الجبهة الإسلامية المسيحية: شارع الطوق يمزّق الأحياء المقدسيّة ويحول دون قيام عاصمة فلسطينية في القدس
الثلاثاء 25 آذار 2008 - 8:30 ص 2489 0 أرشيف الأخبار |
بيّن الدكتور حسن خاطر، الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، أنّ سلطات الاحتلال تعمل بصورةٍ متواصلة ودون انقطاع وبعيداً عن الأضواء والإعلام على استكمال مشروع شارع الطوق الذي يُعَدّ من أخطر المشاريع ومن أكثرها خدمةً للاستيطان والمستوطنات في القدس ومحيطها، وفي المقابل من أكثرها خطورةً على القرى والمدن الفلسطينية الممتدة بين بيت لحم ورام الله حيث سيمزّق هذا المشروع معظم هذه التجمّعات ويفصلها عن بعضها البعض.
وأوضح الدكتور خاطر أنّ هذا الشارع يتكوّن من قسميْن رئيسيّيْن: شارع شرقي وغربي مع ثلاثة امتدادات، شارع القطار في الجنوب، وطريق رقم 9 في الوسط، وطريق رقم 20 في الشمال. وسيخترق طريق رقم 20 الذي يجري العمل فيه حالياً منطقة بيت حنينا بالقرب من مدرسة راهبات الوردية ويستمرّ نحو الشرق في المنطقة بين مستوطنة "بيسغات زئيف" وحزما حيث يتّصل بشارع الطوق الشرقي والطريق الالتفافي الاستيطاني الجديد حول عناتا والزعيم.
وقال الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية إنّ معظم الأجزاء الرئيسة لهذا المشروع المتشعّب قد اكتملت، باستثناء القسم الشرقي الذي شرعت سلطات الاحتلال مؤخّراً في العمل على إكماله، وهو يمتدّ من الأحياء الفلسطينية الزعيم، الطور، رأس العمود، العيزرية، أبو ديس، السواحرة الغربية، القنبر، الشيخ سعد، وصولاً إلى صور باهر، ويبلغ طول هذا الجزء 11.5 كيلومتراً، ولأنّه يخترق العديد من الأحياء الفلسطينية المكتظة بالسكان، سوف يتطلّب إنشاؤه حفر ثلاثة أنفاق وبناء خمسة جسور، حيث ستكون الأنفاق والجسور هي شرايين الحياة الوحيدة التي ستربط هذه الاحياء والمدن العربية ببعضها البعض.
وبيّن الدكتور حسن خاطر أنّه من أجل إتمام هذا المشروع الضخم، أعلن قبل أيام عن قرار احتلاليّ بمصادرة أكثر من 1250 دونماً من الأرض الفلسطينية ذات الملكية الخاصة، إضافةً إلى تهديد العشرات من المنازل العربية بالهدم، وقال إنّ الجزء الشرقي من شارع الطوق سيسمح للمستوطنين من "معاليه أدوميم" والمستوطنات الأخرى المجاورة بالعبور إلى القدس الغربية بصورةٍ أكثر سهولة من نواحي الشرق والشمال والجنوب، وهذا سيجلب المزيد من المستوطنين للعيش في هذه المستوطنات.
وقال: "إنّ الهدف الأساس من هذا المشروع هو تأسيس البنية التحتية التي ستمكّن سلطات الاحتلال من تسمين الاستيطان والمستوطنات في القدس، فعلى سبيل المثال ستستفيد منطقتان استيطانيتان كبيرتان من شارع الطوق الشرقي: مستوطنات "غيفعون" الواقعة شمال غرب القدس، ومستوطنات "بنيامين" الواقعة شمال شرق القدس، كما سيتمّ ربط هاتين المنطقتين الاستيطانيتين ببعضهما، وبمستوطنة "بيسغات زئيف"، عبر طريق رقم 20 التي يتم بناؤها حالياً وتخترق حي بيت حنينا. وسوف يربط طريق عناتا الالتفافي هذه المناطق الاستيطانية بمنطقة "أدوميم" الاستيطانية. نتيجة لذلك، ستربط شبكة الطرق الجديدة هذه المناطق الاستيطانية ببعضها وبالقدس الغربية، بينما تعمل على فصل وتفتيت الأحياء الفلسطينية والتواصل الحضري للقدس المحتلة، مما يجعل نشوء عاصمة فلسطينية في المدينة أمراً مستحيلاً".
وأكّد الدكتور حسن خاطر أنّ سلطات الاحتلال باستمرارها في تنفيذ هذا المشروع تؤكّد مرة أخرى أنّها لا تضمر أيّة نوايا للسلام، وأنها بمشاريعها الاستيطانية المتواصلة تفسد كلّ الفرص المتاحة للسلام وتطفيء الأمل في نفوس الفلسطينيين وتحبط كلّ الأطراف المشاركة في العملية السياسية، وهي تؤكّد للجميع يوماً بعد يوم أنها لا تريد أن ترى أبعد من مصالحها الشخصية ولا تكترث بغير حساباتها الخاصة.
المصدر: القدس المحتلة- وكالات: - الكاتب: admin