بميزانية تُقدّر بـ100 مليون شيكل:
الاحتلال يستبق جولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينيّة بإعلان استمرار الاستيطان في القدس
الأحد 23 كانون الأول 2007 - 4:14 م 2649 0 أرشيف الأخبار |
أعلنت وزارة البناء في حكومة الاحتلال الصهيونيّ، اليوم الأحد (23/12)، عن نيتها بناء نحو (740) وحدة استيطانيّة جديدة العام المقبل في مدينة القدس المحتلة، مشيرةً إلى أنّ ميزانية الوزارة لعام 2008 تشمل بناء هذه المساكن الجديدة.
وأشارت إلى أنّ المنازل الجديدة تضمّ (500) وحده سكنية تُقام في جبل أبو غنيم "هار حوما"، و(240) في مستوطنة "معاليه أدوميم" قرب مدينة القدس المحتلة. وألقى موضوع الاستيطان الصهيونيّ بظلاله على المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الصهيونيّ، والذي أثّر بشكلٍ سلبي على سيرها وفشل جميع اللقاءات التي عُقِدت بين الجانبين.
وكان الجانبان اتّفقا عقب مؤتمر أنابوليس على تفعيل المحادثات الثنائية، حيث عقدت جلسة واحدة جاءت في ظلّ إعلان دولة الاحتلال عن بناء (3007) وحدات سكنية في مستوطنة "هارحوما" على جبل أبو غنيم في القدس المحتلة ما خيّم على المباحثات أجواء تشاؤمية.
وافتتحت الجولة الأولى من المحادثات بين الجانبين بعد أنابوليس وسط خلافٍ حادّ بعد أنْ طالبت السلطة الفلسطينية الكيان الصهيونيّ بالتخلي عن خطط بناء نحو (300) وحدة استيطانيّة جديدة في جبل أبو غنيم في مدينة القدس وهو ما رفضته دولة الاحتلال.
يأتي ذلك قبل يومٍ واحد من انطلاق جولة جديدة من المفاوضات والتي ستبدأ غداً الإثنين بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال والتي ستبحث موضوع "تجميد الاستيطان". وتدعو خطة "خارطة الطريق" التي جرى التوصّل إليها عام 2003 الكيان الصهيونيّ بوقف كلّ أنشطته الاستيطانية، بما في ذلك ما تصفه بالنمو الطبيعي.
وكانت السلطة الفلسطينية عبّرت عن موقفها من الإعلان الصهيونيّ ببناء تلك الوحدات ووصفته بـ"اللغم" في طريق المفاوضات الثنائية خاصة وأنّ الجانب الفلسطيني يصرّ على تجميد الاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية كأحد التزامات خارطة الطريق.
وكانت الفصائل الفلسطينية أجمعت على مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف مفاوضاتها "العبثية" مع دولة الاحتلال في ظلّ تصعيد عدوانها العسكري من جهة ومواصلة سياسية الاستيطان في القدس خاصة والضفة الغربية عامة من جهة أخرى.
وقد قرّرت الحكومة الصهيونية تخصيص نحو مائة مليون شيكل، من ميزانيتها للسنة المقبلة (2008)، لبناء المئات من الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، لا سيما منطقة جبل أبو غنيم (هارحوما) المطلة على المسجد الأقصى المبارك.
ويُستدلّ من ميزانية وزارة ما يسمّى بـ"الإسكان" الصهيونية أنّها تعتزم بناء 750 وحدة استيطانية في مستوطنتي "هارحوما" (جبل أبو غنيم) و"معاليه أدوميم" في القدس الشرقية خلال سنة 2008، مع العلم أنّ هذا العدد لا يشمل المبادرات الفردية ومخططات الجمعيات الاستيطانية ويتركّز في مخطط وزارة "الإسكان" فقط.
هذه المعطيات جاءت في ميزانية الوزارة لسنة 2008 حيث خصّصت الوزارة ميزانية قدرها 100 مليون شيكل لبناء 500 وحدة استيطانية في مستعمرة "هارحوما" الواقعة على جبل أبو غنيم و240 وحدة سكنية في مستوطنة "معليه أدوميم"، وكلتاهما بُنِيتا على أراض تابعة للقدس الشرقية المحتلة عام 1967.
وتأكيداً على هذا المشروع؛ قال وزير ما يسمّى بـ"شؤون القدس" في الحكومة الصهيونية رافي إيتان، معقباً على خطط البناء في المستوطنات على الرغم من تعهّد الحكومة الصهيونية بتجميد الاستيطان: "لم تقرّر الحكومة بتاتاً تجميد البناء في القدس"، مشيراً إلى أنّ منطقة "هارحوما" (جبل أبو غنيم) هي جزءٌ لا يتجزّأ من القدس. وأضاف: "لم نمنحْ أيّ تعهّدٍ لأي جهة بأنّنا لنْ نواصل البناء في "هارحوما"، لأنها تقع في منطقة نفوذ بلدية القدس، وبأي تسوية مستقبلية ستكون معاليه أدوميم جزءاً لا يتجزأ من القدس"، على حد تعبيره.
وقال أيضاً: "مشكلة الفلسطينيين ليست البناء في "هارحوما" و"معاليه أدوميم"، بل في عدم وجود أجهزة سلطة مستقرة لديهم". وكشف إيتان النقاب عن أنّ بحوزة الحكومة الصهيونية "رسالة من الرئيس بوش تحتوي على ضمان بأنّ التجمعات الاستيطانية الكبيرة ستبقى بيد إسرائيل".
المصدر: وكالات: - الكاتب: admin