"الحدائق التوراتية".. فصل جديد من معاناة المقدسيين

تاريخ الإضافة الجمعة 8 نيسان 2016 - 7:01 م    عدد الزيارات 2345    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين

        


 غداً هو يوم مصيري حافل بالنسبة لـ "هدى" الطفلة الفلسطينية الرضيعة ذات الأشهر الأربعة، وعائلتها ومعها ما لا يقل عن 40 فلسطيني تعتزم سلطات الاحتلال الشروع بهدم منازلهم الكائنة في حي "الصوانة" شرق القدس.

تلك الطفلة التي لم تختبر بعد مهام حواسها الخمسة، يواجهها في كنف عائلتها خلال ساعات معدودة اختبار أصعب؛ فسريرها الذي اعتادت توسده بعد كل غفوة في حضن والدتها قد يصبح تحت الركام والأنقاض إذا ما أقدم الاحتلال على تنفيذ تهديده ووعيده المتكرّر بسلب منزل عائلتها وهدمه.

لم تمضِ سنة على الهدم الأول، قبل أن تعاود طواقم ما تعرف بـ "سلطة الطبيعة" وبلدية القدس الاحتلالية ووزارة الداخلية، اقتحام حي "الصوانة" وإخطار خمس عائلات فلسطينية بقرار هدم منازلها؛ في الوقت الذي تواصل فيه محاكم الاحتلال النظر في ملفات ثلاثة من تلك المنازل وقرّرت إخلاء آخرين.

"مليون شيقل بل وأكثر وضعته لأسكن أنا وعائلتي وأولادي في منزل، نعيش فيه حياة كريمة، كغيرنا من بني البشر، ولم تمض الشهور حتى باغتتني آليات الاحتلال وهدمت تعب العمر، والآن يلاحقونني على بيتي هذا المبني منذ أكثر من 18 عاماً، على أرض ملكيّتها لفلسطينيين، والمكوّن من ثلاث غرف والمرافق بحجة أنه مبني على أراضي مصنّفة كحدائق عامة، يقول عارف التوتنجي (49 عامًا).

ويضيف لـ "قدس برس"، "لقد نصبت خيمتي وأعلم أنهم سيهدمون المنزل، لكن إن هدموا هنا سأبني هناك، فالحرب ليست على البناء أو عدمه بل على الأرض، فإن استطاعوا هدم منزلي ومنزل جاري هاني طوطح ستنتهي القضية، وسيهدمون المنشآت الأخرى في الحي ذاته، وستتحول هذه الأرض الواسعة بمساحة 27 دونما لحدائق توراتية".

مخططات ليست بجديدة؛ حيث أكد قسم الرصد والأبحاث في مركز "قدسنا" للإعلام، العام الماضي، استمرار مخططات الاحتلال الاستيطانية في القدس المحتلة، من خلال رصد حدائق توراتية حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس تصل مساحاتها الإجمالية لنحو 2680 دونمًا، حيث يعد حي الصوانة أحد هذه المشاريع حيث ستقام حديقة تلمودية على مساحة 170 دونماً.

"قبل أن تبنوا حدائق، ابنوا لنا بيوتاً، ألستم أنتم من تُنادون بالمساواة؟، هدمتم منزلي الجديد، وتنوون هدم القديم، وأنا لم أفعل شيئاً يضرُّ بأمنكم، ولا أريد شيئاً سوى مأوى أسكنه أنا وعائلتي، لكنني لن أتخلّى عن الأرض، ستهدمون هذا غداً، لكني سأبني عوضاً عنه"، هذا ما قاله أبو صدام التوتنجي أمام قاضي المحكمة الذي أصدر أمر إخلاء منزله وإزالته بتاريخ 9 آذار/ مارس الماضي، قبل أن يأمر القاضي بطرده من قاعة المحكمة.

"أبو صدام" يسكن وزوجته وأولاده الـ 12 وزوجة ابنه وحفيدته في حي "الصوانة"، صدر بحق المنزل العام الماضي أمراً بالهدم، لكنّهم استطاعوا عبر الضغط الدولي والمحاكم أن يوقفوا الهدم، لكن خلال الشهر الماضي تم إصدار القرار النهائي وأُمهلوا شهراً واحداً ينتهي غداً للإخلاء.

أمهلوني شهراً للإخلاء "بس مش طالع"، وها هي الخيمة ستفتح لي ولعائلتي بابها منذ الغد، لكنّي سأحمّل الاحتلال مسؤولية أيّ ضرر يمسّ أبنائي جراء النوم في العراء، وسيكلّفهم ذلك غالياً، كما قال.

ويضيف التوتنجي أن الاحتلال يسعى إلى إقامة "حدائق توراتية" على حساب الفلسطينيين وأرضهم، موضحاً أن سلطات الاحتلال حاولت إغرائه وترهيبه بعدة طرق، قبل أن تشرع قواتها بتنفيذ اقتحامات متكررة للمنزل، في محاولة لإخضاع العائلة لقرار الهدم دون اللجوء إلى المحاكم.

ولفت إلى أن مخطط "الحدائق التوراتية" سيطال العديد من العائلات الأخرى في الحي؛ "فما أن تتم المرحلة الأولى بهدم منازلنا، سيتم إحكام السيطرة على المنطقة بالكامل"، وفق تقديره.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »