في بيان لهيئة العلماء والدعاة في القدس: لا حياد مع الاحتلال

تاريخ الإضافة الخميس 8 كانون الثاني 2009 - 2:00 م    عدد الزيارات 3089    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


 أكدت هيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، فلسطين، بأنه لا حياد مع الاحتلال، وأن حل المشكلة موجود هنا، إذا قرر القادة العرب من صناع القرار أن يستخدموه، لافتةً إلى أن ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمائة شهيد وجريح كافٍ لكي يتحرك هؤلاء القادة والزعماء، وقالت "إن شعوبهم تستصرخهم، وإن الثكالى في غزة يستصرخنهم، وقد آن الأوان كي يستجيبوا لهؤلاء جميعاً."

 

وجاء بيان للهيئة، والذي وصل الموقع نسخة منه، اليوم: "إن حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الاحتلال على شعبنا المحاصر في قطاع غزة، والتي تستهدف الناس المدنيين الأبرياء، لم تعد خافية على أحد، لا سيما وأن أجهزة الإعلام تقوم بنقل بعض المناظر الفظيعة للأجساد الممزقة التي التصق لحمها بالجدران، وتقطّعت أشلاؤها وتناثرت في الشوارع والساحات بفعل القنابل والصواريخ التي تلقيها الطائرات الصهيونية على الأحياء المدنية، التي لا تمييز بين طفل رضيع أو امرأة أو شيخ مسن".
وأضاف البيان: "إن استهداف المدارس، التي ترفع علم الأمم المتحدة، بالقنابل والصواريخ، والذي نتج عنه استشهاد مئات الأبرياء، والذي جعل رئيس عمليات وكالة المم المتحدة (الأنوروا) في غزة يتّهم "إسرائيل" علناً بأنها ترتكب جرائم حرب مقصودة ومتعمدة، يجب أن يحرك المواقف العربية الرسمية لتتقدم خطوة إلى الأمام، متخطية دائرة الإدانة والشجب وإعلان الاستنكار أو اللجوء إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن كي يصدر قراراً جديداً بالإدانة. فقد سبق أن استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد أي قرار دولي لصالح فلسطين وذلك لما يزيد عن مئة مرة".
وتابعت الهيئة في بيانها: "إن أهالي غزة لا يطلبون المستحيل، إنما يريدون تطبيق مبادئ القانون الدولي عليهم في زمن الحرب، وقد قامت قوات الاحتلال بخرق هذا القانون آلاف المرات دون أن تجد رادعاً يردعها... ولدى العرب من الوسائل الكثيرة التي يستطيعون استخدامها الآن؛ كي يوقفوا آلة الحرب الصهيونية المجنونة التي تضرب بحممها ونيرانها كلّ جامد ومتحرك، وتقتل الإنسان والحيوان، وتدمر المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال والجامعات، وتهاجم سيارات الإسعاف و الطواقم الطبية وتقصف المساجد وتدمرها على رؤوس المصلين، وتهاجم بالقنابل المحرمة دولياً بيوت المواطنين الفلسطينيين، وتجرب فيهم الأسلحة الجديدة، التي لم يتمّ استخدامها حتى الآن؛ في الأجساد البشرية الحية، كي تدرس آثارها على البشر، إذ أصبح الفلسطينيون مجرد كائنات حيّة تُجرى عليهم التجارب، مثل الفئران البيضاء تحت سمع وبصر العالم الحر والمتمدن كما يسمي نفسه زوراً وبهتاناً".
وقال البيان أن "إسرائيل" قامت منذ بداية تكوٌن جرثومتها في المنطقة العربية على قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن كيلو متر مربع واحد في (ملبس) من أَراضي جلجولية. وظلت هذه الجرثومة السرطانية تنمو وتكبر، وتقفز في الجسد الفلسطيني حتى لم يبق من فلسطين شبر خارج احتلالها، واعتدت، بعد ذلك، على البلدان العربية المجاورة: مصر وسوريا ولبنان والأردن، فالتهمت أجزاء منها، وما زالت شهوة القضم والضم تراود أحلام الساسة الصهاينة.
وأوضح البيان أن استضعافنا لأنفسنا، وقبولنا بالهوان هو الذي حرّض الصهاينة ضدنا، فهم يتجمعون ضدنا من أقصى يسارهم إلى أقصى يمينهم، في الوقت الذي ننقسم فيه نحن على أنفسنا انقساماً جرثومياً يجعل المعتدين يطمعون في استلابنا وحربنا والتجرؤ علينا، طالما أننا لا نقف مع أنفسنا، ونقبل لها الهوان!
وأشار البيان إلى أن المعتدين الصهاينة يحسبون تكلفة ما يقومون به من استخدامٍ للقنابل والدبابات وحشد الجيوش بالمال والمال فقط، فالطلعات الجوية بما تحمله من صواريخ مدمرة، والقنابل التي تلقيها دباباتهم يحسبونها بما يزيد عن خمسين مليون دولار يومياً، وهذا ما لا يجب النظر إليه، لأن الولايات المتحدة مستعدة لتسديد هذه الفواتير، وسؤالنا: من يسدد فاتورة الدم المستباح، دمنا الذي غطى الشوارع، والمزارع، والمدارس، والمشافي، ولم يصل صوته بعد إلى إسماع العرب..!؟
وقالت الهيئة، في بيانها، "إن المطلوب من القادة العرب ألا يقبلوا إلا ما يقبله الفلسطينيون المحاصرون تحت النار، وهو وقف العدوان دون شروط، وفتح المعابر، وإدخال الاحتياجات للقطاع المحاصر منذ شهور؛ اذْ لا يجوز أن يُكافأ المعتدي على عدوانه، ولقد شهد العالم كل العالم: العدو قبل الصديق، ماذا فعل المعتدون بغزة وما يفعلون، ولتتكاتف جهود الدبلوماسيين والمحامين والفصائل كلها كلٌّ في حقل اختصاصه لتعرية الاحتلال ونزع ورقة التوت عن عورته، ومحاكمته دولياً أمام المحاكم، وشعبياً أمام الشعوب، واستدعاء قادته للمثول أمام هذه المحاكم لارتكابهم مجازر ضد البشرية والإنسانية في كل حروبهم السابقة والحالية، ولتكن القائمة طويلة، فكل الجنرالات الذين صاروا قادة سياسيين متهمون بارتكاب جرائم حرب".
ولفتت الهيئة إلى أن غزة أرض الشهداء والصحابة الأجلاء والقادة العظماء، وهي مفتاح فلسطين الجنوبي وبوابة النصر نحو مصر وأفريقيا، وهي أرض جد الرسول الأعظم هاشم، وقالت "لذلك لا ينبغي التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ولا ينبغي أن يبقى دمها مسفوحاً نازفاً."
وأكد البيان أن غزة ستكون هدفاً أولياً لأهداف أخرى تأتي بعدها ولا سيما في الضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، مما يستدعي من العرب، كلٌّ في مكانه ومكانته، أَلا يظلوا أَمام شاشات التلفاز، يتفرجون علينا كيف نذبح، فليس مقبولاً أن يظلوا صامتين وقد تحرك العالم من حولهم لما رأوا أنهم لا يتحركون، مؤكدة أن غزة شأن عربي وإسلامي، وطالبوا القادة العرب بأن يغلقوا ملف غزة بما تطلبه غزة، التي دفعت ثمن هذا الملف كاملاً ولم تقصِّر، وبقي الدور عليكم.
وجاء في البيان: "إن أمتكم تنتظر منكم الكثير، وان دينكم يطالبكم بنجدة إخوتكم الذين استنصروكم في وقت الضيق، وإن تاريخنا يناديكم ويفتح لكم صفحاته لتسطروا صفحات عزٍّ لكم تدوم على الأيام، فلا تبخلوا على غزة... فإن عزّها من عزّكم، وإن فخرها من فخركم، واعملوا على إخراجها من محنتها مرفوعة الرأس، فبهذا ترفعون رؤوسكم ورؤوسنا ورأس الأمة جمعاء.
ودعا البيان لكسر حصار غزة، والقيام بما يمليه علينا ديننا وضميرنا حتى لا نقف غداً أمام الله عراة من أي دفاع.


المصدر: خاص بالموقع - الكاتب: Mahmoud

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »