استمرارًا للعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وبالتوازي مع المجازر التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزَّل، أعلنَت "منظمات المعبد" المتطرفة عن تنظيم مظاهرة كبيرة أمام المسجد الأقصى، ثم اقتحام المسجد، وذلك لمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي، وللمطالبة بإلغاء الأوقاف الإسلامية في القدس، ونسف دورها الحصري في إدارة شؤون المسجد الأقصى. ووصف بيان صادر عن هذه المنظمات المتطرفة دائرة الأوقاف الإسلامية بـ "النازية".

إن تصعيد "منظمات المعبد" الجديد هذا هو حلقة في سلسلة متواصلة ومتصاعدة من الاعتداءات على المسجد الأقصى، والمخططات التي تهدف إلى تهويده، وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه، وتشريع أبوابه للاقتحامات والطقوس اليهودية بلا قيود، وهو تأكيد أنَّ "منظمات المعبد" المتطرفة ماضية في اعتداءاتها واستفزازاتها التي تشكل وقودًا للمواجهات. إن أجندة هذه المنظمات باتت مكشوفة بتطرفها وإرهابها، وكثير من المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام والقوى الإسرائيلية تصفها بالمتطرفة، وحان الوقت لتجريمها، ومحاكمة قادتها، وتسليط الضوء على اعتداءاتها التي قد تجرُّ المنطقة كلها إلى مواجهات لا تتوقف.

إنَّ هذه المنظمات المتطرفة ما كانت لتجرؤ على هذا التصعيد وما سبقه من اعتداءات، لولا الدعم الرسمي الذي تحظى به من حكومة اليمين المتطرف الصهيوني بزعامة المجرم نتنياهو، وإيتمار بن غفير، وسموتريتش، وغيرهم، وهذا التصعيد يعبَّر علنًا عن توجِّه صهيوني عام في أوساط المستوطنين، و"منظمات المعبد"، والمسؤولين الرسميين السياسيين والأمنيين، وهو تنبيه واضح وخطير للقيادة الأردنية بأنَّ عدم اتخاذ المواقف والإجراءات المناسبة لصد العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، سيدفع تيار المتطرفين الصهاينة إلى مزيد من استهداف الدور الأردني في المسجد الأقصى والقدس، وصولًا إلى اجتثاثه بالكامل وطرد الأوقاف الإسلامية، وليس ذلك بغريب عن الصهاينة الذين تسكنهم فكرة الطرد والتهجير والإلغاء.

إننا أمام هذا التصعيد الصهيوني الجديد، ندعو أهلنا في القدس إلى تحدي قيود الاحتلال وكسرها، والرباط في المسجد الأقصى، والتصدي للمقتحمين، ومناصرة أهلنا وأبطالنا في قطاع غزة بكل الوسائل المتاحة.

مؤسسة القدس الدولية

بيروت، 8-12-2023