تواصل سلطات الاحتلال اعتقال السيدة زينات الجلاد (62 عاما) ومحاكمتها، في إجراء يعتبر سابقة بحق النساء المبعدات عن المسجد الأقصى، حيث رفضت المحكمة المركزية اليوم الاستئناف الذي قدمه طاقم الدفاع للإفراج عنها، وسط ترتيبات لإعداد ملف محاكمة بحقها.

وقال الخبير في الشأن المقدسي جمال عمرو، إن هذا الاعتقال يمثل انتقالا في أسلوب قمع الاحتلال للنساء في المسجد الأقصى، من الإبعاد عنه إلى الاعتقال وتوجيه لوائح اتهام، وذلك بعد أن ثبت فشل سياسة الإبعاد التي لم تمنع النساء من التواجد حول الأقصى، لكنه استبعد أن يتنازل الاحتلال عن سياسة الإبعاد، بل إنه سينتهج السياستين بحق النساء كما فعل مع الرجال قبل ذلك.

واعتبر عمرو أن هذا الإجراء يأتي نتيجة الإرباك الذي تسبب به ثبات النساء عند أعتاب الأقصى، حيث كذب ذلك المزاعم الإسرائيلية بأن رباطهن في الأقصى يأتي نتيجة رواتب يتلقينها، مضيفا، “بعد حظر الحركة الإسلامية ومصاطب العلم واصلت المرابطات ثباتهن، فوجد الاحتلال نفسه أمام سؤال كبير وهو ما الذي يدفعهن للحضور للأقصى، فعمد إلى انتهاج سياسة الاعتقال”.

وأضاف، أن الاحتلال لم يول يوما أي اعتبار لأعمار من يعتقلهم أو يعتدي عليهن، لكن اعتقال سيدة في هذا العمر يمثل أيضا سابقة في سياسته ضد المقدسيين تحديدا، موضحا، أن الاحتلال لم يستهدف عويضة لشخصها بل بسبب مكانتها لدى النساء ووقفتها المستمرة معهن عند اعتقالهن، حيث أراد الاحتلال أن يبعث برسالة لجميع النساء والفتيات أن الدور سيصلهن جميعا.

وأشار عمرو إلى الدور الهام الذي لعبه الإعلام الفلسطيني في تحريك الشارع الفلسطيني بأكمله ضد الاحتلال وجرائمه بحق المسجد الأقصى، داعيا للانتقال إلى التغطية الإعلامية وكشف جرائم الاحتلال باللغات الأخرى وعلى رأسها الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

المصدر: كيو برس