داهمت سلطات الاحتلال منذ ساعات فجر أمس الإثنين (25/2)، حتى ساعات ما بعد العصر، بلدة قطنة وقرية بدو شمال غرب مدينة القدس المحتلة، وفرضت حظراً شاملاً للتجول وقيّدت حركة الفلسطينيّين في تلك المنطقة لتشنّ أوسع حملة اعتقالات. واندلعت مواجهاتٌ بين أهالي القريتين وجنود الاحتلال وأصيب العشرات من الفلسطينيّين باختناق الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي.

وأفاد شهود عيان بأنّ أكثر من عشرين فلسطينيّاً خاصةً في صفوف الشبان والنشطاء من معظم الفصائل جرى اعتقالهم. وفي حين رفض الناطق باسم جيش الاحتلال الإدلاء عن سبب الاعتقال. وقال مواطنين إنّ جنود الاحتلال قاموا بتفتيشٍ مذلّ لمنازل الأهالي والاعتداء على عليهم أثناء اعتقال أبنائهم.

وأضاف مصدر إعلاميّ فلسطينيّ أنّ  دوافع هذه الحملة كانت الردّ على مسيرةً جماهيريّة حاشدة لسكان قرى شمال غرب القدس نهاية الأسبوع الماضي احتجاجاً على عزل منطقتهم التي تضمّ أكثر من أربع عشر قرية يقطنها أكثر من 60 ألف نسمة.

وأشارت إلى أنّ الاحتجاج الجماهيري آنذاك كان ضدّ إغلاق طريقٍ رئيسيّ يربط هذه القرى بمدينتيْ رام الله والقدس المحتلة وإرغام الفلسطينيّين في هذه القرى على سلوكهم طريقاً وعراً يخترق بلدة بيت حنينا القديمة وصولاً إلى مدينة رام الله.

وقال المصدر: "قد يكون لهذا النشاط الجماهيري الاحتجاجيّ علاقة بحملة الاعتقالات التي تمّت اليوم و قد تطال نشطاء آخرين من قرى أخرى كانوا شاركوا في هذه المسيرات".

يُشار إلى أنّ هناك نشاطاً استيطانيّاً مستمراً في مجمل مدينة القدس وفي محيطها وهناك أعمال بناءٍ تتمّ على مدار الساعة، وأعمال توسّعٍ لمستوطناتٍ يهودية قائمة سواءً في "معاليه أدوميم" إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة وفي مستوطنة "بازار" إضافةً إلى أعمال توسّع بمستوطنات  "بسجات زئيف" و"النبي يعقوب". وذكرت مصادر للاحتلال  أنّ حكومة دولة الاحتلال صادقت على تخصيص مبالغ بمئات ملايين الشواكل لإنجاز البنية التحتية لهذه المشاريع الاستيطانية.