الحسيني:10 آلاف طالب في القدس لا يملكون مقاعد للدراسة

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 تشرين الأول 2008 - 10:46 ص    عدد الزيارات 2779    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


حذّر عبد القادر الحسيني رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني في القدس، من وجود 10 آلاف طالب في المدينة المقدسة لا يملكون مقاعد وعدد كبير منهم موجودين في الشوارع، وبالتالي جزءٌ كبير في المستقبل سيكونون مشاكل اجتماعية وللأسف عالة على المجتمع.

 

ونبّه الحسيني، في حديثٍ خاص للشبكة الإعلامية الفلسطينية، إلى أنّ الاكتظاظ في القدس يعني أنّ العملية التعليمية لم تستمرْ كما يجب، وأنّ الطلاب لن يأخذوا حقهم الذي يستحقونه في التعليم، وسينتج جيلٌ غير متعلّم بشكلٍ مناسب وجزءٌ منه غير واعي وجاهل، "وهذه أفضل صيغة لمجتمع يستطيع أن يحكمه الاحتلال".

 

وكانت مؤسسة فيصل الحسيني في القدس المحتلة أطلقت مبادرة "اشتر زمناً بالقدس" منذ عدة سنوات لدعم قطاعات التعليم و الصحة و الشباب في المدينة.

 

وأشار الحسينيّ إلى أنّه منذ الاحتلال يعاني سكّان القدس من مشكلة كبيرة في التعليم، ولكنّ الفلسطينيّين لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل بادروا وأسسوا عدداً كبيراً من المدارس بين مدارس خاصة و خيرية و تابعة للأوقاف الإسلامية لكن هذا الجهد ساهم في حلّ جزءٍ من مشكلة الاكتظاظ وتدني المستوى التعليمي لكن المشكلة إلى اليوم ما زالت كبيرة، مضيفاً أنّ الإحصائيات تقول إنّه يوجد نقص على الأقل 1500 صف. وبعض الإحصائيات تقول إنّ العدد أكبر قد يصل إلى 2500، لكن الحد الأدنى هو 1500 صف وهناك نقص في المعلمين خاصة معلمي المواد التخصصية كالفيزياء والكيمياء والأحياء، ومعلمي مواد اللغة العربية والإنجليزية.

 

كما أنّ هناك عدداً كبيراً من الأساتذة الذين يأتون من خارج حدود القدس -أي من الضفة الغربية- وهم ممنوعون الآن من الدخول إلى القدس لأنه لا توجد معهم تصاريح، ولا يقبل الاحتلال بإصدار التصاريح لهم كمعلمين، وبالتالي يزيد من المشكلة الكبيرة في التعليم بالقدس.

 

وقال الحسينيّ: "تقوم المؤسسات الموجودة في القدس سواء مديرية التربية الفلسطينية أو مؤسسة فيصل الحسيني بمحاولة حل هذه المشكلة لأنّ لدينا مبالغ ضئيلة لا تكفي لحل المشكلة كلها، والمطلوب دائماً أنْ يكون هناك ضغط على (إسرائيل) كقوة محتلة وكقوة تدير على الأقل 50% من المدارس، وضغطٌ بأن تزيد عددها وأن تطور التعليم دون أنْ نقف نحن أيضاً مكتوفي الأيدي، نحن نعمل، وهناك 18% من الطلبة يذهبون إلى مدرسة الأوقاف الفلسطينية، ومؤسسة فيصل الحسيني عملت خلال الأعوام الماضية مع عدد كبير من هذه المدارس، لتطويرها تطويراً شاملاً، نتحدث عن تدريب معلمين وإضافة مرافق وصفوف قدر الإمكان والاهتمام بالطلبة المبدعين والضعيفين أيضاً ضمن رؤية شاملة".

 

واكذد أنّ الاحتلال هو العامل الأساسيّ لتدنّي المستوى التعليميّ في القدس، بالإضافة إلى المستوى المعيشي المتدني نسبياً في القدس، فقدرة الأهالي على إرسال أبنائهم إلى مدارس خاصة قدرة ضعيفة، "ونحن نضطر إلى دفع رواتب منخفضة للمعلمين مما يجعل مهنة التعليم غير مستحبة في القدس بسبب تدني الراتب، لا يوجد مصادر دعم كافية لدعم ميزانية مديرية التعليم بأكملها، نحن نتحدث عن 80 ألف طفل في سن الدراسة نصفهم موجود في مدارس تدار من الفلسطينيين حوالي 40 ألف ولا يوجد مصادر كافية لتغطية تكاليف تعليمهم".

 

وحول مشاكل التعليم في مناطق شعفاط، قال الحسينيّ: "في مناطق المخيمات الجهة المرجعية المسؤولة عن التعليم هي وكالة "الأونروا"، وبالتالي يوجد فجوة بعد أنْ ينهي الطالب المرحلة الابتدائية، حاولنا قبل عامين مع مديرية التربية والتعليم استئجار بناية ودفعنا الأجرة بالنيابة عن المديرية، وحاولنا أنْ نلبي احتياجات التعليم، لكن المخيم به عدد كبير من الطلبة واستيعابهم يجب أنْ يكون في مدارس جديدة وهذا يحتاج إلى تمويل وتصاريح وموقع أرض، في بعض الأحيان نستطيع أنْ نجد مكاناً لكنه في بعض الأحيان صعبٌ خاصة وأنّ المخيم يقع داخل حدود بلدية الاحتلال وفي بعض الأماكن يجب أنْ تحصل على إذنٍ من الاحتلال وهذا الأمر ليس سهلاً، مسؤولية التعليم في تلك المنطقة ليست فقط لمديرية التربية وإنما أيضاً للأونروا".

 

وحول حلّ مشكلة التعليم في شعفاط أشار الحسينيّ إلى أنّ "المخيم جزء من القدس وحلّ المشكلة الأساسية يكمن في اتجاهين، الاتجاه الأول تأمين قطع أراضي لبناء مدارس جديدة عليها وأنْ تخدم بالفعل لتكون مدارس وأن تكون مساحات كافية والعمل للضغط على (إسرائيل) لتأمين تراخيص بناء على هذه الأراضي وهذه العملية تحتاج إلى سنوات حسب القوانين، والبديل هو استئجار مباني وتحويلها إلى مدارس.. ومن ناحية ثانية رواتب المعلمين في المدارس متدنية وتعتبر تحت خط الفقر، وبالتالي يجب أن يكون هناك مشروع لضمان منحة خاصة للمعلمين في القدس"، منوّهاً إلى أنّ هناك منحة من السلطة الفلسطينية وهي منحة الشهيد ياسر عرفات ولكنّها لم تعدْ كافية.

 

وقال: "اليوم هناك مدارس عدد كبير منها تعمل تحت أطر تدعمها السلطة ولكنها ممنوعة من العمل في القدس وهي لا تستطيع أنْ تعمل بحرية كاملة في القدس كما تعمل في رام الله، وبالتالي الاعتماد أكثر في القدس على مؤسسات المجتمع المدني التي تتوسع وتولد فروعاً لها، يجب أنْ يكون الدعم موجّهٌ بهذا النجاح، أينما توجد قصة نجاح معينة مفروض أن يأتي الدعم العربي والإسلامي تجاه قصص النجاح تلك ويحاولوا أنْ ينسخوها وأن يضاعفوا من وجودها وعدم حصرها بل أنْ يستمروا بدعمها، إذا كانت هناك مدرسة ناجحة أن يحاولوا استنساخها ويدعموها ويوسعوها".

 

وأضاف: "بالنسبة للسلطة تقوم بما تستطيعه في ظروف صعبة جداً لأنّه حسب الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال السلطة لا تستطيع أنْ تعمل بالقدس وأنْ يكون لها ذراع فاعل وداعم في القدس، و(إسرائيل) تزيد من ذلك عن طريق منع التراخيص والتصاريح الدخول للمعلمين وإلى آخره من الإجراءات".

 

وعن النتائج المتوقّع حصولها نتية استمرار الواقع التعليميّ المتردّي في المدينة، أوضح الحسينيّ: "اليوم لدينا 10 آلاف طالب ليس لهم مقاعد وعدد كبير لا نعلم كم عددهم موجودون في الشوارع، جزء كبير في المستقبل سيكونون مشاكل اجتماعية وللأسف عالة على المجتمع، الاكتظاظ يعني أنّ العملية التعليمية لم تستمرْ كما يجب، والطلاب لن يأخذوا حقهم الذي يستحقونه في التعليم، وبالتالي ينتج جيل غير متعلم بشكلٍ مناسب وجزءٌ منه غير واعي وجاهل وهذه أفضل صيغة لمجتمع يستطيع أنْ يحكمه الاحتلال، هذا ما تريده (إسرائيل)، جيل غير واعي هذا الاتجاه الذي تسير به الدولة العبرية ونحن نحاول بكل الوسائل المتاحة بين أيدينا".


المصدر: القدس المحتلة- الشبكة الإعلامي - الكاتب: admin

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »