في إطار ردود الأفعال حول الاعتداء على منزل عائلة "الكرد"
شخصيات فلسطينية رسمية ودينية تدين الاعتداء وتحذر مما هو قادم
الإثنين 10 تشرين الثاني 2008 - 12:21 م 3556 0 أرشيف الأخبار |
حذرت الشخصيات الفلسطينية الرسمية والدينية وممثلي المؤسسات المقدسية الرسمية والأهلية في مدينة القدس، من مغبة استغلال سلطات الاحتلال للأوضاع "الإسرائيلية" الداخلية، وتزامنها مع الاستعدادات لانتخابات المجالس المحلية للانقضاض على المقدسيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، الأمر الذي اعتاد عليه الاحتلال في كل المناسبات المشابهة، حيث يدفع المقدسيون ثمن ذلك بالمزيد من تعرضهم للأفعال المتطرفة والقهرية والعنصرية.
واستنكرت الشخصيات الفلسطينية قرار المحكمة العليا "الإسرائيلية" الجائر، والقاضي بإخلاء منزل عائلة الكرد ، والذي يشكل سابقة خطيرة ومقدمة للاستيلاء على المنازل الأخرى وعددها 27 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح لتحويل الحي بالكامل إلى حي استيطاني يخلو من أي مواطن عربي.
جاء ذلك خلال عملية إخلاء سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" عائلة المواطن محمد كامل الكرد " أبو كامل" الكائن في حي الشيخ جراح، فجر البارحة، دون سابق إنذار.
وتوافدت الشخصيات الفلسطينية الرسمية والدينية إلى منزل المواطن " أبو كامل" و من بينهم: الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة، والمهندس عدنان الحسيني مُحافظ القدس، والمحامي أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس بالرئاسة، وحاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، وعضو المجلس التشريعي برنارد سابيلا والمهندس خالد أبو عرفة الوزير السابق في الحكومة الفلسطينية، وعدد كبير من الشخصيات المقدسية الاعتبارية، وممثلي المؤسسات المقدسية الرسمية والأهلية.
وقام عدد من المواطنين المتضامنين مع العائلة برفع اللافتات والشعارات التي تندد بجرائم الاحتلال ضد المواطنين المقدسيين، "لن تقلعونا من أرضنا، ولا للتطهير العرقي، الشيخ جراح شعب واحد ووطن واحد وقضية واحدة". وقامت الشخصيات الفلسطينية الرسمية ومواطني حي الشيخ جراح بصلاة الظهر على الشارع الرئيس لحي الشيخ جراح، حيث أغلقت الشرطة الاحتلالية جميع مداخل الحي ومنعت أي تواصل مع عائلة الكرد حيث حولت المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة.
كما أصدرت المحكمة "الإسرائيلية" العليا يوم الخميس قراراً بحق عائلة عبد الرازق الصباغ المكونة من 40 مواطن، وعائلة المواطن شحدة فرحان المكونة من 15 مواطن في حي الشيخ جراح لإخلاء المنازل بدعوى أنهم لم يدفعوا الإيجار للمالك، والبناء دون ترخيص، حيث عقد مؤتمر صحافي على الشارع الرئيس في حي الشيخ جراح القريب من عائلة الكرد، وتحدث كل من المواطنة أم كامل الكرد، والدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومتضامن أجنبي.
وقد صرحت أم كامل الكرد أن "ما حصل اليوم هو حرب على رجل مقعد وامرأة مسنة"، وأضافت أم كامل الكرد أنها صعقت عند مشاهدة الآلاف من الجنود في ساحة منزلها وعندما رفع جنود الاحتلال الأسلحة في وجهها وكأنها قامت بعملية إجرامية وأخرجوها من المنزل بسحبها بالقوة من يدها ودفعها إلى خارج المنزل دون أن ترتدي الحذاء ودون أخذ الدواء الخاص لزوجها المسن. إلا أن زوجها رغم معاناته من المرض رفض الخروج من ساحة المنزل الذي عاش فيه طيلة حياته مع زوجته وأولاده.
وقالت أم كامل:"إن جنود الاحتلال عندما أخرجوها قالوا "إننا المنتصرون على العرب" وقام عدد من المستوطنين بالرقص والغناء داخل المنزل مرددين "الموت للعرب".
وتساءلت أم كامل "أين الدول العربية والإسلامية والزعماء العرب والملك الأردني عبد الله بن الحسين والأمم المتحدة أين انتم وأرض الإسراء والمعراج تدمر يوماً بعد يوم وأنتم نيام إلى متى؟!!".
وطالبت أم كامل الحكومة الأردنية ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين والأمم المتحدة الوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية وحماية السكان والسعي من أجل الضغط على الاحتلال من أجل إبقائهم في منازلهم.
وقال الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة، "نحن نشاهد الغطرسة "الإسرائيلية" وعنصرية المحكمة "الإسرائيلية" التي اتخذت القرار بإخراج رجل مقعد وزوجته من منزلهم الذين يقطنون فيه منذ 56 عام".
وأكد أن ما حصل لعائلة الكرد "عار في جبين "إسرائيل"،وذلك عند إخراج مقعد مريض وزوجته بهذه الطريقة الاستفزازية من منزلهم الذي عاشوا نصف حياتهم فيه، مع العلم أننا نملك نصف المباني والعقارات في "القدس الغربية" ولم يسمح لنا أن نسترجع ممتلكاتنا، هذه هي العنصرية أن يأخذوا ما يعتقدون بأنه لهم ولا يعطون للآخرين حقهم، ونحن اليوم في القدس نتعرض لهجمة شرسة".
كما قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين وخطيب المسجد الأقصى المبارك، "إن ما حصل اليوم مع عائلة الكرد هو رسالة لكل فلسطيني ولكل طفل ولكل شيخ ولكل امرأة أننا سنبقي صامدين في هذه الأرض ولن نغادر أرضنا ولو هدم البيت سنقيم بيت مكانه ولو أخرجنا من المنزل سنصمد إمام المنزل ونتحدى الاحتلال".
وأضاف المفتي، "ما رأيناه في صورة الرجل المقعد وصورة أم كامل التي هُجرت من منزلها من داخل الخط الأخضر الفلسطيني في عام 1948 و هجرت من أرضها في عام 67 واليوم وفي عام 2008 أصبحت في الشارع بعد إخلائها من منزلها، تؤكد رسالة الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه الديار وهجروا من ديارهم ،مؤكد أننا اليوم نصر إصراراً عميقاً وعظيماً يدعمه الحق وتدعمه العقيدة وتدعمه كل الشرائع السماوية و كافة الأمم الإنسانية في هذا العالم لأننا أصحاب الحق ولن نفرط بهذا الحق مهما كانت الإجراءات والتعسف "الإسرائيلي" بحق شعبنا وبحق أهلنا هذه الأرض ملك للمقدسيين وستبقي كذلك لن نهاجر منها ولن نفرط بشبر منها"
وقال المفتي، "عندنا قوافل الشهداء والأسرى والجرحى والمشردين والمهجرين من بيوتهم هاهم يدافعون عند بواباتهم عن حقهم هذا الحق القوي الذي نحمله والذي سينتصر في النهاية وإن هذه الغطرسة وهذه اللغة التي تستخدمها السلطات "الإسرائيلية" لغة القوة ولغة العبث بالإنسانية وبالقيم الإنسانية لن تستمر مثل هذه اللغة فلقد آن الأوان للعالم أن يستفيق وأن يرى ما يتعرضون له الشعب الفلسطيني لعل رسالة أبو كامل واضحة لكل صاحب ضمير في هذا العالم لكل المنظمات الدولية والأمم المتحدة ولكل منظمات حقوق الإنسان العاملة في حماية حقوق الإنسان آن لهذه المنظمات أن تتحرك لترى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من اقتلاعه من بيته ومن أرضه ومن شجرة زيتونه ومن اقتلاع الثقافة و الحضارة التي يتحصن بها الفلسطيني"
وحيا المفتي "عائلة الكرد التي أخرجت بالقوة رغم كل المغريات المادية ورغم كل مظاهر هذه الدنيا الزائفة إلا أنها أصرت وبقيت بمنزلها لآخر لحظة لأنها صاحبة حق في هذا المنزل" .
وحمل سماحته الحكومة "الإسرائيلية" كل المضاعفات التي ستصيب أبو كامل وخاصة بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى المستشفي بعد 13 ساعة على فقدان منزله حيث أصيب بانهيار عصبي.
وقال الدكتور مازن أبو غربيه مسؤول طوارئ مستشفي المقاصد، والذي رافقه الطبيب المساعد جمال وهادنه، "إن حالة المريض أبو كامل خطيرة وخاصة بعد ما أصابه من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكري، وانهيار في الأعصاب بسبب طرده من منزله عنوة وعلى الرغم من حالته الخطيرة طلب أبو كامل أن يرجع إلى منزله الذي عاش فيه نصف حياته".
المصدر: وكالات - الكاتب: abdullah