كشفت مصادر صحافية اليوم الإثنين (16/6)، أنّ ما يسمّى بـ"اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية" في القدس المحتلة صادقت على مخطط لبناء نحو 40 ألف وحدة سكنية في القدس بينها شقق سكنية.

وادّعت اللجنة أنّ بلدية الاحتلال في القدس ستسمح للسكان الفلسطينيين في أحياء الطور والعيساوية وشعفاط بشراء هذه الشقق، في حين أنّ بعضها الآخر ستقيمه البلدية لمستوطنين يهود في مستوطنات مقامة على اراضي القدس مثل مستوطنتيْ "غيلو" و"راموت".

واعتبر رئيس بلدية الاحتلال في القدس، أوري لوبوليانسكي، أنّ إقامة المستوطنات في القدس ليس استيطاناً، وزعم أنّ "القدس ليست بمثابة مستوطنة، وأنّ البناء في جميع أنحاء العاصمة سيستمرّ من أجل تشجيع الأزواج الشابة على السكن فيها" على حدّ تعبيره.

وأشار الناطق بلسان بلدية الاحتلال إلى أنّ البلدية كانت أقرّت الخطة في وقتٍ سابق من هذا العام، ومن ثمّ قامت وزارة الداخلية في حكومة أولمرت ولجنة التخطيط والبناء بالمصادقة عليها، منوّهاً إلى أنّ الخطة طويلة المدى وسيجري تطبيقها على مدى 10 سنوات.

عمليات تهويد خطيرة ومبرمجة:

من جهته، قال الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إنّ مدينة القدس المحتلة تخضع لعمليات تهويدٍ متواصلة ومُبرمجة، الأمر الذي يستدعي توحيد الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية للتصدي لهذه المخططات الخطيرة.

وأضاف أنّ عمليات بناء الوحدات الاستيطانية اليهودية متواصلة ومستمرة رغم ما تدّعيه سلطات الاحتلال بسعيها إلى السلام. وأوضح بأنّ الهدف البعيد لسلطات الاحتلال من خلال تنفيذ مخططاتها التهويدية هو فرض أمرٍ واقع وجديد في محاولةٍ لإرغام أبناء شعبنا على الاستسلام، وقال: "الحق لن يضيع ولن يتراجع أمام هذه المخططات العدوانية، وأنّ ما تقوم به سلطات الاحتلال في مدينة القدس غير قانونيّ وغير شرعي ولا نُقِرّه ولا نعترف به، وأنّ الاحتلال لا يكسب الشرعية من خلال هذه الإجراءات، ولن يضيعَ الحق الفلسطيني مع تقادم الزمن".

وشدّد الشيخ صيري على أنّ كل ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس باطلٌ وغير معترف به وأنّ الحق لا بد أن يعود إلى أصحابه. وأوضح أنّ الانقسام الفلسطيني يخدم الاحتلال ولا يخدم أيّ طرفٍ فلسطيني، مطالباً القيادات الفلسطينية المختلفة إلى التوحّد من أجل الوقوف صفاً واحداً أمام المخطط الرهيب في مدينة القدس، كما دعا العالمين العربي والإسلامي إلى الصحوة من الغفلة والالتفات إلى مدينة القدس وما تتعرض له من مخططات تهويدية كاملة.

وأهاب الشيخ بالدول العربية والإسلامية إلى "مضاعفة جهودها لمعالجة حالة الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين وإنهاء الخلافات بينهم وتوحيد مواقفهم ورصّ صفوفهم حتى يتمكّنوا من مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف يشعبنا المرابط".

وأضاف أنّ سلطات الاحتلال استغلت الصراع الفلسطيني الداخلي في تنفيذ المشاريع الاستيطانية داخل الأراضي الفلسطينية، واستكمال بناء جدار الضم والتوسع العنصري حول مدينة القدس المحتلة ومضاعفة الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك بهدف السيطرة عليه، كما فرضت حصاراً شديداً على أبناء قطاع غزة وعزَلتهم عن العالم الخارجي، فضلاً عن تواصل اعتداءات الاحتلال وبشكلٍ يومي على المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.