الشيخ الخطيب: الاحتلال فرض سيادته الكاملة فوق المسجد الأقصى وأسفله

تاريخ الإضافة الإثنين 30 حزيران 2008 - 11:52 ص    عدد الزيارات 2428    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


 

حذّر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 ، الشيخ كمال الخطيب، من تسارعٍ ملحوظٍ في المخطّطات الاحتلاليّة التي تستهدف تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتي يتمّ الكشف يومياً عن المزيد منها، مشدّداً على أنّ كشف هذه المخططات لا يعدّ أمراً مستهجناً أو مفاجأة.

 

وأضاف الشيخ الخطيب، أنّ من يقول، وخاصةً من الطرف الفلسطيني المفاوض، إنّه متفاجئ من هذه السياسة الاحتلاليّة التي تستهدف مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، "إنما يجهل السياسة الإسرائيلية التي من أهمّ أهدافها، الحفاظ على القدس عاصمة إسرائيل الموحدة".

 

وأكّد في تصريحٍ لـ "قدس برس"، أنّ ما يخرج من أخبارٍ وما يرشَح من معلومات، عن مخططات التهويد التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى، "يمثل في حقيقته جوهر السياسة الإسرائيلية التي تعمل في وتيرة متصاعدة لتثبيت هذه السياسة والتأكيد على المشروع التهويدي لمدينة القدس".

 

وقال: "إنّ ما يقلقني هو الجهل الفلسطيني بحقيقة ما يجري في القدس، والجهل الذي يعتمد على تفاجئ المسؤولين الفلسطينيين عند الإعلان عن كل حملة لبناء وحدات استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة ومحيطها".

 

ولفت الشيخ الخطيب الانتباه إلى أنّه ومنذ مؤتمر أنابوليس الذي عُقِد في أواخر تشرين ثاني (نوفمبر) من العام الماضي، قامت سلطات الاحتلال ببناء ما يقرب من 9 آلاف وحدة سكنية داخل وفي محيط القدس الشريف، مما يؤكّد أنّ الصهاينة، عندما يجلسون على طاولة المحادثات، يكونون بوجه، وفي الوقت نفسه يمارسون وجهاً آخر من الاحتلال والاستهزاء بالطرف الفلسطيني.

 

وأضاف أنّ غالبية هذه الوحدات تمّ بناؤها في حي رأس العامود، وفي حي سلوان الذي لا يبعد سوى 100 متر فقط عن الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، بهدف تعزيز الحضور الاستيطاني اليهودي، مشيراً إلى قرار بلدية القدس ولجنة التنظيم، قبل نحو ثلاثة أسابيع بإقرار مخطط بناء جسر في حي المغاربة، والذي سيؤدّي إلى تدمير كلّ الآثار الإسلامية العثمانية والمملوكية وغيرها، الواقعة على امتداد ومحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

 

وأضاف: "نحن اليوم أمام واقع جديد، يجري فيه تغيير جذري لمحيط المسجد الأقصى والمنطقة القريبة منه، إضافةً إلى الحفريات التي تجري أسفل المسجد الأقصى".

 

وأشار الشيخ الخطيب إلى أنّ الاحتلال لن يكون نموذجاً مختلفاً عن كلّ الاحتلالات السابقة، من صليبية ورومية، أو أيّ احتلال آخر، "فهو سيزول كما زالت الاحتلالات السابقة، ولكن هذا الاحتلال معنيّ قبل أنْ يزول بإحداث تغييرٍ كبيرٍ ودمار هائل في حقيقة وتاريخ ووجه القدس الإسلامي العربي، لا سيما جوهرة ودرة القدس، ألا وهو المسجد الأقصى".

 

وأضاف: "نحن على قناعة تامة بأنّ هذا الاحتلال سيزول، ومتأكّدون أنّ هذا الاحتلال همجي، ولن يتردّد في فعل ما يشفي غليله، من خلال ممارسة أعمال الهدم والتدمير التي تستهدف المسجد الأقصى، وكل القدس العربية المحتلة".

 

وأشار القياديّ في الحركة الإسلامية إلى أنّه "لا يمكن أنْ يقول إنّ هناك إهمالاً تجاه قضية القدس، لأنّه بذلك نشير إلى أنّ هناك نوعاً من الاهتمام بما يجري في القدس العربية، وهذا غير صحيح، لأنّ هناك نسياناً وتغييباً للقدس من الذاكرة العربية والإسلامية والفلسطينية، وحالة التفاعل العربي والإسلامي مع قضية القدس في غاية السوء، ولو كان هناك قدْرٌ من التفاعل مع قضية القدس، يرتقي إلى مكانة القدس وتاريخها، لما تجرّأت إسرائيل على تهويد القدس، وكان سيؤدّي إلى تراجعها عن الكثير من مشاريع التهويد التي تستهدف القدس الشريف ومحيطها، وبالتالي ليس هناك فقط إهمال، وإنّما نسيان للقدس، في الوقت الذي وضع فيه الطرف الإسرائيلي القدس على سلم أولوياته، وفي مقدمة أشغاله".

 

وأعرب الشيخ الخطيب عن استهجانه لمواقف السلطة الفلسطينية وفريقها المفاوض، متسائلاً: "كيف يقبل المفاوض الفلسطيني، ببناء 9000 وحدة سكنية في القدس ومحيطها منذ مؤتمر أنابوليس؟ وعن أيّ حلول نهائية يتكلّمون عنها؟ في الوقت الذي أصبحت فيه المدينة المقدسة، ومنذ مؤتمر أنابوليس، هدفاً لسياسة تهويد مكثفة من قِبَل إسرائيل التي تتسارع مع الوقت لخلق وقائع يصعب على الفلسطينيين تغييرها أو العيش معها، أو يتوجب عليهم تقبلها فقط، حيث لن يجد المفاوض الفلسطيني أيّ قطعة أرض للتفاوض عليها في القدس سوى مساحة المسجد الأقصى، وحتى مساحة المسجد الأقصى لا توجد ضمانات أنْ تبقى كما هي عليه، كون ما تحت الأقصى يعبث به الإسرائيليين، كما يعبث الخلد والجرذان، وفوق الأقصى، فرضت إسرائيل سيادتها الكاملة، من خلال السماح لآلاف السياح والمستوطنين بأنْ يصولوا ويجولوا في المسجد الأقصى، وفي المقابل تمنع الفلسطينيين من دخول المسجد".

 

وأشار إلى أنّ المستوطنين يدخلون الآن إلى عمق المسجد الأقصى، وداخل المصلى المرواني، ولم يعُدْ هناك ما يمكن أنْ نقول إنّه خصوصية إسلامية، ويتحمّل المسؤولية الأولى عن هذا الواقع الذي وصلت إليه القدس إلى من يسوّقون أنّ موضوع القدس سيبحث ضمن مفاوضات الحل النهائي، وحتى يأتي ذلك اليوم، لن يجد المفاوض الفلسطيني ما يتحدث عنه وهو ما يحصل الآن".

 

وحول تصريحات وزير الأمن الداخلي للاحتلال؛ آفي ديختر الأخيرة، والتي نفى فيها صحة التحذيرات التي تطلقها الحركة الإسلامية في الداخل، من أنّ المسجد الأقصى في خطر؛ أشار الشيخ خطيب إلى أنّ هذه التصريحات ليست جديدة، فقد صدرت في السابق تصريحات مماثلة من وزير الحرب إيهود باراك، ومن رئيس دولة الاحتلال حالياً شمعون بيريز، وغيرهما ادّعوا فيها أنّ ما تدّعيه الحركة الإسلامية ليس صحيحاً، "ولكن الواقع يثبت اليوم أنّ ما قلناه في الماضي، ورفْعنا لشعار الأقصى في خطر، كان صائباً، وما يحدث الآن أنّ المسجد الأقصى ليس في خطر فقط، بل في أقصى درجات الخطر، الذي يحيط به من كلّ جانب".


المصدر: وكالات: - الكاتب: admin

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »