حفريات الاحتلال تسبّب تفتّت حجارةٍ ترميميّة من حائط البراق
الأربعاء 23 نيسان 2008 - 1:27 م 2483 0 أرشيف الأخبار |
بدأت حجارةٌ أضيفت قبل فترة قصيرة نسبياً إلى حائط البراق (المبكى عند اليهود) في التفتّت، وتحتاج لدعمها من أجل حماية الزوّار والسائحين الذين يقدّر عددهم بستة ملايين سنوياً. وحذّرت مؤسسات إسلامية مراراً من أنّ حفريات الاحتلال المتواصلة تحت المسجد الأقصى ستلحق أضراراً جمة في بنية ثالث الحرمين الشريفين. ولا تزال الحجارة الأصلية للحائط، والتي تعود إلى نحو ألفي عام، صامدة في وجه الزمن، بينما بدأت تتفتت الحجارة الصغيرة التي وضعت في أعلى الجدار في مطلع القرن التاسع عشر، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية بثته يوم الإثنين 21/4/2008.
وقال الحاخام اليهوديّ شموئيل رابينوفيتش، المشرف على الحائط: "إنّ الحجارة الباقية من الحائط في حالة جيدة عموماً، لكن المشكلة في الحجارة التي أضيفت في ظل الانتداب البريطاني (1917 و1948)، والتي بدأت تتفتت، ويتعين علينا أنْ نعيد تثبيتها" حسب قوله.
وأضاف الحاخام أنّه ينبغي مبدئياً البدء في أعمال التصليح بعد عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الاحتفال به اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، على أنْ يتواصل العمل خلال الصيف.
ويخشى أنْ تثير أعمال إصلاح الحائط نقاشاً حاداً بين رجال الدين اليهود، حيث يعترض البعض على إزاحة أو إبدال أيّ حجرٍ من حجارة الحائط أو إصلاحه، وفق تفسيرهم للتعاليم اليهودية.
وكان الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (السفارديم) شلومو عمار قد أصدر في الماضي فتوى تشترط أنْ تُجرى أعمال الإصلاح فقط "بأيدي يهود طهّروا أنفسهم من خلال الاغتسال في ضوء النهار وفق شعائر دينية" على حدّ تعبيره.
أعمال الترميم:
وستشارك هيئة الآثار التابعة لدولة الاحتلال في أعمال الترميم، وقد تنصب شبكة أمنية عند الحاجة، وفق أحد المسؤولين بالهيئة؛ رعنان كيسلف. وقال كيسلف: "إنّ الهيئة تتابع الجدار باستمرار لتحديد حجم الضرر والتصرّف بما تمليه الحاجة"، مضيفاً: "نفحص الحائط عدة مرات في السنة، ووقعت منه في الماضي بضعة أحجار صغيرة".
ويعتبر حائط البراق معلماً سياحيّاً رئيسيّاً عند المستوطنين، حيث يزوره ستة ملايين يهوديّ سنوياً، ويزعم اليهود أنّ الحائط هو الجدار الوحيد المتبقّي من الهيكل الثاني الذي بناه حاكم مقاطعة فلسطين الرومانية هيرودس لليهود، ودمّر لاحقًا على يد الرومان.
الحفريات والأقصى:
وحائط البراق هو الحائط الذي يحدّ المسجد الأقصى من الجهة الغربية، أيْ يشكّل قسماً من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتدّ بين باب المغاربة جنوباً، والمدرسة التنكزية شمالاً، وطوله نحو 50 متراً، وارتفاعه يقل عن 20 متراً.
وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت حارة المغاربة بعد أيامٍ من احتلال القسم الشرقي من القدس في يونيو 1967؛ لتوسيع الساحة أمام الحائط، وطيلة 40 عامًا لم تتوقف حفريات الاحتلال تحت المسجد الأقصى.
وقبل نحو عامٍ ثار الرأي العام العربي والإسلامي جراء الحفريات التي تمهّد لبناء جسرٍ يفضي من ساحة البراق إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة؛ خشية انهيار ثالث الحرمين. وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، وقع انهيار في جزء من الساحة الغربية للمسجد قرب باب السلسلة، وهو أحد أبواب المسجد المبارك.
وحدث ذلك بعد أيامٍ من الكشف عن نفقٍ جديدٍ ملاصق للسور الغربي للمسجد شرعت سلطات الاحتلال في حفره بطول 200 متر؛ مما يشكّل خطراً كبيراً على المسجد، ويهدّد بانهيار عشرات البيوت في البلدة القديمة، بحسب مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية.
المصدر: تقرير خبريّ- موقع إسلام أون لا - الكاتب: admin