بيان صادر عن مؤسسة القدس الدولية:
إغلاق مؤسسة الأقصى محاولة لإسقاط خط الدفاع الأخير عن المسجد الأقصى
الإثنين 25 آب 2008 - 11:46 م 2431 0 أرشيف الأخبار |
أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد 24/8/2008 على إغلاق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، التي تنشط في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، والتي تعتبر أهمّ المؤسسات التي كرّست نفسها لخدمة ورعاية المقدسات الإسلامية في القدس والأراضي المحتلّة عام 1948، والدفاع عنها وكشف مخططات الاستيلاء عليها وتهويدها، وصادرت منها خرائط ووثائق ومحتويات مهمّةٍ لا تقدّر بثمن.
إنّ هذا الإغلاق هو تحرّكٌ خطير، وقفزةٌ لمشروع السيطرة على المسجد الأقصى لا بد من الوقوف على مدلولاته:1. إن هذا الإغلاق هو خطوة أساسية لتقييد تحرّك أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 في نصرة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، وهم حائط الدفاع شبه الوحيد عن هذه المقدّسات في وقتنا الحاضر.
2. إن هذا الإغلاق هو خطوة تهدف إلى حجب المدّ البشري عن المسجد الأقصى، وهو المدّ الذي كان يشكل شبكة الحماية للمسجد في وجه الاقتحامات المتواصلة ومحاولات تثبيت الوجود اليهودي فيه، وهي خطوة كانت مؤسسة القدس الدولية قد حذّرت منها منذ العام 2006. وقد كانت مؤسسة الأقصى الجهة الرائدة في حمل هذا المد البشري إلى المسجد على مدار الساعة في مشروعاتها المتواصلة لشدّ الرحال وإعمار المسجد بالمصلين من الأراضي المحتلة عام 1948 ومن القدس، في ظل منع أهل الضفة الغربية وغزة من دخول المسجد بشكلٍ شبه تامّ.
3. إن هذا الإغلاق هو خطوة تهدف إلى زيادة حرية تحرّك المؤسسة الرسمية الصهيونية والجمعيات اليهودية المتطرفة في الحفريات والإنشاءات تحت المسجد وفي محيطه، فمؤسسة الأقصى هي الجهة الأساسية التي ترصد هذه التحرّكات وتكشفها للعالم.
4. هذه الخلفيات تؤكّد أن إغلاق مؤسسة الأقصى هو متطلّبٌ أساسي لتحقيق اقتسام المسجد بين اليهود والمسلمين والسيطرة على محيطه، والذي تضعه المؤسسة الصهيونية الرسمية هدفاً تسعى لتحقيقه بكل قوة بالتحالف مع الجمعيات والهيئات اليهودية المتطرفة.
5. أخيراً يشكّل هذا الإغلاق خطوةً متقدّمة في تضييق الخناق على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، وعلى تحرّكهم المدني والمؤسساتي.
وأمام هذا التشخيص فإن مؤسسة القدس الدولية تؤكّد:
1. إن هذه الخطوة هي بمثابةِ اعتداءٍ مباشرٍ على المسجد الأقصى، وهي علامة فارقة في تاريخ التحرّك الصهيوني للسيطرة على المسجد الأقصى ومقدّسات مدينة القدس، ولا بدّ أن يدرك الجميع أن ما بعد هذه الخطوة سيكون مختلفاً عمّا قبلها.
2. إن السكوت على هذه الخطوة والسماح للاحتلال بتمريرها هو سكوتٌ عن إسقاط خط الدفاع الأخير عن المسجد الأقصى، وكل الجهات مطالبة بمنع تمرير هذا القرار بشتى الوسائل والطرق، وأولى هذه الجهات هي جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والحكومة الأردنية، التي تحمل مسؤولية الوصاية على مقدسات القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى.
3. إن هذه الخطوة تؤكد ما خلصنا إليه في تقريرنا الأخير الذي صدر في 21/8/2008 من أن الأعوام القليلة القادمة هي فترةٌ مصيرية في حسم مستقبل المسجد الأقصى، فقبل أن يجفّ حبر هذا التقرير كانت المؤسسة الرسمية الصهيونية تقدم على خطوة استراتيجية على طريق حسم مصير المسجد، وهي تعطيل الوجود البشري لفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948. وهذا يدفعنا إلى التأكيد من جديد على ما وصلنا له من خلاصاتٍ وتوصياتٍ لمختلف الجهات المعنية بمصير المسجد، والتي تشكّل خطةً متكاملة للتحرّك لحماية المسجد.
4. إننا ندعو وسائل الإعلام إلى التغطية المتواصلة والمكثّفة لوضع المسجد الأقصى وشؤونه، وعدم إخضاعه لسياسة "الأحداث الكبرى" المعتادة، لأن هذه السياسة تعزّز الانفعالية والعشوائية في التحرّك، ونحن لا بدّ لنا أن نتضامن لبناء وعيٍ تراكمي بواقع المسجد والمدينة المقدّسة حتى نتمكّن من حفظ مقدّساتنا وتثبيت أهلنا الصامدين فيها.
مؤسسة القدس الدولية
المصدر: مؤسسة القدس الدولية-بيروت: - الكاتب: admin