اقتحامات وأزياء تنكرية.. الأقصى وعدوان "المساخر" العبري
الإثنين 25 آذار 2024 - 4:26 م 459 0 المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق |
اقتحم الأقصى لمناسبة "عيد المساخر" العبري 330 مستوطنًا، توزعوا ما بين 102 الأحد و228 اليوم الإثنين، بحماية قوات الاحتلال التي لا تزال تفرض حصارًا على الأقصى وتقيد وصول المصلين إليه. ويضاف إلى هذين الاقتحامين مشاركة 211 مستوطنًا في اقتحام الأقصى يوم الخميس 3/21 وهو يوم الصيام التحضيري لهذا "العيد"، ويسمى "صيام إستير".
في ثاني أيام "عيد المسـ.ـاخر" .. 228 مسـ.ـتوطنًا اقتحموا #المسجد_الأقصى بحماية قوات الاحــ.ـتلال pic.twitter.com/FpF17Gdayv
— مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) March 25, 2024
وأدى المستوطنون طقوسهم في أثناء الاقتحامات، لا سيما في المنطقة الشرقية من الأقصى التي بها مصلى باب الرحمة، وذلك بحماية قوات الاحتلال التي لا تزال تمنع حراس الأقصى من الاقتراب من المقتحمين وتوثيق اعتداءاتهم.
وفيما فتشت قوات الاحتلال معظم المصليات المسقوفة الأحد، تمركز عدد من عناصر الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، عند سبيل الكأس، وأخلوا الساحة المقابلة للمصلى القبلي، وصحن قبة الصخرة، وأخرجت شرطة الاحتلال من المسجد شابين فلسطينيين كانا يجلسان على المصطبة في محيط القبلي.
واقتحم مستوطنون وأطفالهم الأقصى بأزياء تنكرية، كما ارتدى مستوطن لباس الكهنة الأبيض كزيّ تنكّري، ضمن طقوس الاحتفال بهذا "العيد".
واستبقت قوات الاحتلال اقتحامي الأحد والإثنين باقتحام الأقصى والانتشار في الأقصى بالتزامن مع صلاة التراويح، وطرد المعتكفين من المسجد لمنع وجودهم في الأقصى صبيحة الاقتحامات. وهو الأمر ذاته الذي فعلته مساء الأربعاء عندما طردت المعتكفين تمهيدًا لاقتحام الأقصى يوم الخميس.
قوات الاحتــ.ـلال تقتحم المصلى القبلي في #المسجد_الأقصى بعد صلاة التراويح لإخلائه ومنع الاعتكاف pic.twitter.com/OPitC4TPNH
— مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) March 24, 2024
وفي هذا السياق، يرى الباحث المتخصص في شؤون الأقصى زياد ابحيص أنّ الاعتكاف في الليلة السابقة لأي اقتحام هو البوابة الضرورية لإفشاله أو على الأقل للتصدي له وعدم السماح بأن يستفرد المقتحمون بالأقصى؛ ولذلك كان الاعتكاف عنوان معركة في عام 2023، ولذلك تحرص قوات الاحتلال على منعه وحصره بأيامٍ محدودة على مدار العام فيما يخوض المقدسيون والمرابطون معارك متتالية لفرضه، وهو ما يفسر حرص قوات الاحتلال على اقتحام المصلى القبلي ليل الأربعاء-الخميس لتطرد المصلين بعد التراويح وتتأكد من منع الاعتكاف قبيل اقتحام الخميس في يوم الصيام التحضيري لـ"عيد المساخر" العبري، وكررت الأمر عشية اقتحامي الأحد والإثنين لتحرص على تمرير عدوان “المسخر" من دون رد.
عيد هامشي يمهّد لعدوان "الفصح"
يأتي "عيد المساخر" في ظل انقطاع الأعياد العبرية، إذ كان آخرها مناسبة هامشية هي "عيد الأنوار" (الحانوكاه) الذي يجري الاحتفال به في شهر كانون الأول/ديسمبر بعد موسم الأعياد الطويل الذي يبدأ برأس السنة العبرية إلى "عيد العرش"، وهو "العيد" الذي انطلقت في نهايته معركة طوفان الأقصى في 2023/10/7.
ويرى الباحث ابحيص أنّ "عيد المساخر" يشكل محطة لتجديد نهج اتخاذ الأعياد التوراتية منصة للعدوان على الأقصى، إذ إنّه أول عيد توراتي يأتي بعد معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في ختام موسم الأعياد الطويل السابق.
ويقول ابحيص إنّ "جماعات المعبد" ترى في هذا "العيد" اختبارًا لإرادتها ولصبرها، ولقدرة "الصهيونية الدينية" على تجديد العمل بسياسة الإحلال الديني في الأقصى رغم ما تلقاه الاحتلال وما يزال يتلقاه من ضربات في الحرب، وهو يشكل بالتالي منصة مهمة للتحضير لعدوان "الفصح" العبري الذي سيحل بعد أسبوعين من رمضان في 2024/4/23، وقد كانت "جماعات المعبد" تنتظر بفارغ الصبر تمرير تقاطعه مع رمضان لعل فرصتها في فرض قربان الفصح فيه تصبح أفضل، فقربان الفصح في الأقصى هو عنوان مركزي في فكرها الخلاصي.