أعلنت الحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية في معرض إكسبو صنعاء انطلاقتها الرسمية برعاية كريمة من فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، الذي أناب عنه في حضور الافتتاح وزير الثقافة اليمني ورئيس اللجنة التحضيرية للحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس معالي الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ، وقد جاء هذا الافتتاح ضمن فعاليات أسبوع التضامن الثالث مع الشعب الفلسطيني الذي تنظمه شبكة منظمات المجتمع المدني لدعم فلسطين (شمل ) تحت شعار ( وإن استنصروكم في اليمن فعليكم النصر.. ) ، وقد سادت ظروف حرب غزة على جميع كلمات الحاضرين الذين عبروا عن تضامنهم المعنوي والمادي في حملات دعم غزة وشددوا على أهمية نصرة غزة بكل السبل .

وألقى كلمة الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية الدكتور أسامة الأشقر المدير التنفيذي للحملة كلمة الحملة بالنيابة عن رئيسها معالي الأستاذ الدكتور إسحاق الفرحان ، والذي تحدث عن امتداد الحملة لأربعة عشر قطراً عربياً إضافة إلى أوروبا وما حظيت به من إشادة ودعم من الجهات الرسمية والشعبية، وقال إن الصهاينة أرادوا ألا يجعلوا للقدس فرصة في تقديم ثقافتها فقررنا في الحملة الأهلية أن نجعل كل عاصمة عربية تحتفي بثقافة القدس وحضارتها، وأكد أن القدس التي نعنيها هي القدس التي بدأ احتلالها عام 1948 واستكمل هذا الاحتلال عام 1967 وأن القدس هي عنوان الصراع عنوان فلسطين، واستنكر محاولات تحويلها إلى بند تفاوضي يخضع للمساومة والتقسيم.

وأكد الدكتور عبد القوي الشميري في كلمته نيابة عن شبكة منظمات المدني (شمل) إنه لا يجوز للأمة الوقوف أمام شاشات التلفزة للحزن والبكاء وإنما عليهم التحرك والعمل مضيفاَ إلى أنه من الضروري إزالة الأنظمة العربية المخزية التي تقف على رقاب الشعوب العربية. 

كما دعا  الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان عضو اتحاد علماء المسلمين  في كلمته التي ألقاها، الحكام العرب إلى ضرورة أن يقوموا بواجبهم في نصرة إخوانهم في غزة، فإذا لم يستطيعوا إرسال جيوشهم وعجزوا فعليهم السماح للمتطوعين بالجهاد وفتح المعسكرات لهم للتدريب، فإذا قصروا فمن حق شعوبهم تغييرهم ".

وفي كلمة راعي الحفل رئيس الجمهورية والتي ألقاها ممثلاً عنه الدكتور محمد أبو بكر المفلحي – وزير الثقافة، دعا فيها إلى الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية ليس العام الجاري وحسب بل في كل عام حتى يرتفع علم فلسطين على قبة الأقصى المبارك "مشيراً" إلى أن ما يحدث في غزة ليس آخر الحروب، معتبراً "معركة الثقافة والهوية  لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية".

وأشار الوزير إلى أن هذه الفعالية تأتي في سياق برنامج ثقافي في كل الوطن العربي من أجل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية في العام 0092 م وذلك تنفيذا لمقررات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربية المنعقد في الفترة من 16 ـ 17 تشرين الثاني 2008 .

لافتا إلى المفارقات المؤلمة التي تمثلت في تزامن استعداد كل الوطن العربي من أجل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م مع جرائم حرب الإبادة الصهيونية التي تشنها دولة الكيان ضد أبناء قطاع غزة ‏، وقال : "إن هذا الوضع الحرج الذي نواجهه يدفعنا للتفكير والتأمل والبحث عن أشكال جديدة ومختلفة للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية فالقدس هي عمق فلسطين ونبض توهجها في ثقافتنا العربية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء الله"،   ودعا إلى تبني مشروع ثقافي من المشاريع التي عرضتها لجنة القدس عاصمة للثقافة العربية كأن نقوم بدعم مكتبة مقدسية أو مركز ثقافي أو دار للمخطوطات و جمع الأموال والخبرات لتحقيق ذلك وعلى أن يكون هذا الدعم دائماً و مستمراً ومتنامياً .

فيما أكد نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الشيخ صادق بن عبد الله الاحمر أن الحملة الأهلية المركزية انطلقت في دمشق في يوليو الماضي، من أجل حشد وتضافر الجهود الشعبية والرسمية للتعريف بمدينة القدس وإبراز التحديات الكبيرة التي يواجهها أبناؤها في الحفاظ على هويتها التاريخية العربية الإسلامية، وحماية الأقصى أولى القبلتين.

ودعا كل المؤسسات والجمعيات العاملة لفلسطين في اليمن والعالم العربي والإسلامي لتكثيف أنشطتها ووضع البرامج الثقافية المختلفة للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009
وحضر الاحتفال سفراء سبع دول عربية وإسلامية وعدد كبير من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الفلسطينية حماس والجهاد والجبهة الديمقراطية إضافة إلى نحو أربعة آلاف شخص ، ثم قام وزير الثقافة والشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر بافتتاح معرض الصور للأسبوع التضامني والذي يحتوي عددا من الأجنحة المتضمنة صوراً للمقاومة وضحايا المذبحة الصهيونية الأخيرة ومنتجات الأسر والشهداء والمعتقلين.