أعرب عن خطورة الوضع
الشيخ التميمي: القدس تتعرّض لحركة استيطانية محمومة تستهدف هويتها العربية ومقدساتها وأهلها
السبت 26 نيسان 2008 - 9:56 ص 2389 0 أرشيف الأخبار |
أدان الدكتور الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، إعلان بلدية الاحتلال في القدس مصادقتها على إقامة 400 وحدة استيطانية في منطقة قلنديا على أراضي مطار القدس-قلنديا.
وقال الدكتور التميمي في بيانٍ صحافيّ، إنّ هذه الخطوات الجديدة تهدف إلى سلخ مدينة القدس بالكامل عن محيطها الفلسطيني وتكريس الاحتلال فيها، مضيفاً أنّ هذا الإجراء الاستيطاني يندرج تحت مخطط سياسة تهويد القدس المباركة والتطهير العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال لطرد الفلسطينيين المقدسيين من مدينتهم، وإحلال المستوطنين مكانهم.
وشدّد الشيخ التميمي على أنّ المدينة المقدسة تعيش واقعاً أمنياً واقتصادياً واجتماعياً صعباً للغاية نتيجة الحملة الاستيطانية المحمومة وبشكلٍ متسارع فيها، واستمرار بناء جدار الفصل العنصري واعتداءات المستوطنين، ما يهدّد هويتها العربية والإسلامية، مستذكراً الاعتداء الآثم الذي وقع مؤخّراً في مدرسة دار الأيتام في حي الثوري بالقدس، والذي أدّى إلى إصابة العشرات من طلبة ومعلمي المدرسة.
وبيّن أنّ اعتداءات الاحتلال المتواصلة على مدينة القدس هي مخالفة واضحة وصريحة لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن مدينة القدس، وتحدٍّ للمواثيق والمعاهدات الدولية ولاتفاقيات جنيف وبالأخصّ ما يتعلّق بالأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري.
ودعا التميمي هيئة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى التحرّك قبل فوات الأوان والقيام بمسؤولياتهم المفروضة عليهم تجاه مدينة القدس ومقدساتها، والتحرّك الفوري والسريع لإنقاذها من التهويد، وتقديم الدعم لأهلها لمرابطتهم فيها وتعزيزاً لصمودهم على أرضها.
ومن الجدير ذكره، أنّ هذا المخطط الاستيطاني الخطير سيفصل قرية رفات عن قلنديا ويحاذي الشارع الاستيطاني 443 بشكلٍ كامل الذي يربط القدس بتل أبيب.
هذا، وقد وصف التميميّ الوضع في القدس المحتلة بأنّه خطيرٌ جداً، محذّراً من مغبة الاستخفاف بحملة الاستيطان اليهودية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في مدينة القدس المحتلة. وقال: "إنّ المدينة تضيع من بين أيدينا"، ودعا إلى وضع قضية الاستيطان على رأس أولويات أي مفاوضات والاشتراط بوقفها وإزالة كافة المظاهر الاستيطانية قبل الشروع بأي مفاوضات حقيقية.
وأضاف مُعقباً على قرارات حكومة الاحتلال ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس: "إننا أصبحنا لا نستطيع ملاحقة كلّ مخططات الاستيطان المتسارعة، والتي تصادق عليها سلطات الاحتلال"، لافتاً إلى أنّ هناك، في كلّ يوم مخططات جديدة، وإقراراً لمخططات جديدة لتعزيز المستوطنات القديمة وأخرى لإنشاء مستوطنات جديدة، فضلاً عن قرارات المصادرة للأراضي وهدم البيوت وفرض الضرائب وغيرها من ممارسات تعسفية للتضييق على المواطنين ودفعهم إلى الهجرة.
ولفت إلى قرار المصادقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في منطقة مطار قلنديا شمال القدس، فضلاً عن مئات الوحدات المشابهة في راس العامود وجبل المكبر وفي معظم أنحاء المدينة المقدسة.
وأضاف الشيخ التميمي أنّ هناك حملة محمومة ومتسارعة لحسم نتيجة أي مفاوضات حول القدس من خلال فرض أمرٍ واقع على الأرض، "حتى إذا دخلنا بمفاوضات لا نجد أيّ شيء في القدس نتفاوض عليه بعد حسم المسألة إسرائيلياً" حسب تعبيره.
وأوضح أنّ سلطات الاحتلال تسعى ضمن إستراتيجية تهويد المدينة وتفريغها من سكانها الفلسطينيين، إلى إخراج أهالي المدينة المقدسة من الذين يسكنون خارج جدار الضم والتوسع العنصري، وبدأت بإصدار بطاقات هوية جديدة لأبناء القدس وفق شروط تعجيزية الهدف منها تقليل عدد أبناء القدس الذين يسكنون داخل الحدود المصطنعة لبلدية الاحتلال فيها، وتسعى لتحويلهم إلى أقلية لا تذكر في القدس، ولذلك فهي تقوم الآن بحملة استيطانية محمومة بعدما نجحت في احتلال الأرض ومصادرتها من أصحابها الشرعيين.
المصدر: القدس المحتلة- وكالات: - الكاتب: admin