الجماهير الأردنية تستجيب لنداء نصرة القدس في مهرجان "انفض رمادك يا أقصى"
الثلاثاء 26 آب 2008 - 10:11 ص 5827 0 أرشيف الأخبار |
وقّع المشاركون في مهرجان "انفض رمادك يا أقصى"، الذي أقامته لجنة فلسطين بمجمع النقابات المهنية الأردنية، بمناسبة الذكرى الـ39 لإحراق المسجد الأقصى، على "عهد القدس" الذي أطلقته الحملة الشعبية العالمية لنصرة القدس، المنبثقة عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، كما ردّدوا قسم الدفاع عن الأقصى والقدس.
وقطع الموقّعون على الوثيقة على أنفسهم عهداً بأنْ يبقوا حملة لواء الحفاظ على القدس عربية وإسلامية، وأنْ لا يفرّطوا بذرةٍ من ترابها، وأكّدوا فيها بأنّه لا استقرار بدون القدس ورفضهم لجميع الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال فضلاً عن رفضهم لشرعية الاحتلال.
وأعرب المتحدثّون في المهرجان، من بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48، ورئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء الدكتور زهير أبو فارس، والدكتور علي الصوا والمهندس هشام النجداوي والأسير المحرر مازن ملصة، عن تفاؤلهم بقرب زوال الاحتلال، إلا أنّهم أعربوا عن مخاوفهم من أعمال الحفر والبناء التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى.
وقال صلاح في كلمةٍ مسجّلة خصيصاً للمهرجان: "إنّ الأقصى يعاني من اعتداءات يومية ويهدم تدريجياً بمعول الاحتلال، وإنّ القدس تعاني من مؤامرة تهويد الأرض والإنسان".
وشدّد على ضرورة أنْ يتمّ إحياء قضية القدس المنتصرة في قلوب المسلمين والعرب وأنّ القدس حقّ أبديّ لكلّ مسلم وعربي، مؤكّداً بأنّه حتى لو طال وقوع الأقصى في الأسر فسيأتي يومٌ من يحرره مردّداً "جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً".
من جانبه قال الدكتور أبو فارس: "يبدو أنّ الصهاينة بدؤوا بالفعل بتحديد ساعة الصفر لتدمير المسجد الأقصى، وصولاً إلى هدفهم الذين عملوا طيلة السنوات الماضية على تحقيقه وهو بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى".
وأضاف: "إنّ الحفريات الخطيرة التي تنفّذ على مدار الساعة مؤشّر حقيقيّ على النية المبيتة لدى الصهاينة"، مؤكّداً على ضرورة أنْ يتغيّر الخطاب حيال ما يجري بحيث يأخذ طابعاً جدياً ينسجم مع خطورة المرحلة، وأنّ المسجد الأقصى مهدّد بالفعل وأنّ الأمة العربية والإسلامية مسؤولة عن المسجد الأقصى، وأنّ كلّ فردٍ يتحمّل المسؤولية بصمته وعجزه عن فعل شيء.
وأكّد الدكتور أبو فارس أنّ الاحتلال يعتمد على نصوصٍ توراتية مزعومة ويغلفون مخططاتهم التوسعية العدوانية والإجرامية بطابع ديني، أمّا نحن العرب والمسلمون فلا زلنا نتحدث بدبلوماسية عن التعقل والحكمة والحلول الوسط، والتي لا تجدي نفعاً على الرغم من كلّ التنازلات التي قدمها العرب والمسلمون خلال العقود الماضية.
من جانبه قال النجداوي: "يجب أنْ ندرك تمام الإدراك أنّ جريمة حرق المسجد الأقصى وما أعلن خلال بضعة الأيام الماضية عن مخططات جاهزة ومهيأة لمنشات وجسور وأنفاق في موقع المسجد الأقصى هو استكمال لتلك الجريمة التي تحلّ ذكراها، مما يفرض علينا كعربٍ ومسلمين ومن مختلف التوجّهات والانتماءات أنْ نعزّز صفوفنا ونوحد نضالنا لتحرير وطننا المقدس والقلب منه القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة عوضاً عن عمليات التناحر وإقصاء الآخر وتهميشه في معركة من أخطر المعارك المقدسة التي تفرض على الجميع إنكار الذات من أجل الهدف الأسمى والكبير".
الدكتور الصوا أكّد من ناحيته على ضرورة إعادة القدس لإطارها الحضاري كونها أرض الأنبياء والرسل ومسرى رسول الأمة ومعراجه، مشيراً إلى أنّ المسجد الأقصى هو كلّ ما هو موجود داخل الحرم أرضاً وسماء.
وقارن الدكتور الصوا: "بين حضارة الإسلام التي تقبل الآخر والحضارات التي تلغي الآخر و التي توالت على احتلال المسجد الأقصى والتي ارتكبت الكثير من المجازر التي لا تعدّ ولا تحصى وراح ضحيتها ملايين الشهداء إلى اليوم".
ومضى يقول: "إنّ أيّ حضارة تقوم على رؤية عنصرية وبدون امتدادٍ جغرافي أو تاريخي أو بشري لن تستمرّ أو تمتد، وأنّ الدليل على ذلك أنّ الأقصى احتلّ عدة مرات وعاد ليتحرّر، ويبقى رمزاً لحضارة التوحيد على الرغم من كلّ المحاولات التي أرادت أنْ يبقى مجرد أثر تاريخي".
الأسير المحرّر ملصة تحدّث عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أنّ العالم لم يحرّكْ ساكناً حيال معاناتهم في حين أنّه يتحرك لتحرير جندي صهيونيّ كان يقصف المدنيين من على ظهر دبابة.
وأكّد أنّ تحرير الأسرى فرض كفاية وفقاً للحكم الشرعي، داعياً إلى دعم الأسرى ونشر الوعي بقضيتهم والعمل على تحريرهم.
المصدر: عمّان- المركز الفلسطيني للإعلا - الكاتب: admin