قالت إنّ الاحتلال يحرمهنّ من العلاج وأنّ إحداهن تعاني من سرطان الرحم
الاحتلال يفرج عن الأسيرة الشيوخي من القدس والأخيرة تؤكّد مأساوية حياة الأسيرات
الإثنين 4 آب 2008 - 12:23 م 2489 0 أرشيف الأخبار |
الأسيرات في سجون الاحتلال يعانين قسوة السجن وسجّانه (أرشيف)
أكّد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أنّ سلطات الاحتلال أفرجت يوم السبت (2/8/2008م)، عن الأسيرة سعاد الشيوخي (22 عاماً)، من بلدة سلوان في مدينة القدس العاصمة المحتلة، مشيراً إلى أنّ الأسيرة المحرّرة تم الإفراج عنها بعد اعتقالٍ إداري دام 18 شهراً بدون تهمة، مشدّداً على أنّ الاحتلال يتذرّع بالملف السري لاعتقال العشرات من الأسرى دون توجيه تهمة لهم.
حياة مذلة وقاسية وغير كريمة
ونقلت الأسيرة المحرّرة الشيوخي، في حوارٍ صحافي أجراه معها المركز المذكور، أخبار الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، مشيرةً إلى أنّ الأسيرات في السجون يعشن حياةً مذلّة وقاسية وبعيدة كلّ البعد عن الحياة الإنسانية الكريمة، وقالت إنّ الأسيرات اللاتي تمّ نقلهن من قسم (11) من سجن "هشارون" إلى سجن الدامون، يعانين حالة مأساوية غاية في الصعوبة.
وقالت الأسيرة المحرّرة للمركز: "إنّني خرجت بالأمس من السجن ولا أستطيع أنْ أعبّر لكم عن حجم المعاناة الكبيرة التي تعاني منها الأخوات الأسيرات لا سيما تلك اللواتي تم نقلهن من سجن هشارون من القسم رقم (11) إلى سجن الدامون، وأنا الآن أبكي على حال الأسيرات الكارثية واللواتي لا يجدن من يدافع عنهن هناك، بل وتنتهك حقوقهن دون رقيب ولا حسيب".
انهيار الروح المعنوية والنفسية
وشدّدت الأسيرة المحرّرة الشيوخي على أنّ "عدداً كبيراً من الأسيرات مصابات بانهيار الروح المعنوية وأنهن يعشن حالة نفسية صعبة وبحاجة إلى علاج نفسي"، وأضافت: "إنّ عدداً كبيراً من الأسيرات أصبن بهذه الحالة النفسية الصعبة جرّاء تداول وسائل الإعلام لأخبار عن صفقات التبادل حيث إنّ ذلك يؤثّر بشكلٍ مباشر على معنويات الأسيرات الفلسطينيات".
98 أسيرة في سجون الاحتلال
وأكّدت الأسيرة المحرّرة أنّ عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال حتى يوم السبت (2/8/2008م) بلغ (98) أسيرة، مشدّدةً على سوء أوضاع هؤلاء الأسيرات، وقالت إنّ جزءً من الأسيرات هنّ مريضات وبحاجة إلى علاج وعرض على أطباء أو طبيبات متخصصات، مشيرة إلى أنّ سلطات الاحتلال ترفض رفضاً باتاً السماح لهن بالعلاج أو عرضهن على الأطباء، موضحةً في الوقت ذاته أنّ الاحتلال يمنع الأسيرات المريضات من تناول العلاج، في انتهاك صارخ لحقوق الأسرى والإنسان.
أمل جمعة مصابة بسرطان الرحم
وبخصوص الأسيرة أمل جمعة؛ قالت الأسيرة المحرّرة سعاد الشيوخي: "بصراحة فإنّ الوضع الصحي للأسيرة أمل جمعة هو وضع مأساوي واحتمال أنْ تفارق الأسيرة جمعة الحياة وذلك نتيجة تدهور وضعها الصحي الخطير، ونحن نعلن للجميع ومن بوابة المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى ونقول إنّ الأسيرة أمل جمعة تعاني من مرض السرطان في الرحم وذلك ناتج عن الإهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات في السجون، فانظر الأخت الأسيرة أمل جمعة أصيبت قبل أكثر من 6 شهور بنزيف داخلي في جسمها ولكن سلطات الاحتلال لم تعالجها ولم تعرِضها على الأطباء، وكذلك لم توفّر لها العلاج اللازم، وتركت الأسيرة جمعة، حتى أصيب بمرض السرطان في الرحم، حتى وصل الأمر بأنّنا نحن الأسيرات في الأيام الأخيرة وبعد أنْ بدأت إدارة السجن تتحرك لعلاج جمعة المنهكة، كنا نحمل الأسيرة أمل جمعة على أكتافنا لكي ننقلها من مكان إلى مكان آخر، حيث أصبحت غير قادرة على الحركة، وأصبحت جثة هامدة، والاحتلال يتفرّج عليها وينتظرها تموت، ولقد طالبنا سلطات الاحتلال بتوفير (حمّالة) لكي نتمكن من نقل الأسيرة أمل من مكان لمكان آخر، فكانت إدارة السجن ترفض ذلك بشدة، في إشارة إلى أنها تتمنى أن تموت الأسيرة أمل جمعة".
قمع وإهانة وإذلال يومي ومتواصل
وقد أكّدت الأسيرة المحرّرة الشيوخي في حوارها مع المركز الفلسطيني أنّها "تشعر بالسعادة المنقوصة والسعادة المذبوحة لأنّ خلفها في السجون أخوات أسيرات لا يجدنَ من يداويهن بل ويتعرضن لمضايقات يومية واستفزازات من إدارة السجون وسلطات الاحتلال، حيث يُمارس ضد الأسيرات القمع والإهانة والإذلال بشكل يومي ودوري وفي كل وقت، سواء في الليل أو في النهار".
بكيت وأنا أودّع أطفالاً وُلدوا في السجن وما زالوا هناك
وقالت الأسيرة المحررة: "عندما قرّرت سلطات الاحتلال الإفراج عنّي أمس السبت (2/8/2008م)، بدأت في توديع الأسيرات داخل السجون وبكينا جميعاً بكاء مريراً، ولم أنسَ تلك اللحظة التي كنت أودّع فيها الأسير الطفل يوسف الزق الذي وُلِد في السجن وما زال يعيش هناك هو والأسيرة الطفلة غادة التي وُلِدت هي الأخرى في السجن وما زالوا يعيشون مع أمهاتهم داخل السجون"، مشيرةً إلى أنّ الأسيرات الأمهات هنّ الأخريات محرومات من رؤية أبنائهن وأزواجهن وممنوعات من زيارتهم، مطالبة الاحتلال بالإفراج عنهن أو السماح لأزواجهن بزيارتهن والاطمئنان على صحتهن.
مطالبات ومناشدات للإفراج عن الأسيرات
وطالبت الأسيرة المحرّرة سعاد الشيوخي العالم كله والمؤسسات الرسمية المحلية والعربية والإقليمية والعالمية بالتحرّك الجاد وغير الكاذب من أجل إنقاذ الأسيرات في سجون الاحتلال وكررت مطالبتها بعدم الاستهانة بوضع الأسيرات.
كما ودَعَتْ كل العالم ومؤسساته إلى زيارة سجون الاحتلال ومشاهدة المناظر المؤلمة للأسيرات وحياتهن الصعبة، كما ودعت حكام وأمراء وملوك العرب بالرأفة بحالة الأسيرات والتحرك الجاد والفاعل والضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسيرات من السجون والاضطهاد المتواصل بحقّهن بعيداً عن عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام.
المصدر: القدس المحتلة- المركز الفلسطين - الكاتب: admin