تضامن وفدٌ مقدسي ضمّ الفعاليات الدينية الإسلامية والمسيحية والوطنية وممثلين عن المؤسسات الأهلية والحقوقية، يوم السبت (18/10)، مع أهالي مدينة عكا والداخل الفلسطيني في ضوء الأحداث الأخيرة التي تعرّضت لها من قِبَل المتطرفين اليهود.

ونظّم زيارة الوفد الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطنييين في القدس بالتعاون مع الائتلاف من أجل القدس وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات العربية الأهلية "اتجاه ".

وتأتي هذه الزيارة بهدف الوقوف إلى جانب أهالي عكا المحتلة، بعد الهجمة العنصرية الشرسة التي تعرّض لها الوسط العربي في المدينة خلال الأسبوع الماضي من قِبَل المئات من المتطرفين اليهود، وازدياد الدعوات العنصرية اليهودية إلى مقاطعة العرب في المدينة اقتصادياً.

ولدى وصول الوفد التضامني المقدسي لمدينة عكا استقبلهم الشيخ سمير عاصي وتوجّه بهم لأداء فريضة صلاة الظهر في جامع الجزار في المدينة، ثم توجّه الوفد للمشاركة في اللقاء الذي نظّمه ائتلاف أهالي عكا في مسرح اللازا بمشاركة وفود تضامنية أخرى من الداخل الفلسطيني.

وفي بداية اللقاء تمّ عرض فيلم عن الأحداث الأخيرة في الحيّ الشرقي في عكا وكيفية حصار منزل وليد البرغوثي من قِبَل المتطرفين، والأضرار التي تسبّبوا بها داخل 20 منزلاً تعود لعائلات عربية في عكا.

وتحدّث مؤنس خوري -عضو ائتلاف أهالي عكا- عن الائتلاف الذي يضمّ شخصيات وفعاليات وأطر من عكا تم تشكيله بعد أحداث عكا الأخيرة لتوضيح صورة ما حدث في عكا، من وقائع وحقائق لم يتطرّق لها الإعلام العربي والعبريّ، ويهدف إلى تنظيم العمل العكي ودعم العائلات اقتصادياً ويعتبر نواة لصد تهويد المدينة.

وتطرّق إلى الفعاليات التي أقامها الائتلاف وأهمّها المؤتمر الصحافي الذي عُقِد قبل أسبوع، وجاء لتوضيح الأخبار المشوه والكاذبة والقصص المفبركة حيال أحداث عكا، وإقامته لمهرجان ثقافي وفني في مسرح اللازا.

وفي كلمةٍ للنائب عباس زكور، أكّد فيها على الدور الذي قام به رجال وشباب عكا الدال على الشهامة والبطولة وموقف الدفاع عن النفس في ضوء الأحداث الأخيرة، والذي ينقل لواقعنا العربي حكمة القيادة العربية.

من ناحيته، تطرّق فاتن غطاس رئيس الهيئة الإدارية لمسرح اللازا إلى الهجمة التي ما زال يتعرّض لها مسرح اللازا ومحاولات شرائه من قِبَل الجهات الاحتلاليّة. وأكّد أنّ المسرح سيكون صرحاً ثقافياً وفنياً واجتماعياً وسياسياً لمختلف التيارات السياسية والاجتماعية، هدفه أنْ يكون البيت الموحد. ودعا إلى المزيد من الصمود والعطاء من كلّ القوى المحلية والعربية والعالمية من أجل صمود وثبات سكان عكا.

وفي كلمةٍ للشيخ سمير عاصي، قال: "لا تهزمكم هذه المحاولات البائسة والفاشلة التي تحاول طمس معالم المدينة، وأنا على يقينٍ أنّ هذه المحاولات ستتحطّم كما تحطّمت أمواج البحار العاتية على بوابة وأسوار عكا، كذلك ستتحطم وتندثر أمام وقفة أهلنا وإصرارهم على أنّه لن تستطع قوة في الأرض على اقتلاعنا من أرضنا، من خلال شبابنا وجمعياتنا ومساجدنا وكنائسنا ووحدتنا العربية".

من ناحيته، قال مدير مؤسسة أسوار في عكا، يعقوب حجازي: "من أسوار عكا إلى أسوار القدس وقفة عز وكبرياء أمام أعتى الموجات العنصرية من السطو المنظم على التاريخ العربي وتزييف الحقيقة وتشويه الواقع، لكننا لن نركع أمام الجلاد".

وأضاف: "إنّنا بكم ومعكم على عهد الوفاء لكل قيم العدل والحق والتسامح وحسن الجوار، لكننا نتصدى لكل محاولات الاعتداء وأوهام الترحيل وتغيير ملامح المدينة".

وتحدّث عن الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس، عبد الرحمن أبو عرفة، قائلاً: "لقد أتينا لنشهد بأم أعيننا حجم المقامة والثبات الذي أبداه ويبديه الشعب الفلسطيني في عكا".

وأضاف: "سوف نحتفل العام القادم بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، ومن حقّكم في مدينة عكا أنْ تحتفلوا هذا العام بعكا عاصمةً للبطولة العربية".

وأشاد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري بصمود أهالي عكا، بقوله: "نحن نعتزّ ونفتخر بعكا وأهلها، وذلك ليس جديداً على صمودها فعكّا لها تاريخ مجيد وأهلها هم الأصل، فقد تحطمت على أسوارها قوات الغزاة".

وأضاف: "ما تتعرّض له عكا اليوم هو اعتداءات للتطهير العرقيّ، ونحن مع عكا صفاً واحداً ومن يسيء لعكا فقد أساء للقدس ومن يسيء للقدس فقد أساء لعكا". ودعا العائلات العكية التي تشرّدت من بيوتها إلى التمسك بحقوقهم وعدم قبول البدائل.

من ناحيته، قال المطران عطا الله حنا: "اعتبر الجانب الإسرائيلي التحرك يوم الغفران من الممنوعات والحلال هو قتل العرب وطردهم، يتحدثون عن الحوار والتعايش والسلام في حين يسمح قتل العرب". وأضاف: "نؤكد لأحبتنا في عكا أنّ الشعب الفلسطيني هو شعب واحد في كل مكان لا يتجزأ". ونقل تحيات الكنائس في الجليل وعكا والناصرة والقدس وأكّد أنّها تقف مع أهالي عكا وتؤيد نضالاتهم.

وأكد المختصّ بشؤون القدس، حاتم عبد القادر، في كلمته، أنّ أهالي القدس والداخل جسد واحد، وتضامنه وتعاضده مع أهالي عكا في محنتهم. ودعا أهالي عكا إلى المزيد من الثبات والصمود في صد الهجمة الاستيطانية.

وروت أم كامل الكرد، من الشيخ جراح بالقدس، للحضور مسيرة نضالها وصمودها في صدّ الهجمة الاستيطانية التي تسعى لإخلائها من منزلها، وشدّت على أيادي أهالي عكا في الصمود والثبات في الدفاع عن أراضيهم وبيوتهم لحمايتها من التهويد والأسرلة.

وخلال اللقاء تحدّثت ولاء رمال إحدى ضحايا البيوت التي تعرّضت للاحتراق من قِبَل المتطرّفين اليهود في الحي الشرقي بعكا، عن المأساة والتشريد التي تعرّضت لها وعائلتها، وناشدت الحضور على مساعدتها في عودة عائلتها لمنزلها.