المقدسيّون يناشدون سكرتير الأمم المتحدة بالتدخّل الفوري لوقف عملية الحفريات والأنفاق في مدينة القدس
الإثنين 30 حزيران 2008 - 12:50 م 2380 0 أرشيف الأخبار |
"ناشد مواطنون سكان الأحياء المعرضة للدمار وتدمير بنيتهم التحتية لصالح توسيع في المستوطنات، السيد بان كيمون سكرتير الأمم المتحدة وإلى كافة الدول أعضاء الهيئة العامة للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو للتدخل وإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف الحفريات والأنفاق في مدينة القدس....". كانت هذه الكلمات مقدمة للعريضة التي رفعها مواطنو محيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، والمهدّدة أحياؤهم بالانهيار نتيجة الحفريات المتواصلة من قِبَل سلطات الاحتلال في ساحات الأقصى.
وطالب المواطنون في عريضتهم التي تمّ توقيع عليها من قِبَل كافة المواطنين المعرّضين للخطر والشخصيات الوطنيّة والمؤسسات المقدسيّة، امس الأحد (29/6)، بالوقف الفوري للحفريات والأنفاق في مدينة القدس المحتلة، ووقف التهجير والتطهير العرقي للمواطنين الفلسطينيين من مدينتهم العربية المحتلة، ووضع البلدة القديمة والحفريات والأنفاق الجارية فيها تحت الرقابة الدولية وحماية سكانها من التهجير وأملاكهم وتراثهم من الأذى والتدمير.
وقال منظمو العريضة إنّ هذه العريضة تأتي محاولةٍ لإسماع صوت المقدسيّين الذين يواجهون خطر التشريد من مدينتهم، فسلطات الاحتلال بعد احتلالها لباقي مدينة القدس عام 1967، سارعت لتهويد المدينة، بإعلانها عاصمة أبدية لها وموئلاً لليهود فقط من كافة أنحاء العالم.
ولتحقيق ذلك، كما ذكرت العريضة، استخدمت سلطات الاحتلال كافة الوسائل الإجرامية الممكنة، فقد بدأت بإزالة ما أمكنها من المعالم العربية (الإسلامية والمسيحية من الوجود) مثل حي باب المغاربة، وطردت الفلسطينيين من حارة الشرف، واستولت على كلّ البيوت فيه وحوّلته إلى حي يهودي.
كما استولت بالأمر العسكري المباشر أو بواسطة الحركات اليهودية الاستيطانية على أكثر من بناءٍ تاريخي في القدس مثل المدارس المملوكية القديمة كالطشطمرية في حي باب السلسلة وبناء كنيسة مار يوحنا في حارة النصارى، وقد جرى ذلك كله على مرأى ومعرفة العالم وسكوتهم على هذه الجرائم الاحتلاليّة.ولم تكتفِ دولة الاحتلال بالاستيلاء على الأملاك العربية وطرد السكان، بل شرعت منذ البداية، بإجراء حفريات حول وفي داخل البلدة القديمة في القدس، استهدفت الأحياء القريبة من المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وفتحت الأنفاق تحتها، ويمكن وصف الوضع الآن بأنّ القدس القديمة تقف على أنفاق.
وذكرت العريضة أنّ سلطات الاحتلال كانت قد هدمت العام الماضي معلماً تاريخياً ودينياً عندما هدمت زقاق باب المغاربة، وهدمت مسجداً أموياً قديماً تحته. وقد أدّت الحفريات الأخيرة تحت الأحياء القريبة من الحرم القدسي إلى تصدّع 13 بيتاً عربياً تاريخياً يعود بناء البعض منها إلى أكثر من 750 عاماً، ويهدّد سكانها بالتشرد. واليوم وبعد أنْ بدأت التصدعات تظهر على أسقف وجدران الأبنية، بسبب الحفريات العشوائية العبثية اليائسة، أصبح العديد من البيوت مهدّداً بالدمار وخاصة الأحياء المحاذية للمسجد الأقصى مثل باب الحديد والسلسلة وحي باب الواد، وأصبح سكانها عرضة للتهجير، أو انتظار الموت تحت أنقاضها.
واعتبرت العريضة أنّ هذه الحفريات تأتي تلبيةً لمخططات الجهات الدينية اليهودية اليمينية المتطرفة، والذي سيؤدّي إلى تأجيج الصراع في المنطقة، وذلك لأنّ السكان لن يقفوا صامتين أمام التخريب المتعمد لإزالة المعالم المقدسة والتاريخية للعرب المسلمين والمسيحيين، ولسوف تقود إلى مواجهات دينية تلحق الأذى بجميع سكان العالم.
المصدر: وكالات: - الكاتب: admin