تحت شعار "ستون عاماً.. وتبقى فلسطين موعدنا"؛ أقامت جمعية عيد الخيرية في العاصمة القطرية الدوحة ليلة الجمعة (6/6) مهرجان "القدس تنادينا" الثاني، إحياءً لستينية النكبة، اشتمل على مشاركات خطابية وفقرات فنية.

دعم قطري

وقد استهلّ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، الشيخ محمد بن عيد آل ثاني، المهرجان بكلمةٍ دعا فيها "الضمائر الحية في بقاع الأرض أنْ يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه هذه الأزمة وألا يدّخروا جهداً في رفع الحصار عن غزة الأبية".

وشدّد على أنّ استذكار النكبة "تعبير عن دعم الشعب الفلسطيني الذي سلبت منه أرضه"، مشيراً إلى أنّ هذا الدعم "نابع من الموقف القطري المساند للقضية والشعب الفلسطينيين".

عهد مع الأقصى

ووجّه الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، ورئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، عدة رسائل إلى الأمّتيْن العربية والإسلامية وإلى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والشتات، حثّهم فيها على ضرورة اليقظة الشديدة إزاء ما يحيط بالقدس والأقصى المبارك من مؤامرات مستمرة، حتى يزول ليل الاحتلال.

وقال في كلمةٍ ألهبت مشاعر الحضور: "إنّ الأمة لن تُهزَم لأنها تحمل نفوساً أبية، ولأنّ عهداً وثيقاً يربطها بأولى القبلتين وثالث الحرمين"، مشيراً إلى أنّ "العهد الذي يربطنا بالقدس أنّنا أمة نحبّ الحياة، لكنّنا إذا خيّرنا بينها وبين التنازل عن الأقصى فإنّنا سنفضل أنْ نُقتَل ولن نتردّد في أنْ نقول مرحباً بالشهادة في رحاب الأقصى ورحاب القدس الشريف".

وشدّد الشيخ صلاح على أنّ الأمة بخيريّتها القائمة لن تسمح لاستغاثات الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة أنْ تذهب في مهبّ الريح، داعياً أهالي القطاع للاطمئنان إلى أنّ الحصار لن يطول بإذن الله.

مشروع صهيونيّ إلى زوال

وبشّر بأنّ المشروع الصهيوني إلى زوال، مستدلاً على ذلك بقوله "الوقت الذي يتزاحم فيه اليهود على الهجرة من إسرائيل، يصرّ الفلسطينيون على العودة إلى أراضيهم ومقدساتهم المحتلة" ويظلّ هذا حلمهم الأجمل.

وحثّ الشيخ صلاح، في ختام كلمته، محمود عباس وإسماعيل هنية، إلى مباشرة فتح حوارٍ فلسطيني داخلي، بناءً على الدعوة التي أطلقها عباس يوم الأربعاء الفائت (4/6).

وقال: "استبشرنا خيراً بدعوة الرئيس محمود عباس إلى الحوار الوطني الفلسطيني وبترحيب الرئيس إسماعيل هنية بهذه الدعوة، ونتمنّى أنْ يترجموا أمانينا لأنّ الشعب الفلسطيني بوحدته سيقتلع المستوطنات من الضفة الغربية كما اقتلعها من قطاع غزة، وسيقتلع الاحتلال من القدس والأقصى".

مصطلح يعجز الاحتلال عن إزالته

ورأى ماجد الزير مدير مركز "العودة" ببريطانيا، ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، في تشبّث الفلسطينيين بحق العودة رغم مرور ستين عامة على النكبة "دليلاً على قوة هذا الحق، وعلامة مهمة على الانتصار، وهزيمة الاحتلال"، وقال مستشهداً على ذلك في كلمته بالمهرجان، "إنّ الاحتلال برغم احتفاله بما يسمّيه ستين عاماً على إنشائه، فإنّه يستجدي الأمم المتحدة، ويطالبها، بإلغاء مصطلح النكبة من إصداراتها ومداولاتها، بل إنّه عاجز على شطب مفردة النكبة من القاموسين السياسي والإعلامي، الذي تستخدم مفرداته في وسائل الإعلام العالمية، ويريد أنْ يسنّ قانوناً يمنع بموجبه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 من إحياء ذكرى النكبة".

مخزون القوة

وأكّد أنّ الاستراتيجيّين في الغرب يحللون "بشيءٍ من الانبهار والإعجاب" صمود سكان غزة في وجه الحصار، مشيراً إلى أنّ لهذا الشعب الفلسطيني الصامد "عقيدة تذكّره بأنّ أرضه مغتصبة، وهي عقيدة لا يؤمن بها وحده، بل يؤمن بها معه مليار ونصف مليار مسلم".

وحثّ مدير مركز "العودة" الأمة على المستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية، إلى تفعيل مخزون القوة الذي تمتلكه في محاضنها، سواء في المجالات العقدية، أو السياسية أو القانونية، لمواجهة المشروع الصهيوني.

ودعا الزير مصر إلى فتح الحدود أمام سكان غزة لكسر الحصار، مضيفاً أنّ "لديها من الحكمة ما يكفي كي لا تكون مِعوَلاً لهدم الصمود الفلسطيني".

أناشيد

وقُدّمت في المهرجان باقة من الأناشيد التي تغنت بالأقصى والمقدسات، وبصمود الشعب الفلسطيني في غزة، قدّمت من قِبَل المنشد يحيى حوى، ومسرحية استذكرت آلام النكبة والشتات، وفتحت باب التفاؤل للأجيال الراهنة والمستقبلية باستعادة الأرض المغتصبة.