شارك الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلاميّة في الداخل الفلسطينيّ المحتلّ عام 1948، والوفد المرافق له، مساء أمس الخميس (31/1)، في الإفطار الجماعي الذي ينظّمه رواد المسجد الرابع في مدينة "كيب تاون" بجنوب أفريقيا كلّ يوم خميس تحت عنوان "الصيام حتى التحرير"، وهو برنامج صيامٍ أسبوعي يشارك فيه المئات من الرجال والنساء والأطفال اعتاد رواد المسجد تنظيمه تحت هذا العنوان منذ اغتالت قوات الاحتلال الصهيونيّ الشيخ الإمام أحمد ياسين، وقد حوّل المنظّمون احتفال يوم أمس إلى مهرجانٍ احتفائيّ بقدوم الشيخ رائد والوفد المرافق له تحت عنوان "الأقصى في خطر".

الشيخ إبراهيم جبرائيل، إمام المسجد ورئيس هيئة علماء جنوب أفريقيا، قال في كلمة الافتتاح: "إنّ هذا الصيام بادرنا إليه بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين وسنستمر به حتى تحرير فلسطين من الاحتلال". وأضاف: "نقول للشيخ رائد صلاح ووفده المرافق نحن نحبّكم بالله ونتضامن مع القضية الفلسطينية، بل إنّنا نقدّم الكثير من الجهود والنشاطات لنصرتها ولنصرة المسجد الأقصى والقدس الشريف ربما، على خلاف بقية العالم الإسلاميّ، ربما الحكومات الأخرى لا تعطي لشعوبها الفسحة نفسحا التي نتمتع بها نحن".

إحسان هندركس، رئيس مجلس القضاء الإسلامي، استعرض في مستهلّ كلمته المحاولات المتكرّرة لتنظيم زيارة الشيخ رائد للبلاد والتي بدأت منذ عشر سنوات ولكنّها في كلّ مرة كانت تُلغى لأسباب قاهرة. وعبّر عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التي خرجت إلى النور أخيراً معتبراً إياها زيارة تاريخية، وقال: "نحن هنا في رأس الرجاء الصالح (الاسم العربي لكيب تاون) إلى القدس الشريف نعلنها واضحة أنّنا نقف صفاً واحداً ونقول (إننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون) ونردد سوياً بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

وأضاف هندركس موجهاً حديثه للشيخ رائد: "إنّ زيارتك لرأس الرجاء الصالح تعتبر زيارة تاريخية ونسال الله أنْ نصلّي سوياً في المسجد الأقصى المبارك وهو حر طليق من قيود الاحتلال، وبودّي أنْ أقولها واضحة للشيخ رائد إنّ رسالتك ورسالة الحركة الإسلامية التي ترأسها هي رسالة واضحة هنا ونحن نحمل الرسالة".

الشيخ رائد صلاح بدوره قال في كلمته: "ننقل لكم تحية أهلنا في الداخل الفلسطيني وفي قطاع غزة وفي القدس الشريف والضفة ونقول لكم إنّه على الرغم من الأذى الذي يلحقه الاحتلال بأهلنا هناك لكنّنا على يقينٍ أنّ نصر الله قريب ونودّ أنْ نؤكّد لكم أنّنا سعيدون بأنْ نلقاكم في هذا المسجد وسنكون أكثر سعادةً عندما نلقاكم ونستقبلكم في المسجد الأقصى المبارك ونتحدّث إليكم من هناك".

وأضاف الشيخ: "كلما تعرّفنا على أهلنا في جنوب أفريقيا أكثر كلما تيقنّا أنّ المسجد الأقصى له ناسه وأهله وأنّه سيكون بخيرٍ، فأنتم أيها الأهل في جنوب أفريقيا من أحيى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا"، فأنتم الذين ما تزالون تشدّون الرحال إلى المساجد الثلاثة وتقطعون المسافات الطويلة لإحياء هذه السنة".

وعن استجابة مسلمي جنوب أفريقيا لرسالة مهرجان الأقصى في خطر، قال الشيخ: "أيها الإخوة، كنّا نسأل أنفسنا هل وصلت رسالة الأقصى في خطر إلى أقطار العالم الإسلامي أم لا فكان الجواب الأول والصريح الذي تلقّيْناه من مشاركتكم بوفدٍ دائم في المهرجان وتلبيتكم لمشرروع صندوق طفل الأقصى ولمشروع مسلمات من أجل الأقصى فكنتم أوّل من افتتح فروعاً لهذه المؤسسات خارج الداخل الفلسطيني، والله نسأل أنْ يهيّئ لهذه الأمة ولأقصاها طفلاً من جنوب أفريقيا كما هيّأ لها سابقاً صلاح الدين الأيوبي وهو كردي الأصل".

وفي ختام المهرجان الذي تُوِّج بإفطار بإفطار جماعي للصائمين قال الشيخ إحسان هندركس: "نحن لسنا مسلمين بالصدفة، إنّنا مسلمون لأنّنا نؤمن بالله حقاً ونحب الإسلام صدقاً".