رئيس دائرة المخطوطات في المسجد الأقصى: طرح قضيّة القدس في "أنابوليس" اعترافٌ فلسطينيّ بسيادة الاحتلال على القدس

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 تشرين الثاني 2007 - 9:25 ص    عدد الزيارات 2615    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


قال الشيخ ناجح بكيرات؛ رئيس دائرة المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، إنّ طرح قضية مدينة القدس المحتلة للتفاوض خلال مؤتمر "أنابوليس" للتسوية الذي يُعقد برعاية أمريكية هو اعتراف فلسطيني بمدينة القدس كاملة وموحدة كعاصمة لدولة الاحتلال الصهيونيّ، مؤكّداً أنّ ما فعلته دولة الاحتلال الصهيونيّ في القدس خلال هذا العام يفوق ما فعلته طوال أربعين عاماً، فهي جنّدت كلّ إمكانياتها من أجل تهويد القدس.

 

وشدّد بكيرات على أنّ مؤتمر "أنابوليس" يريد إضفاء شرعية واضحة للسيادة "الإسرائيلية" ليس فقط على القدس وإنّما على كلّ فلسطين، حينما يُقَرّ بيهودية الدولة، وقال: "هناك خداع يُمارس بإتقان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أعتقد أنّ هذه الخديعة تتمثّل بالظلم المتكرر والمتواصل الواقع على كافة الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ العام 47، لأن طرح قضية الشعب الفلسطيني وبما فيها القدس المحتلة للمباحثات والمفاوضات، بعد ستين عاماً من الاحتلال هو المسمار النهائي في نعش القضية الفلسطينية".

 

وحول الانتهاكات الصهيونيّة لمدينة القدس في ظلّ صمتٍ عربيّ وإسلاميّ ودوليّ، قال الشيخ بكيرات، خلال حوارٍ مع الشبكة الإعلامية الفلسطينية أمس (27/11): "إسرائيل منذ اليوم الأول لاحتلالها القدس الشرقية في 67 عمدت إلى تغيير ملامح المدينة وتهويدها، إلا أنها في السابق كانت تمارس انتهاكاتها على خجل و بأسلوب الالتفاف ووضع المبرّرات، فكانت تستحي من الضمير العالمي، ولكنها منذ مطلع عام 2007 بدأت تجاهر بضم القدس وتعمل على تهويد القدس ليل نهار"، وعزا ذلك إلى الصمت المهيب من قِبَل الدول العربية و الإسلامية والضمير الدولي والعالمي تجاه كلّ ما يجري في هذه المدينة المقدسة.

 

وأشار الشيخ بكيرات إلى أنّ "الهرولة العربيّة" إلى مؤتمر انابوبيس ما كان يتوقّعها أحد، ويدلّ ذلك على الضعف وعدم وجود رؤية مستقبلية في السياسية العربية وعدم وجود توازن عربي ولا رؤية عربية، وعدم اهتمام بقضية المسجد الأقصى القدس، مضيفاً: "نحن نرى كل يوم المسجد الأقصى يُحفَر ما تحت أساساته والمدينة تُهوّد والسكان يُطردون والناس يُهجّرون، ونرى العرب تصرخ بالقدس كأغنية دون أنْ يحرّكوا ساكناً، والقدس تُحوّل يوماً بعد يومٍ إلى ما نشاهده".

 

وحول مقترحات الكيان الصهيونيّ لحلّ قضيّة القدس عبر ضمّ السكّان إلى الأردن ويكون ما وراء جدار العزل عاصمةً لسلطة فلسطينيّة، قال بكيرات: "نحن لا نملك شتاتاً جديداً، فنحن نسير في قافلة الشتات منذ عام 47، وليس شتاتاً شخصيّاً و إنّما شتاتٌ فيمن يملك المرجعية في القدس، شتات في السيادة والشخصية، فبعض المقدسيّين يحملون جوازات سفر إسرائيلية و آخرون أردنية والبعض جوازات فلسطينية والبعض لا يحمل أي وثائق يرابط في المدينة على أمل أنْ يُعطى أيّ شيء ليبقى مواطناً مقدسياً، و متى ينتهي هذا الشتات الله فقط يعلم"، مشيراً إلى أنّ المسجد الأقصى إلى الآن تحت السيادة الأردنية وباتفاق منذ عام 67، ولكن السيادة الأمنية والقرار والأبواب والجو والمخارج هي تحت السيادة الصهيونيّة.

 

وأكّد الشيخ بكيرات أنّ "أنابوليس" ستعطي الشرعيّة لسيادة الاحتلال الصهيونيّ على القدس، ويسعى إلى تشتيت المقدسيّين بين السيادة الأردنيّة والسيادة الصهيونيّة، كما سيؤدّي إلى إخراج الفلسطينيّين من ضواحي القدس وبالتالي طمس الهويّة العربيّة والإسلاميّة للقدس.

 

وحول مواجهة هذه المخاطر المحدقة بالمدينة المقدّسة جرّاء "أنابوليس"، قال: "علينا أنْ نفهم أنّ ما سيُنتَج عن هذا المؤتمر غير ملزم لنا وسنبقى مقدسيين وإنْ نُفينا، كما علينا التشبث بالمكان وعدم الهرولة وراء الحلول و والعمل على مواجهتها بحملة ثابتة"، مؤكّداً أنّ الوحدة الوطنيّة ضرورة ملحّة لمواجهة هذه المخاطر. وحذّر الدول العربيّة من أنّ ما ذاقه الشعب الفلسطيني من كأس المرارة والاحتلال ستذوقه بقية الشعوب العربية إذا لم يرتدعوا عن إرضاء الكيان الغاصب الذي جاء لكسر شوكتهم، داعيهم إلى أنْ يقفوا مالياً ومعنوياً مع إخوانهم في القدس.

 

كما وجّه رسالةً إلى جميع الدول الإسلامية أنّ عليها أنْ تفهم أنّ هذا المسجد الأقصى الذي يُنتهك في كلّ يوم من قِبَل اعدئنا هو شقيق المساجد الثلاثة، وأنّها ستُسأل جماهيرياً وتاريخياً عن هذا اليوم الذي تقف فيه صامتة، إزاء ذبح القدس.

 

وأشار الشيخ بكيرات إلى أنّ اليهود يعترضون على "أنابوليس" لأنّهم لا يريدون الجلوس مع العرب، وهم يقومون بمسيرات مندّدة، "فخلال الأسبوع الماضي فتحت موجات مفتوحة خلال الإذاعة والتلفزيون الصهيونيّيْن لدعوة اليهود للمرابطة في المسجد الأقصى والقيام بمسيرات حول أبواب القدس والمسجد الأقصى، وكأنهّم يقولون "نحن لن نسمح بالتفريط بمدينتنا".

 

وحول المؤتمرات التي تُعقد من أجل القدس، والتي كان آخرها ملتقى القدس الدوليّ بإسطنبول، قال بكيرات: "المؤتمرات بمجملها لن تحلّ قضية القدس، ولكنها عندما تكون مؤتمرات لا تشوّش على القضية ولا تؤرّخ لبيعها والتنازل عنها، فتلك مؤتمرات توعية، وهذا ما كان من مؤتمر إسطنبول، فهو مؤتمرٌ توعويّ تعبويّ جماهيريّ أراد للقدس أنْ تعود قدساً عالمية وأنْ تعود إنسانيتها، فقد احتوى أفكاراً جيّدة وخطاباً جيّداً وقويّاً، ولكنْ أعتقد أنّ هذا الخطاب يحتاج إلى واقعٍ لتطبيقه، وهذا الواقع مفقود لأنّ منْ يملكه هو القوى العسكرية الدولية، فالشرطيّ الأمريكي هو الذي يحدّد قبول الخطاب أو عدم قبوله، فكون أمريكا لم تقبلْ بخطاب إسطنبول فهي ستمضي في تطبيق ما ينتج في مؤتمر أنابوليس، وستتجاهل كلّ الجماهير والخطابات والتوصيات التي خرج بها مؤتمر إسطنبول وغيره من المؤتمرات".


المصدر: متابعات- موقع مدينة القدس: - الكاتب: admin

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »