تقرير عين على الأقصى الـ17 يرصد تقدّم الاحتلال في سياسة الإحلال الديني في الأقصى وتصليبًا في جبهة الصمود والمقاومة

تاريخ الإضافة الخميس 24 آب 2023 - 1:38 م    عدد الزيارات 1366    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيقالكلمات المتعلقة عين على الأقصى

        


أصدرت مؤسسة القدس الدولية، في 2022/8/21، تقريرها السنوي عين على الأقصى السابع عشر الذي يرصد تطورات الاعتداء على الأقصى والمواقف العربية والإسلامية والدولية ما بين 2022/8/1 و2023/8/1.

 

ويتوزّع التقرير على أربعة فصول تتناول تطور فكرة الوجود اليهودي في الأقصى، والمشاريع التهويدية في المسجد ومحيطه، وتحقيق الوجود اليهودي فيه، إضافة إلى ردود الفعل على التطورات في المسجد.

 

للاطلاع على الملخص التنفيذي وتحميله: عين على الأقصى الـ17: الملخص التنفيذي 

 

تعزيز الأهداف المرحلية لـ "جماعات المعبد" في ظل حكومة "الصهيونية الدينية"

 

بلورت "الصهيونية الدينية" ثلاثة أهداف مرحلية خلال استهدافها للأقصى هي التقسيم الزمان، والتقسيم المكاني، والتأسيس المعنوي للمعبد، في ظل صعوبة تحقيق هدفها الرئيس وهو الإحلال الديني في الأقصى بتحويله إلى معبد يهودي بكامل مساحته.

 

ويبيّن التقرير أنّه مع تشكل حكومة نتنياهو الحالية السادسة، التي يمكن القول بحق إنها حكومة تقودها "الصهيونية الدينية"، باتت "جماعات المعبد" تحظى بأكبر نفوذ سياسي في تاريخها: 24% من "الكنيست"، و40% من حجم الائتلاف الحاكم، و50% من حقائب الحكومة.

 

وهكذا، جددت "جماعات المعبد" تطلعها للعمل على الجبهات الثلاث، وقدمت في كانون الثاني/يناير 2023 رسالة مطالب إلى إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي في هذه الحكومة مع استلام مهامه، وهو العضو المباشر في تلك المنظمات ومستشارها القانوني على مدى سنوات، وقد شكلت هذه الرسالة في التطبيق الأساس النظري لسلوكه تجاه الأقصى وحوت عشرة مطالب أبرزها زيادة ساعات الاقتحام وإتاحته من جميع الأبواب، ورفع عدد المقتحمين في الفوج الواحد والسماح لهم بالمكوث الطويل من دون مرافقة شرطة الاحتلال وهذ ما يعني العودة إلى مطالب التقسيم الزماني التام، وطلبت تأسيس مدرسة دينية داخل الأقصى وتخصيص مساحة منه لليهود على مدار العام في تجديد لمحاولات التقسيم المكاني، وطلبت تغيير قواعد تعامل شرطة الاحتلال مع الصلوات وإدخال جميع الأدوات الدينية إلى المسجد الأقصى، في إطار التأسيس المعنوي للمعبد.

 

ثلاث دوائر تتوزّع عليها مشاريع تهويد الأقصى

 

يشير التقرير إلى أنّ الاحتلال يوزّع مشاريع تهويد الأقصى على ثلاث دوائر، انطلقت في كلّ منها ماكينة التهويد على مدار العام المنصرم، على صورة حفريات، وأنفاق، ومبانٍ، وجسورٍ، ومصادراتٍ، وتزويرٍ، وتجريف، وقطارات؛ وهذه الدوائر هي:

 

  • الدائرة الأولى الصغرى: هي المسجد الأقصى بكل مكوناته وملحقاته.
  • الدائرة الثانية: هي محيط المسجد الأقصى المحاذي له، والبلدة القديمة التي يقع فيها المسجد.
  • الدائرة الثالثة: هي حزام الأحياء المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة من الجهات المختلفة.

 

ومن أبرز هذه المشاريع الجسر المعلق للربط بين الجهة الجنوبية لوادي الربابة، والجهة الشمالية لجبل صهيون جنوب غرب سور القدس، وقد أعلن الاحتلال افتتاحه رسميًا في تموز/يوليو 2023، ويهدف هذه الجسر وأمثاله من المشاريع التهويدية لغسل أدمغة الزوار والسياح، وتجاوز الحضور العربي والإسلامي في القدس، وتشويه الفضاء العمراني للقدس، وإغراق المدينة ومحيط المسجد الأقصى بأعداد كبيرة من المستوطنين والسياح، وتحويل أهالي الأحياء المستهدفة بالمشاريع التهويدية إلى أقلية محاصرة بلا أواصر تواصل جغرافي، ومستهدفة بالتضييق، والإزعاج، والتفتيش وغير ذلك من إجراءات تهدف إلى دفعهم إلى الهروب من هذا الواقع وترك بيوتهم وأراضيهم للمستوطنين والمنظمات الاستيطانية.

 

وعلى مستوى الحفريات، رصد التقرير حفر نفقين في عام 2023 أحدهما يمتد من منطقة مجمع عين سلوان التاريخي جنوب الأقصى باتجاه باب المغاربة وساحة البراق، والآخر ما زال العمل به مستمرًا يبدأ من منطقة عين العذراء جنوب شرق المسجد باتجاه القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد. إضافة إلى استمرار الحفريات في ما يسمى "مدينة داود" و"تلة أوفل" جنوب الأقصى.

 

التماهي الرسمي مع طروحات "جماعات المعبد"

 

بلغ عدد اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى في مدة الرصد الممتدة من 1/8/2022 حتى 1/8/2023، نحو 58533 مقتحمًا، من المستوطنين والطلاب اليهود وعناصر الاحتلال الأمنية، بزيادة حوالي 7800 مقتحم مقارنة بالتقرير السابق.

 

 

ولفت التقرير إلى تماهي الشخصيات السياسية الإسرائيلية مع أطروحات "منظمات المعبد" وخاصة تلك المتعلقة باقتحام المسجد الأقصى، وقد بلغ عدد الاقتحامات السياسية للأقصى في مدة الرصد 16 اقتحامًا، مقابل 3 اقتحامات في التقرير السابق.

 

علاوة على ذلك، رسخت الاقتحامات الأمنية للمسجد عددًا من الأدوار بالغة الخطورة، شملت توفير الحماية للمستوطنين لدى أدائهم الطقوس اليهوديّة العلنية، وإفراغ الأقصى من المرابطين والمعتكفين قبيل الأعياد اليهودية، والاستهداف المتكرر لساحات الأقصى الشرقية ومصلى باب الرحمة على وجه الخصوص.

 

استهداف الدور الأردني في الأقصى

 

تستهدف سلطات الاحتلال حراس الأقصى ومسؤولي دائرة الأوقاف الإسلاميّة على حدّ سواء، ورصد التقرير استهدافًا متكررًا لنائب المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات، ففي 11/9/2022، أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بإبعاده عن الأقصى مدة 6 أشهر. وفي 3/7/2023 سلم "قائد الجبهة الداخلية" لجيش الاحتلال الشيخ بكيرات، قرارًا بتنفيذ إبعاده خارج القدس المحتلة 6 أشهر قابلة للتمديد. وفي 12/7/2023 اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ من منزله، وأجبرته على تنفيذ قرار الإبعاد.

 

كذلك، صعّدت شرطة الاحتلال حربها على إعمار المسجد الأقصى، فبعد منع المشاريع الجديدة في 2010 بناء على توصية تقرير المراقب العام لدى الاحتلال، ووقفِ أعمال الصيانة وملاحقة مهندسي لجنة الإعمار إن قاموا بها بدءًا من 2017، أبلغت شرطة الاحتلال موظفي لجنة الإعمار بوقف عملهم تمامًا في 2023/7/2، ومنعهم حتى من الالتحاق بمشاغلهم التي يصنّعون فيها النوافذ الجصية والزجاجية ومختلف متطلبات الإعمار، وهذا ما يعني محاولة تقويض البنية التحتية للإعمار، ضمن سياسة متدرجة تهدف إلى تقويض مهمة الإعمار بوصفها إحدى المهمات المركزية للأوقاف الأردنية.

 

وبلغ عدد المبعدين عن المسجد الأقصى نحو 696 مبعدًا، وشملت قرارات الإبعاد مصلين وموظفين في دائرة الأوقاف وشخصيات مقدسية، وشهد شهر نيسان/أبريل 2023 أعلى عددٍ للمبعدين فقد بلغ نحو 463 مبعدًا.

 

تموضع المقاومة والجماهير الفلسطينية في قلب معركة القدس في مقابل موقف رسمي متهالك

 

لفت التقرير إلى أنّ المقاومة والجماهير الفلسطينية تابعت تموضعها في قلب معركة القدس، فقد دعت فصائل المقاومة الجماهير الفلسطينية إلى الاحتشاد الدائم في الأقصى والقدس للتصدي لاعتداءات الاحتلال. وواجه الفلسطينيون عدوان الاحتلال ومخططاته عبر جملة من المبادرات من بينها "قناديل الرحمة" لإعمار مصلى باب الرحمة، إضافة على إشعال عشرات نقاط المواجهة في وجه قوات الاحتلال، فيما اكتفت السلطة الفلسطينية بشجب عدوان الاحتلال على الأقصى غير مرة، من دون ترجمة مواقفها إلى وقفٍ حقيقي للتنسيق الأمني، وإجراءات ضاغطة على الاحتلال.

 

ولم يجد التقرير أيّ جديد في الموقف الرسمي العربي والإسلامي، سوى ترسيخ التطبيع مع الاحتلال وعقد لقاءات مشبوهة في العقبة وشرم الشيخ، مع رافق هذه الاجتماعات من دلالات كونها جاءت عشية التصعيد المرتقب في شهرِ رمضان والأعياد العبرية، ما يعني أنّ بعض الأنظمة والحكومات ماضٍ في تنبي رواية الاحتلال، وتوفير غطاء له، وخدمات لمنعِ استنزافِ أمنه.

 

التوصيات

 

في التوصيات، دعا التقرير السلطة الفلسطينية إلى وقف أيّ رهانات على الإدارة الأمريكية الحالية أو أيّ منَ الأطر الدولية، وتنفيذ قرارات قطعِ العلاقات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمنيّ، وتقديم كلّ الدعمِ للمقاومينَ والمرابطين.

 

ودعا قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية إلى تعزيز العمل المقاوم في الضفة والقدس، من بوابة الدفاعِ عن القدس والأقصى، ومضاعفة التفاعل مع الأحداث في الأقصى.

 

وحثّ الجماهير الفلسطينية على ضرورة رفعِ أعداد المرابطين في الأقصى، والتنبه لما يحاك ضدّ المنطقة الجنوبية الغربية من الأقصى من حفرياتٍ ومحاولات للسيطرة عليها، والرباط في المنطقِ الشرقية في الأقصى.

 

وأوصى الأردن بالردّ بحزم على اعتداءات الاحتلال على الأقصى، والدفاع عن الحصرية الإسلامية في إدارته، وإنهاء كلِّ مظاهر التطبيع مع الاحتلال؛ والتصدي لاستمرارِ منع أعمال الصيانة عن مرافق المسجد، واستمرار حفريات الاحتلال التي تهدد بنيان الأقصى.

 

ودعا التقرير المستوى الشعبي العربيّ والإسلامي إلى بناء سيرورة دائمة من التفاعل مع الأقصى وقضاياه، إضافة إلى ضرورة تعزيز دور الأحزاب والمؤسسات والعلماء والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين والسياسيين والشباب والنساء.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »