتداد أراضيها قرب البحر الميت، ويقطنها 300 مستوطن، ناهيك عن مصادرة 1986 دونمًا لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية.

 

ويمتد جدار الفصل العنصري بطول 4 كم على أراضيها ما بين جدار قائم غربي البلدة يعزلها خارج القدس، وجدار مخطط له شرقًا، يُصادر 637 دونمًا من أراضيها ضمن المنطقة التي سيعزلها الجدار، وتشمل جزءًا من المنطقة العمرانية بالبلدة والأراضي الزراعية والمراعي والمناطق المفتوحة والمستوطنات.

 

وأدت سياسات الاحتلال المتمثلة بتقسيم منطقة عرب السواحرة إلى أحياء متعددة وفصلها بجدار الفصل العنصري، إضافة إلى مصادرة الأراضي، إلى تهديد المصدر الأساسي لدخل سكانها، وهو الأرض.

 

هذا الوضع دفع بالعديد من أهالي البلدة إلى تغيير كبير في أنماط حياتهم، فتركوا الزراعة ورعي المواشي، واضطروا للبحث عن عمل في قطاعات أخرى لإعالة أسرهم، إلا أن فرص العمل الأخرى قليلة، خاصة مع عزل مدينة القدس بواسطة الجدار والحاجز العسكري القريب.

 

ولم تتوقف معاناة الأهالي، بل شرع مستوطنون قبل عدة أيام، وبتشجيع من وزير الاستيطان في وزارة الجيش الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ببناء بؤرة استيطانية جديدة في محيط المدخل الرئيس لبرية السواحرة.

 

والأسبوع الماضي، هدمت سلطات الاحتلال تسعة مساكن ومنشآت زراعية وخزانات مياه تعود للبدو الذين يقطنون في بادية السواحرة، دون سابق إنذار.

 

استهداف متعمد

 

رئيس بلدية السواحرة الشرقية عيسى جعفر يقول إن سلطات الاحتلال تتعمد استهداف البلدة وأهلها، من خلال عمليات الهدم، ومصادرة الأراضي، والتوسع الاستيطاني على أراضيها، بعدما جرى مصادرة مساحة كبيرة منها، لأجل إقامة المستوطنات.

 

ويوضح جعفر أن مستوطنين شرعوا قبل أيام بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة تسمى "سطح الغزالة" عند المدخل الرئيس للبلدة، تقدر مساحتها بنحو 250 دونمًا، حيث وضعوا منصات للمسرح وألعاب أطفال، وما تزال أعمال البناء مستمرة.

 

ويضيف أن أراضي برية السواحرة، والتي هي امتداد لبادية القدس الممتدة من بلدة السواحرة حتى البحر الميت، والبالغ مساحتها 70 ألف دونم جميعها مهددة بالمصادرة لصالح التوسع الاستيطاني.

 

ويهدف الاحتلال من إقامة البؤرة الجديدة، إلى ربط مستوطنتي "كيدار" و"بوعز" المقامتين على أراضي أبو ديس والسواحرة شرقي القدس ببعضها البعض.

 

ويبين جعفر أن الاحتلال يسعى، عبر الاستيطان والهدم، إلى تهجير الأهالي، والاستيلاء على أراضيهم، وفصل بلدية السواحرة عن محيطها، ومنع أي تواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، والقضاء على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلًا.

 

معاناة متفاقمة

 

ويعاني أهالي السّواحرة الشّرقية من نقص حاد في البنى التحتية، ومن الاكتظاظ السّكاني، في ظل تعنت سلطات الاحتلال في مسألة منح تراخيص البناء، واستمرارها في مصادرة الأراضي، ومنع البناء فيها أو زراعتها بالأشجار.

 

ويشير جعفر إلى أن البلدة بحاجة ماسة لتأهيل بنيتها التحتية، وصيانة شبكة المياه، وأيضًا تعبيد الطريق الرئيس للبلدة، وتسهيل حركة تنقل المواطنين.

 

ولم تقتصر المعاناة على ذلك، بل تسبب الجدار بعزل البلدة وأهلها عن مركز مدينة القدس والأحياء المجاورة، وحدّ من التطور العمرانيّ والطبيعيّ للمواطنين، كما أثر على خطط التّطوير والبنية التّحتيّة، وأدى لإضعاف اقتصاد البلدة الذي كان يعتمد على أسواق القدس، وتقليل فرض العمل.

 

وتُقيد سلطات الاحتلال حركة الأهالي عبر حاجز عسكري مقام على مدخل البلدة يمنع تنقلهم بين القرى، ويسمح فقط بمرور الفلسطينيين القاطنين في السواحرة الغربية وجبل المكبر، وأهالي السّواحرة الشّرقية ممن يحملون التصاريح فقط، مما ترك آثارًا سلبية على حياتهم، وشكل عائقًا أمام حصولهم على الخدمات الصّحية والتّعليمية.

 

ويطالب رئيس بلدية السواحرة الشرقية مؤسسات حقوق الإنسان، والجهات الفلسطينية والدولية كافة بضرورة التدخل العاجل لوقف اعتداءات الاحتلال على المقدسيين، وهدم البيوت، وعمليات التوسع الاستيطاني في البلدة.

 

 

وكالة الصحافة الفلسطينية - صفا 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »